تقديرات بوجود أكثر من 18 ألف إصابة في إيران

"كورونا" يتمدّد... ومخاوف من أزمة اقتصاديّة عالميّة!

02 : 15

يتساءل خبراء دوليّون عن مدى الانتشار الفعلي لفيروس "كورونا" المستجدّ داخل إيران، التي سجّلت أكبر عدد وفيات خارج الصين وتُمثل بؤرة إصابة خطرة جدّاً، إذ يتمدّد منها "الوباء القاتل" إلى الشرق الأوسط، في وقت يواصل فيه الفيروس انتشاره أيضاً حول العالم مع تسجيل زيادة جديدة في عدد الإصابات في الصين وأولى الوفيات في الولايات المتحدة وأستراليا، فيما تراجعت بورصات دول الخليج بشكل حاد في بداية أسبوع جديد من التعاملات بالأمس وسط مخاوف من اندلاع أزمة اقتصاديّة عالميّة.

وبالرغم من عدم نفي إيران أن الفيروس "بصدد الانتشار" مع تأكيد 43 وفاة و593 إصابة، تُشير تقارير أخرى غير رسميّة إلى حصيلة أكبر بكثير، إذ تحدّثت حركة "مجاهدي خلق" المعارضة في المنفى عن "أكثر من 300 وفاة" وما يصل إلى "15 ألف" مصاب في البلد، فيما قدّر ستة مختصّين في الأوبئة يعملون في كندا وجود أكثر من 18 ألف إصابة في الأراضي الإيرانيّة.

وبينما تمرّ الجمهوريّة الإسلاميّة بأزمة اقتصاديّة خانقة، لم تُعلّق طهران الرحلات الجوّية في اتجاه الصين التي تُعتبر إحدى الدول القليلة التي تواصل شراء النفط منها، وذلك للحفاظ على العلاقة الاقتصاديّة معها من وجهة نظر النظام الإيراني.

عالميّاً، باتت حصيلة وباء "كوفيد 19" تُقارب ثلاثة آلاف وفاة من أصل أكثر من 86 ألف إصابة في حوالى ستين بلداً، من بينها نحو 80 ألف إصابة و2870 وفاة في الصين وحدها، حيث أدّت التدابير المتّخذة منذ نهاية كانون الثاني لاحتواء انتشار الفيروس إلى شلّ النشاط إلى حدّ كبير.

وأعلنت اللجنة الوطنيّة للصحة في الصين في حصيلتها اليوميّة بالأمس، 573 إصابة جديدة، وهي أعلى حصيلة منذ أسبوع. لكن لا يزال هذا الرقم أدنى بكثير من الأعداد المسجّلة خلال النصف الأوّل من شباط، حين كانت الإصابات الجديدة اليوميّة تتخطّى الألف. أمّا حصيلة الوفيات فواصلت التراجع مع إعلان 35 حالة وفاة مقابل 47 السبت. ويبدو أن الوباء يتركّز بشكل متزايد يوماً بعد يوم في هوباي، فجميع الوفيات المُعلن عنها الأحد باستثناء واحدة فقط حصلت في المقاطعة، وكذلك جميع الإصابات الجديدة باستثناء ثلاث فقط.

وإن كان انتشار العدوى تراجع بصورة عامة في الصين بفضل تدابير حجر صحي شملت أكثر من خمسين مليون شخص، فإنّ دولاً أخرى تُصبح بدورها مراكز لانتشار وباء "كوفيد 19"، وفي طليعتها إيران وكوريا الجنوبيّة وإيطاليا.

وفي أوروبا، ألغت فرنسا التي أصبحت ثاني بؤرة للوباء في القارة الأوروبّية، كلّ "التجمّعات التي تضمّ أكثر من خمسة آلاف شخص" في مكان مغلق، وألغت في هذا السياق اليوم الأخير من معرض الزراعة الأحد في باريس. أمّا إيطاليا التي تخطّت حصيلة الإصابات فيها الألف من بينها 29 حالة وفاة، فقد اتخذت تدابير بالغة الصرامة منها إغلاق المدارس في ثلاث مناطق وإلغاء أحداث رياضيّة وثقافيّة وفرض الحجر الصحي منذ أسبوع على 11 بلدة في الشمال، الرئة الاقتصاديّة للبلد، في وقت أعلنت أرمينيا تسجيل حالة إصابة على أراضيها.

من ناحيتها، أحصت كوريا الجنوبيّة 586 إصابة إضافيّة لتصل الحصيلة الإجمالية إلى 3736 إصابة، منها 18 حالة وفاة. وعدد الإصابات الجديدة في تراجع عن يوم السبت حين أُعلن عدد قياسي بلغ 813 حالة جديدة. لكن في مؤشّر يدعو إلى القلق، سجّلت البلاد حالة أولى من الإصابة مجدّداً لدى امرأة في الـ73 من العمر أظهرت الفحوصات إصابتها بالفيروس بعد شفائها منه.

في الغضون، تراجعت بورصات دول الخليج بشكل حاد في بداية أسبوع جديد من التعاملات الأحد، على خلفيّة التأثيرات الاقتصاديّة لانتشار الفيروس التي أصابت الأسواق العالميّة بالذعر. وكانت البورصات الأوروبّية قد تراجعت في نهاية الأسبوع الماضي بنسب هي الأكبر منذ الأزمة الماليّة في 2008-2009 عندما دخل الاقتصاد العالمي مرحلة ركود.

وانتشر "كورونا" سريعاً في الكويت والبحرين والإمارات، ثمّ انتقل إلى عُمان وقطر، ما دفع بالسلطات في هذه الدول إلى اتخاذ اجراءات احترازيّة، بينها وقف رحلات طيران مع دول تفشّى فيها الفيروس وإغلاق مدارس وإلغاء فعاليّات. وفي إجراء متّصل، أعلنت الكويت أنّها قرّرت إخضاع المسافرين من مصر إلى "فحص إضافي قبل ركوبهم الطائرات المتّجهة إلى الكويت"، بعد إعلان فرنسا رصد أعراض الفيروس لدى 6 سيّاح عادوا من مصر، من دون تحديد جنسيّتهم. كما أعلنت قطر في بيان فرض "قيود دخول موَقّت لأراضيها على جميع القادمين من مصر عبر نقاط وسيطة".

وهناك 46 حالة في الكويت، و47 في البحرين، و21 في الإمارات، و6 إصابات في عُمان، و3 إصابات في قطر، وغالبيّتهم العظمى أشخاص عادوا أخيراً من إيران. وحدها السعوديّة بين دول الخليج الست، لم تُسجّل حتّى الآن إصابات، لكنّها علّقت تأشيرة العمرة ومنعت مواطني دول عدّة من حاملي التأشيرات السياحيّة من دخولها خشية وصول الفيروس إليها.


MISS 3