مقتل أميركي خلال هجوم بـ"مسيرة إيرانية" على قوات التحالف

واشنطن تشنّ غارات إنتقامية على "مجموعات الحرس" في سوريا

02 : 00

واشنطن ما زالت تحتفظ بتواجد عسكري في شمال سوريا وشمال شرقها (أ ف ب)

بعد هجوم بطائرة مسيّرة إيرانيّة ضدّ قاعدة لقوات التحالف الدولي في سوريا، أسفر عن مقتل متعاقد أميركي وجرح 6 آخرين، نفّذ الجيش الأميركي ضربات جوّية انتقاميّة دقيقة ليل الخميس - الجمعة أدّت إلى مقتل 14 مقاتلاً موالين لإيران.

واستهدف هجوم بطائرة مسيّرة الخميس، وفق وزارة الدفاع الأميركية، "منشأة صيانة في قاعدة لقوات التحالف قرب الحسكة في شمال شرق سوريا"، ما أدّى الى مقتل "متعاقد أميركي، وإصابة 5 عسكريين أميركيين ومقاول أميركي آخَر".

وعولج اثنان من العسكريين الأميركيين في الموقع، بينما أُجلي فوراً الجنود الثلاثة الآخرون والمقاول الأميركي الآخَر إلى العراق، بحسب البنتاغون الذي أكد أنّ أجهزة الاستخبارات الأميركية تعتبر الطائرة من دون طيار "إيرانية المنشأ".

وأوضح وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أنّه بتوجيهات من الرئيس جو بايدن أذن لقوات القيادة المركزية الأميركية بـ"شنّ ضربات جوية دقيقة" في شرق سوريا "ضدّ منشآت تستخدمها مجموعات تابعة للحرس الثوري الإيراني".

وجاءت الضربات الأميركية، وفق أوستن، ردّاً على هجوم الخميس و"سلسلة من الهجمات الأخيرة ضدّ قوات التحالف في سوريا من جانب مجموعات تابعة للحرس الثوري". وأضاف: "كما أوضح الرئيس بايدن، سنتّخذ كلّ الإجراءات اللازمة للدفاع عن شعبنا وسنردّ دائماً في الوقت والمكان اللذَين نختارهما".

وطالت الضربات الأميركية، بحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، مواقع عدّة في شرق سوريا، أبرزها مستودع أسلحة لمجموعات موالية لإيران داخل مدينة دير الزور، ما أدّى الى تدميره بالكامل ومقتل 6 من عناصرها.

كذلك، استهدف القصف مواقع في بادية مدينة الميادين وريف البوكمال، ما أدّى إلى مقتل 8 مقاتلين موالين لطهران. وكشف مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة "فرانس برس" أنّ "مجموعات موالية لطهران، متمركزة قرب مدينة الميادين، أطلقت 3 صواريخ صباح الجمعة، سقط اثنان منها في حرم حقل العمر، من دون أضرار، فيما سقط الثالث على منزل مدني"، قرب الحقل الذي يضمّ قاعدة للقوات الأميركية التي تقود التحالف الدولي ضدّ تنظيم "الدولة الإسلامية".

وأكد متحدّث باسم القيادة العسكرية الأميركية للشرق الأوسط (سينتكوم) الهجوم. وقال الميجور جون مور: "يُمكننا أن نؤكد وقوع هجوم صاروخي على المنطقة الخضراء (التسمية المستخدمة لحقل العمر) في سوريا". ولاحقاً، أشارت الكابتن أبيغيل هاموك، وهي متحدّثة أخرى باسم القيادة المركزية الأميركية، إلى إطلاق 10 صواريخ.

وأوضحت هاموك أنّ الصاروخ الذي أصاب المنزل سقط على بُعد 5 كيلومترات تقريباً من القاعدة "متسبّباً بأضرار جسيمة وبإصابة إمرأتَين وطفلَين بجروح طفيفة"، في حين ذكرت "قوات سوريا الديموقراطية" أنّ مدنيَّين أُصيبا في القصف الصاروخي. وفي وقت متأخّر من مساء أمس، تحدّثت وسائل إعلام سوريّة عن تعرّض قاعدة أميركية لقصف صاروخي في شرق دير الزور، مشيرةً إلى سماع دوي رشقات صاروخية في المنطقة.

توازياً، تحدّث الرئيس الأميركي جو بايدن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو من أوتاوا عن أنّه "كان هناك هجوم في سوريا على قوّاتنا... من قبل جماعات مدعومة من إيران، وقد أعطيت تعليماتي بالردّ السريع"، مؤكداً أن "الولايات المتحدة لا تسعى لصراع مع إيران" لكنّنا "مستعدّون لتوجيه ضربات قوية لحماية مواطنينا".

وفي وقت سابق، أوضح المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي خلال مقابلة مع شبكة "سي أن أن" أن الضربات الأميركية في سوريا تهدف إلى حماية الجنود الأميركيين هناك، حيث لا يزال تنظيم "داعش" والجماعات المسلّحة المدعومة من إيران يُشكّلون تهديداً، مؤكداً أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران. كما شدّد على أنه لا ينبغي لطهران أن تُشارك في دعم الهجمات على المنشآت الأميركية.

على صعيد آخر، قُتل 15 شخصاً خلال جمعهم الكمأة في وسط سوريا جراء هجوم شنّته خلايا تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية"، بينما لا يزال 40 آخرون في عداد المفقودين، وفق ما أفاد "المرصد السوري" الذي كشف أن القتلى هم "7 مدنيين و8 مسلّحين محلّيين موالين لدمشق"، مشيراً إلى أنّهم قُتلوا الخميس ذبحاً على يد خلايا تابعة لـ"الدولة الإسلامية"، أثناء جمعهم الكمأة في الريف الشرقي لمحافظة حماة.


MISS 3