أحمد الأيوبي

تنافس سياسي - نقابي بين مهندسي طرابلس

25 آذار 2023

02 : 00

نقابة مهندسي طرابلس

تشهد نقابة المهندسين في طرابلس والشمال يوم الأحد المقبل الانتخابات السنوية لاختيار أربعة أعضاء في مجلس النقابة، اقتضى العرف أن يكون اثنان منهم مسلمَين والاثنان الآخران مسيحيّين، وتتنافس فيها لائحتان: الأولى تحمل اسم «النقابة أولاً» والثانية تحمل اسم «ملتقى المستقلين»، وتتميّز هذه الانتخابات باستقطاب منافسة لافتة في الأوساط النقابية رغم سيطرة عنوان الانهيار وتداعياته على المهندسين ونقابتهم والبحث في كيفية تأمين الصمود والاستمرار لأعضائها.

تضمّ لائحة «النقابة أولاً»: مصطفى فخر الدين («التجمع المهني للإصلاح والتنمية»)، خضر حسين («تيار المستقبل»)، نقولا سليمان («قوات لبنانية»)، جوزاف عبد الله («تيار المردة»).

تحظى لائحة «النقابة أولاً» بدعم «تيار المستقبل» و»القوات اللبنانية» و»تيار المردة» و»التجمع المهني للإصلاح»، كما يدعمها «تيار العزم» و»الجماعة الإسلامية» من دون أن يكون لهما فيها مرشحون.

أمّا لائحة «ملتقى المستقلين» فتضمّ المهندسين: وسيم الحولي (مدعوم من مرسي المصري)، سهير ليلا (يدعمها النائب السابق محمد الصفدي)، ربيع عبود (التيار الوطني الحرّ)، إيلي عوض (مقرّب من العونيين).

تستند هذه اللائحة بشكل أساس إلى دعم «التيار الوطني الحر» كما يدعمها «الحزب السوري القومي الاجتماعي» و»الحزب الشيوعي» و»اليسار الديمقراطي» وأنصار «الحزب الديمقراطي» (رفعت عيد) في جبل محسن، وهي أحزاب تتمتع بالقدرة على تجيير الأصوات والتحكّم بها وربما هذا ما يراهن عليه أعضاؤها. يُظهر أعضاء لائحة «النقابة أولاً» تماسكاً وتنسيقاً بينهم، خاصة أنّ لأغلب أعضائها مساراتٍ مهنية واضحة، فالتجمع «المهني للإصلاح والتنمية» بات يشكّل حالة نقابية بارزة بعد خروج أغلب أعضائه من صفوف «الجماعة الإسلامية» قبل سنوات وتحوّله إلى ملتقى للنخب ذات الاتجاه المحافظ بعيداً عن المنازعات الأيديولوجية.

وفي هذا السياق يأتي دعم التجمع للمهندس مصطفى فخر الدين وهو في عداد الفريق الداعم لدار الفتوى والأوقاف الإسلامية كما أنّه مشارك في مبادرات التنمية المحلية ومنها «تريبولاين» التي تعمل على توفير النقل العام في طرابلس والجوار ومشروع فرصة لمعالجة الإدمان على المخدِّرات. أمّا المهندس نقولا سليمان فهو أمين سرّ مجلس النقابة واستطاع من خلال أدائه أن يكتسب ثقة شريحة واسعة من المهندسين. ولا شكّ أنّ وجود «تيار المردة» في لائحة «النقابة أولاً» يعطيها توازناً على مستوى الحضور المناطقي في زغرتا بشكل خاص، حيث يتوقع أن يتمكن أعضاء لائحة «منتدى المستقلين» من الإفادة من جزء من الأصوات المؤيدة للنائب ميشال معوض. في المقابل، يُؤخذ على لائحة «ملتقى المستقلين» أنّ لها اتجاهاً سياسياً واضحاً، ويزيد من الإشكال الصبغةُ العونية لمرشحَيها المسيحيَّين، خاصة مع ارتفاع منسوب الرفض للتيار الوطني الحر في معظم أوساط النخب المهنية.

أمّا الثغرة الأخرى، فهي أنّ الحولي مدعوم من المهندس مرسي المصري الذي سبق له أن انشقّ عن «تيار المستقبل» في عكار وحاول في الانتخابات الأخيرة في النقابة شدّ العصب المناطقي على أساس أنّ مهندسي عكّار مهمّشون في النقابة، لكنّ هذا الاتجاه لم يجد له صدى وتراجع أكثر في هذا الاستحقاق. وقد حاول الوزير الأسبق محمد الصفدي عقد تفاهم مع «القوات اللبنانية» لدعم مرشحته سهير ليلا لكن ذلك لم ينجح ولتمسك القوات بتحالفها والالتزام بكامل أعضاء لائحة «النقابة أولاً».

تعكس الانتخابات النقابية نبض المجتمع المدني، وفي ظلّ تشابك الانهيار مع الاشتباك السياسي، يبقى بحث النخب عن المخارج والحلول هو ما يميّزها فهل تخطو نقابة المهندسين خطوة في هذا الاتجاه من خلال انتخابات الأحد المقبل؟


MISS 3