"صفعة موجعة" للجيش التركي في إدلب

القنيطرة... إسرائيل تستأنف "حرب المسيّرات"

02 : 05

مقاتلون سوريّون موالون لتركيا يحتفلون باستعادة سراقب أمس

قُتِلَ مواطن سوري ينشط في إطار مجموعة موالية لـ"حزب الله" بالأمس، باستهداف طائرة إسرائيليّة مسيّرة لسيّارته في جنوب سوريا، وفق ما أفاد "المرصد السوري" الذي أوضح أن "درون" إسرائيليّة قصفت سيّارة عند المدخل الجنوبي لبلدة حضر في محافظة القنيطرة، ما تسبّب بمقتل سائقها وهو عنصر في "المقاومة السوريّة لتحرير الجولان" التي أسّسها "حزب الله" قبل أكثر من 6 سنوات لشنّ عمليّات ضدّ إسرائيل في مرتفعات الجولان، وترأسها القيادي في الحزب سمير القنطار، الذي قُتِلَ بقصف إسرائيلي قرب دمشق نهاية العام 2015.

وأفاد مصدر ميداني مطّلع لوكالة "فرانس برس" بأنّ "الشخص المستهدف يُدعى عماد الطويل، وهو مواطن سوري من بلدة حضر، كان على تواصل مع "حزب الله" ومؤيّداً له، إلّا أنّه لا يتولّى أي مسؤوليّات حزبيّة فيه"، بينما وضع مراقبون هذا التطوّر العسكري في خانة استئناف إسرائيل لـ"حرب المسيّرات" من جديد، فيما لم يصدر أي تعليق من الجانب الإسرائيلي.

وتُكرّر تل أبيب التأكيد على أنّها ستُواصل تصدّيها لما تصفه بـ"محاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا وإرسال أسلحة متطوّرة إلى حزب الله". ومنذ اندلاع النزاع الدموي في سوريا العام 2011، شنّ الجيش الإسرائيلي سلسلة من الغارات في سوريا، استهدفت بشكل أساسي مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانيّة وأخرى لـ"حزب الله"، الذي يُقاتل في سوريا بشكل علني منذ العام 2013 دعماً لقوّات النظام.

وعلى جبهة أخرى، تعرّض الجيش التركي لـ "صفعة موجعة" في إدلب قُتِلَ خلالها عشرات الجنود، إذ كشف "المرصد السوري" أن 34 جنديّاً تركيّاً قُتِلوا على مدار يوم أمس في إدلب بغارات جوّية، من دون كشف الجهة التي نفّذت تلك الهجمات. وأوضح المرصد أنّه علم أن الغارات الجوّية التي حصلت في المنطقة الواقعة بين البارة وبليون أسفرت عن مقتل 34 جنديّاً تركيّاً على الأقلّ، وسط معلومات عن سقوط قتلى آخرين من جرّاء تلك الغارات العنيفة، فيما اعترفت السلطات التركيّة بمقتل 22 جندياً.

وفي السياق ذاته، أشارت وسائل إعلام تركيّة إلى أن الرئيس رجب طيب أردوغان "ترأس اجتماعاً أمنيّاً طارئاً" في شأن التطوّرات في إدلب بحضور مسؤولين رفيعي المستوى، فيما أجرى وزير الخارجيّة التركيّة مولود تشاوش أوغلو اتصالاً هاتفيّاً مع أمين عام "حلف شمال الأطلسي" ينس ستولتنبرغ.

توازياً، استعادت الفصائل المقاتلة على رأسها "هيئة تحرير الشام" السيطرة على مدينة سراقب ذات الموقع الاستراتيجي في شمال غربي سوريا، بعد ثلاثة أسابيع من سيطرة قوّات النظام عليها، في تراجع ميداني يُعدّ الأبرز لدمشق منذ بدء تصعيدها في المنطقة. لكن رغم الهجوم المضاد، أفاد المرصد باستعادة النظام 20 بلدة وقرية في المحافظة، حيث رصد تقدّماً جديداً لقوّات النظام مساء أمس، إذ تمكّنت من السيطرة على الحلوبة وقوفقين في جبل الزاوية، والزقوم في سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، وبذلك تقترب من مدينة جسر الشغور بمسافة 17 كيلومتراً. كما تواصل قوّات النظام قصفها المكثف على مناطق في سهل الغاب وجسر الشغور وقرى جبل الزاوية.

ودخلت الجماعات المسلّحة صباحاً إلى مدينة سراقب في شرق إدلب. وانتشر المقاتلون بأعداد كبيرة في شوارع المدينة المدمّرة والخالية تماماً من سكّانها. وتقع سراقب عند تقاطع طريقَيْن سريعَيْن تُريد دمشق السيطرة عليهما لتعزيز السيطرة في شمال البلاد.

ولكن باستعادتها، تكون الفصائل الجهاديّة قطعت الطريق السريع "أم 5" الذي يربط العاصمة دمشق بمدينة حلب.

وأكد المرصد استعادة "فصائل المعارضة المدعومة من القوّات التركيّة" السيطرة على سراقب، لافتاً إلى شنّ مقاتلات روسيّة غارات عند أطرافها، في وقت رأى أردوغان أنّ تركيا "قلبت مسار الأحداث" في محافظة إدلب لصالحها.

وبينما كانت تتواصل في أنقرة مباحثات حول سوريا بين عسكريين وديبلوماسيين روس وأتراك، اتهمت موسكو تركيا بانتهاك اتفاق سوتشي عبر تقديمها دعماً عسكريّاً للفصائل المسلّحة، في حين وضع الكرملين حدّاً لما أعلنه أردوغان عن لقاء سيجمعه بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في إسطنبول الأسبوع المقبل لبحث الوضع في إدلب، مؤكداً أن بوتين ليس لديه خطط للقاء أردوغان.

وفي نيويورك، لا يزال انعدام الاتفاق سيّد الموقف بين الدول الغربيّة وروسيا، إذ طالب الأعضاء الغربيّون في مجلس الأمن الدولي بـ"وقف لإطلاق النار لأسباب إنسانيّة" في إدلب، ولكن من دون أن يجدوا آذاناً صاغية من جانب روسيا، التي اعتبر مندوبها فاسيلي نيبينزيا أنّ "الحلّ الوحيد على المدى الطويل يكمن في طرد الإرهابيين من البلاد"، بينما اعتبرت لجنة الإنقاذ الدوليّة في بيان أنّه "يتوجّب أن يشعر أطراف النزاع بالضغط لوضع حدّ لهذا الهجوم على المدنيين". أمّا المديرة التنفيذيّة لمنظّمة "يونيسف" هنرييتا فور، فقالت أمام مجلس الأمن: "ثمّة حاجة ماسة إلى وقف الأعمال القتاليّة" وإلى "فترات هدنة إنسانيّة منتظمة".


MISS 3