مرور رئيسة تايوان في أميركا: واشنطن تحذّر وبكين تهدّد!

02 : 00

تساي خلال مغادرتها تايوان أمس (أ ف ب)

بعدما أثارت زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي آنذاك نانسي بيلوسي إلى تايوان في آب 2022 غضب بكين التي نظّمت ردّاً على هذه الخطوة مناورات عسكرية واسعة حول تايوان، حذّرت الولايات المتحدة الصين أمس من أي "ردّ فعل مبالغ فيه" على توقف رئيسة تايوان تساي إنغ وين في نيويورك خلال توجّهها إلى أميركا الوسطى وفي لوس أنجليس في طريق عودتها. وقال مسؤول أميركي كبير لصحافيين طالباً عدم كشف هويته: "لا يوجد أي سبب على الإطلاق يجعل الصين تستخدم ذلك ذريعة لردّ فعل مبالغ فيه أو لممارسة مزيد من الضغط على تايوان". وتوجّهت رئيسة تايوان إلى غواتيمالا وبيليز في رحلة ستتوقف خلالها في الأراضي الأميركية.

وشدّد المسؤول الأميركي على أن "هذه زيارة خاصة وغير رسمية" تحترم "ممارسة طويلة الأمد"، فيما رفض تأكيد احتمال انعقاد اجتماع في كاليفورنيا بين تساي ورئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي، في وقت هدّدت فيه الصين بـ"إجراءات مضادة حازمة" في شأن اجتماع مخطّط له بين الرئيسة التايوانية ورئيس مجلس النواب الأميركي.

ومن المقرّر أن تمرّ تساي عبر نيويورك اليوم، قبل التوجه إلى غواتيمالا وبيليز. وفي 5 نيسان، من المتوقع أن تتوقف في لوس أنجليس في طريق عودتها إلى تايوان، حيث من المقرّر مبدئيّاً الاجتماع مع مكارثي. وشجب المتحدّث باسم مكتب شؤون تايوان في مجلس الوزراء الصيني تشو فنغليان خلال مؤتمر صحافي، توقف تساي للقاء مسؤولين في أميركا، وطالب بألّا يلتقي بها أي مسؤول أميركي.

وإذ قال تشو: "نحن نُعارض ذلك بشدّة وسنتّخذ إجراءات مضادة حازمة"، اعتبر أنه يتعيّن على الولايات المتحدة "الامتناع عن ترتيب زيارات عبور تساي إنغ وين، وحتى الاتصال بالمسؤولين الأميركيين، واتخاذ إجراءات ملموسة للوفاء بالتزامها الجاد بعدم دعم استقلال تايوان".

وصوّرت تساي الرحلة على أنها فرصة لإظهار التزام تايوان بالقيم الديموقراطية على المسرح العالمي، حيث غادرت تايوان بعد ظهر الأربعاء، لبدء جولتها التي تستغرق 10 أيام في الأميركتَين. وقالت: "أُريد أن أقول للعالم بأسره إنّ تايوان الديموقراطية ستحمي بحزمٍ قيم الحرّية والديموقراطية، وستظلّ قوّة من أجل الخير في العالم، وتواصل دورة الخير، وتُعزّز مرونة الديموقراطية... الضغط الخارجي لن يعوق قرارنا للتعامل مع العالم".

وتعتبر الصين جزيرة تايوان التي تتمتّع بحكم ذاتي والبالغ عدد سكانها أكثر من 23 مليون نسمة، واحدة من مقاطعاتها التي لم تتمكّن من إعادة توحيدها مع بقية أراضيها منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية في عام 1949.