مع تحوّل المعارك الضارية للسيطرة على مدينة باخموت إلى حرب استنزاف للوحدات العسكريّة الروسيّة المهاجمة، توقع الكرملين أمس أن يطول أمد "الحرب الهجينة" بين روسيا والدول الغربية في شأن النزاع في أوكرانيا. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين: "إذا ما تحدّثنا عن الحرب بالمعنى الواسع وعن المواجهة مع دول غير صديقة ومناهضة، عن هذه الحرب الهجينة، فإنّ أمدها سيطول"، مؤكداً أن الروس يلتفون حول الرئيس فلاديمير بوتين بشكل "غير مسبوق" ومعظمهم يُريدون أن تتحقق أهدافه في أوكرانيا.
وفي الأثناء، أقرّ رئيس مجموعة "فاغنر" المرتزقة الروسية يفغيني بريغوجين بأنّ المعركة من أجل السيطرة على باخموت ألحقت ضرراً بالغاً بقواته وكذلك بالجانب الأوكراني، في حين اعتبر بوتين خلال اجتماع مع الحكومة بثّ وقائعه التلفزيون أن "العقوبات المفروضة على الاقتصاد الروسي قد تكون لها في المدى المتوسط تداعيات سلبية عليه". ودعا الحكومة إلى "التصرّف بسرعة وتفادي أي بيروقراطية وأي تأخير لا ضرورة لهما".
توازياً، ناشد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي، كييف وموسكو، الاتفاق على "مبادئ" تُفضي إلى ضمان سلامة محطّة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، بعدما تفقّد المنشأة التي تُثير سلامتها مخاوف في صفوف المجتمع الدولي. وقال غروسي في تصريح لوكالة "فرانس برس": "أعتقد أن الوضع بشكل عام لا يتحسّن، ومن الواضح أن النشاط العسكري آخذ في الارتفاع في هذه المنطقة بكاملها".
كما نقلت وكالات أنباء روسية عن غروسي قوله من الموقع: "أحاول الاستعداد واقتراح إجراءات واقعية يوافق عليها جميع الأطراف"، موضحاً أنه يسعى إلى حلّ وسط "لتجنّب كارثة"، بينما نقلت وكالة الأنباء الروسية "تاس" عن رينات كارتشا، وهو مستشار في هيئة "روس إينرغو أتوم" الروسية المشغّلة للمحطة، أنه لا يتوقع أن تُحقّق المحادثات اختراقاً.
في غضون ذلك، ادّعت إدارة الاحتلال الروسي أن ميليتوبول، إحدى المدن الرئيسية في جنوب أوكرانيا، تعرّضت لقصف صاروخي نفّذه الجيش الأوكراني، ما تسبّب في انقطاع التيار الكهربائي. وقال المسؤول في المنطقة فلاديمير روغوف على "تلغرام" إنّ القصف تمّ بنظام "هيمارس" الأميركي العالي الدقة.
وفي فرنسا، اعتبرت الجمعية الوطنية الفرنسية في تصويت الثلثاء "إبادة جماعية" المجاعة التي تسبّبت بها السلطات السوفياتية في أوكرانيا في ثلاثينات القرن العشرين، وأدّت إلى موت ملايين الأشخاص، في خطوة رحّبت بها كييف.
على صعيد آخر، حذّر رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلّحة في مجلس الشيوخ من أنّه إذا اندلعت حرب بين الولايات المتّحدة وأيّ قوة كبرى أخرى في العالم فإنّ هذا النزاع سيستنفد مخزونات هائلة من الذخيرة، مشدّداً على وجوب الاستعداد لمثل هكذا سيناريو. واعتبر أنّ "الدرس الكبير المستفاد من أوكرانيا هو معدّلات الاستهلاك الهائلة للذخائر التقليدية في ما هو فعليّاً حرب إقليمية محدودة".
