"الأزمة تلزمُها إرادةٌ سياسيّة".. غريو: التّعافي ممكنٌ في لبنان

19 : 27

أطلقت المرحلة الثانية من مشروع "شبكة" SHABAKE بعد إعلان اختتام مرحلته الأولى التي دامت 3 سنواتٍ، في احتفالٍ أُقيمَ في الجامعة اليسوعيّة، في حضور السفيرة الفرنسية آن غريو، المدير العام للوكالة الفرنسيّة للخبرة الفنّيّة الدوليّة Expertise France جيريمي بيلي، مديرة الوكالة الفرنسيّة للتنمية الدوليّة في لبنان كاترين بونو، مديرة الوكالة الدنماركيّة للتّنمية كاترين بليسنر، وممثّلين للمنظمات المحلية.


بليسنر

وتحدّثت بليسنر، فأشارت إلى أنّ "مشروعَ شبكة هو مشروعُ الشّراكة الأوّل، الّذي تعاملت معه الوكالة الدنماركيّة للتّنمية مع الوكالة الفرنسيّة للتّنمية والوكالة الفرنسيّة للخبرة الفنيّة الدوليّة"، وقالت:"كان المشروع ناجحاً لأنّه قدّم المساعدة إلى لبنانيّين ساءَت حالُهم بفعل تردّي الأوضاع الاقتصادية".


وأشادت بـ"عمل الوكالة الفرنسيّة للخبرة الفنّيّة وجهودها في إرساء المشروع وانتشارها الواسع على منصّة التواصل الاجتماعيّ، ما يمكّن من متابعة تقدّم سير العمل والنشاطات المنفّذة"، وقالت: "شاركنا في مشروع شبكة 1، ومستعدّون للمشاركة في برنامج شبكة 2، وسنستمرّ في دعم جدول أعمال التّكييف المحليّ للمساعدة".


بونو

وتناولت بونو "الشّراكات التي جسدها هذا المشروع"، وقالت: "نحتفل بشراكاتٍ عدّة، أوّلها الشراكة الأوروبيّة. كان التّعاون مرناً وشفّافاً مع الوكالة الدّنماركيّة للتّنمية، وسيتواصلُ في المستقبل".


وتحدّثت عن "الشّراكة مع المجتمع المدنيّ"، وقالت: "تمكن برنامج شبكة 1 من العمل بشكلٍ وثيقٍ مع المجتمع المدنيّ، ومكَّنَنا من تجاوز كلّ الصُّعوبات، من وباء كورونا إلى انفجار مرفأ بيروت والكوليرا، وسيُمكننا من مواكبة اللبنانيّين في المستقبل".

أضافت: "نجتمع اليوم مع مُنظَّماتٍ من المجتمع المدنيّ إستفادت وستستفيدُ من هذا المشروع".


وتابعت: "بنينا من خلال مشروع شبكة 2 شراكة مع البلديات والمجتمعات المحليّة لإيجاد حلولٍ أكثرَ استدامةً لها، إضافةً إلى عملنا مع وزارة الخارجيّة الفرنسيّة للاستجابة للأزمات".


بيلي

وتحدّث بيلي عن "وجوده في لبنان منذ عام 2021 لإطلاق مشروع شبكة 1، حيثُ شارك آنذاك نحو 70 ممثلاً للمجتمع المدنيّ"، وقال: "يُشارك اليوم أكثر من 200 ممثّلٍ".


وأعلن أنّ "العمل الّذي تقومُ به الوكالة الفرنسيّة للخبرة الفنيّة الدوليّة يتأتّى من الدّعم الّذي تحصلُ عليه من مركز الأزمات الخارجيّة الفرنسيّة".


وقال: "لا بدّ من تعزيز المجتمع المدنيّ وهيكليّته بشكلٍ أفضل في لبنان، بحيث يصبحُ الشّركاء أكثر قوّةً واستقلاليّةً وقدرة على إطلاق أنشطتهم الّتي تطالُ الأمن الغذائيّ، الخدمات الاجتماعيّة، التّمويل المصغّر والمشاركات الاجتماعيّة".


وأكّد "أهميّة تكيف البرامج الّتي تقدم واستخلاص العبر من مشروع شبكة 1 لفهم سياق الأزمات التي يعيشها لبنان".


غريو

وأعربت غريو عن "سرورها بوجودها في حرم جامعة القديس يوسف"، مشيرةً إلى أنّ "هذا الصّرح الجامعيّ تدعمُه فرنسا كثيراً ويُخرّج أجيالاً من اللبنانيين واللبنانيات".


ووجّهت رسالةَ تقديرٍ إلى "جمعيّات المجتمع المدنيّ الّتي استفادت من برنامج شبكة"، مثنيةً على "عملها الصّادق والاستثنائيّ والنّافع، في ظلّ محيطٍ مليء بالتّحديات".


وقالت: "أعرف بشكلٍ واضح الواقع في هذا البلد والتّناقضات الّتي يُعاني منها وحاجات الشّعب اللبنانيّ".



وأشارت إلى أنّ "الأزمة الاقتصاديّة والماليّة المنظمة والمتعمدة الّتي يُعاني منها لبنان والشّعب اللبنانيّ أدّت ليس فقط إلى إفقار اللبنانيين، بل أجبرتهم على المكوث في أماكنهم".


وقالت: "لقد بات التّنقل غالياً جداً بالنّسبة إليهم، وإرسال أولادهم إلى المدرسة أيضاً، فضلاً عن صعوبة في إيجاد عملٍ".


أضافت: "في الوقت نفسِه، باتت الدولة غير قادرةٍ على حماية مواطنيها وتقديم الخدمات الأساسيّة لهم، والسّبب لا يعود إلى ما أسمعه دائماً من البعض بأنّ هناك أشخاصاً غير كفوئين. لقد صادفت دائماً في الدولة اللبنانيّة مُوظَّفين مُلتزمين يقومونَ بعملهم بشكلٍ جيّدٍ، ولكن لم تعد لديهم موارد ماليّة كافية للقيام بنشاطاتهم".


وأشارت إلى أن "العمل الذي تقوم به الجمعيات هو الذي يُمكّن اللبنانيين من الصمود"، وقالت: "أنا معجبة بالعمل الذي تقومون به، بدل الدولة المنهكة والعاجزة التي لم تعد لديها الموارد المالية، ونرى ذلك في قطاع الصحّة والتربية وقطاعات أخرى لديها حاجات، ولا تتدخل الدولة وأنتم تسدون الفراغ".


ولفتت إلى أنّ "الجمعيات تؤدّي دوراً يُعزّز الخدمات والحماية والتماسك والمبادرة"، مشيرة إلى أن "تعافي لبنان يمر من خلالها"، وقالت: "في لبنان مجتمعٌ مدنيٌّ قويّ، ملتزم ومناضل".


أضافت: "ما يجمعكم في عملكم هو الابتكار والإبداع والشجاعة لأنكم تعملون في أماكنَ صعبةٍ ودائماً بحرصٍ لإعادة الكرامة إلى اللبنانيين. أنتم مُصرّون على مواصلة العمل لتجبروهم على التّفكير بشكلٍ مختلف وجماعيّ، فدورُكم ليس اجتماعياً أو تنموياً، بل هدفه إرساء روح المواطنة".


وأشارت إلى أنّ "على اللبنانيين التّفكيرَ معاً للمضي قُدماً والخروج من هذه الأزمة".


وقالت: "من المهم أن تفكّروا في استدامة عملكم، فالنهوض بأي بلدٍ يتطلّب مشاركةَ المجتمع المدني والدولة".


أضافت: "بالنسبة إلى مشروع شبكة، فالدّولة فوّضتكم في زمن الأزمة العديد من المهامّ، ويجب التفكير سوياً في ما يجبُ أن تقوم به المؤسسات العامَّة والمجتمع المدنيّ معاً على أُسُسٍ من المواطنة وروح الجماعة. إنّ برنامج شبكة رائد في هذا المجال لأنه يجعلكم محاورين في كل الاجتماعات مع المانحين الدوليين".


وتابعت: "لا يمكن وضع كلّ المسؤوليات عليكم للاستجابة للأزمة اللبنانية، فيمكننا مساعدتكم، ولكن يجب تنويعُ مصادركم".


ودعت "المغتربين اللبنانيبن إلى المساعدة"، مُتمنّيةً "الوصول إلى يومٍ لا يعود لبنان يطلبُ فيه المساعدة".


وقالت: "يجب أن يتحمل المسؤولون اللبنانيون مسؤوليّاتهم، فالحلولُ معروفةٌ، وهناك خطواتٌ وإصلاحاتٌ عدّة يجب اتخاذُها. إنّ الأزمة الاقتصاديّة والماليّة ليس من الصّعب حلها، لكن تلزمها الإرادة السياسية".


أضافت: "المطلوب سير عمل المؤسسات، فما يعيشُه اللبنانيّ أمرٌ غير طبيعيّ. هناك شللٌ في المؤسسات وفراغٌ رئاسيّ وحكومة تصريف أعمال، وتنصُّلٌ من المسؤولية".


وأكّدت أنّ "التعافي ممكنٌ في لبنان لكي لا تذهب جهودنا وجهودكم سدًى".


وفي الختام، كان عرض مسهب لمشروع "شبكة" أهدافه ومخرجاته ونتائجه.