لابيد مستعد للحوار وبايدن لا يخشى "حرباً أهلية"

نتنياهو يرضخ للشارع: تعليق التعديل القضائي

02 : 00

خلال التظاهرة الحاشدة أمام الكنيست في القدس أمس (أ ف ب)

تحت ضغط الشارع والإضرابات الواسعة التي شلّت الحركة في الدولة العبريّة بالأمس وأدخلت البلاد في "أزمة حكم" ومأزق داخلي عميق، رضخ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مساء للأمر الواقع، معلناً تعليق العملية الجارية أمام الكنيست بهدف تعديل النظام القضائي.

وبعد إجرائه مشاورات سياسية مع عدد من شركائه في الائتلاف الحاكم، قال نتنياهو في خطاب إلى الأمة إنّه تقرّر تأجيل المصادقة النهائية على مشاريع القوانين المثيرة للجدل إلى حين موعد انعقاد الدورة البرلمانية المقبلة، والتي ستنطلق بعد احتفالات عيد الفصح (5-13 نيسان).

وأضاف: "انطلاقاً من إحساسي بالمسؤولية الوطنية ومن رغبتي في منع حدوث شرخ في صفوف شعبنا، قرّرت أن أُجمّد القراءتَين الثانية والثالثة لمشروع القانون" في الكنيست. وبعيد الخطاب، أعلن الاتحاد العمالي العام "هستدروت" إنهاء الإضراب العام الذي بدأه صباحاً، في حين أبدى زعيم المعارضة ورئيس الوزراء السابق يائير لابيد استعداده "لحوار جدّي" حول التعديلات القضائية، إنّما بشروط.

وقال لابيد في خطاب متلفز: "إذا أوقف التشريع حقاً وبشكل تامّ، فنحن مستعدّون للانخراط في حوار جدّي"، مضيفاً: "كانت لدينا تجارب سيّئة في الماضي، لذلك سنعمل على التأكّد من عدم انطواء الأمر على خديعة أو حيلة"، فيما سارع البيت الأبيض إلى الترحيب بقرار نتنياهو، معتبراً أنّ هذه الخطوة ستُتيح "مزيداً من الوقت للتوصّل إلى تفاهم".

وقالت المتحدّثة باسم الرئاسة الأميركية كارين جان بيير للصحافيين: "نواصل دعوة القادة السياسيين في إسرائيل للتوصّل إلى تفاهم في أسرع وقت ممكن"، بينما أكد المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي في وقت سابق أن الرئيس الأميركي جو بايدن "لا يخشى تطوّر الأمور في إسرائيل إلى حرب أهليّة"، معتبراً أنّ "لدى إسرائيل تقليداً ديموقراطيّاً طويل الأمد".

وكان عشرات آلاف المتظاهرين الإسرائيليين تجمّعوا خارج مقرّ البرلمان الإسرائيلي، بعد إعلان رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال الإضراب العام الفوري صباحاً، في وقت دعا فيه نتنياهو "جميع المتظاهرين في القدس من اليسار واليمين إلى التصرّف بطريقة مسؤولة والامتناع عن العنف"، إذ "كلّنا إخوة".

وقدّرت وسائل إعلام إسرائيلية أعداد المتظاهرين الذين خرجوا الإثنين إلى الشارع غداة إقالة نتنياهو وزير الدفاع في حكومته اليمينية يوآف غالانت، بنحو 80 ألفاً. وأعلنت النقابات الطبية في إسرائيل "إضراباً شاملاً في قطاع الصحة" سيكون له تأثير حتمي على كلّ الخدمات الطبية. كما أكّدت المتحدّثة باسم هيئة المطارات الإسرائيلية ليزا دفير لوكالة "فرانس برس" أنّ الإضراب يشمل الرحلات الجوّية في مطار بن غوريون قرب تل أبيب الساحلية.

وانضمّ القطاع الخاص أيضاً إلى الإضراب، كما أغلقت البنوك وشركات التأمين وبعض المتاجر وسلاسل المطاعم أبوابها. وأتى إعلان نتنياهو الأخير، بعدما دعا الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ لوقف فوري للإصلاحات القضائية في أعقاب وقوع صدامات بين متظاهرين والشرطة في تل أبيب ليل الأحد احتجاجاً على إقالة غالانت.


MISS 3