ما جديد قضية التخطيط لهجمات ضد أهداف يهودية في أثينا؟

واشنطن عن قرار "العدل الدولية": إنتصار لضحايا الإرهاب الإيراني

02 : 00

المطعم اليهودي الذي تمّ التخطيط لاستهدافه في أثينا (أ ف ب)

رفضت محكمة العدل الدولية أمس طلب إيران الإفراج عن أصول بقيمة تُقارب مليارَي دولار يملكها مصرفها المركزي جمّدتها الولايات المتحدة الأميركية ردّاً على هجمات إرهابية تُتّهم الجمهورية الإسلامية بالتحريض عليها أو دعمها، موضحةً أنها لا تملك صلاحية النظر في هذا الطلب، لكنّها اعتبرت في المقابل أن واشنطن "انتهكت" حقوق شركات ومواطنين إيرانيين جُمّدت أصولهم.

وأعلن قاضي محكمة العدل الدولية كيريل غيفورجيان أن "المحكمة أيّدت بعشرة أصوات مقابل خمسة طعن الولايات المتحدة الأميركية في اختصاص" المحكمة. واعتبر المستشار القانوني بالوكالة لوزارة الخارجية الأميركية ريتش فيسيك، الذي كان موجوداً في جلسة صدور قرار المحكمة في لاهاي، أنه "انتصار كبير للولايات المتحدة ولضحايا الإرهاب الذي ترعاه الدولة الإيرانية"، بينما رأت طهران أن الحكم "يظهر مجدّداً مشروعية مطالب الجمهورية الإسلامية في إيران وسلوك الولايات المتحدة غير القانوني"، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية.

وتطالب إيران بإعادة 1.75 مليار دولار من الأموال التي تعود إلى البنك المركزي الإيراني مع الفوائد وأصول تعود لشركات ومواطنين إيرانيين. لكنّ محكمة العدل رأت أن البنك المركزي لا يعتبر شركة، خلافاً لما كانت طهران تؤكده، وأن الشركات تحظى وحدها بحماية بحكم المعاهدة. وأمهلت المحكمة البلدَين 24 شهراً للتوافق على تعويضات للشركات والأشخاص المتضرّرين.

وأحكام محكمة العدل الدولية ملزِمة وغير قابلة للاستئناف، لكن هذه الهيئة ليس لديها وسيلة لتنفيذها. وبالتالي يُمكن للدول أن تلجأ إلى مجلس الأمن الدولي إذا لم تمتثل دولة أخرى لقرار ما. وسمح القضاء الأميركي في 2016 بوضع اليد على هذه الأموال الإيرانية لتعويض أميركيين ضحايا هجمات إرهابية يعتبر أن الجمهورية الإسلامية حرّضت عليها أو دعمتها.

وأشارت واشنطن خصوصاً إلى مقتل 241 جنديّاً أميركيّاً في 23 تشرين الأوّل 1983 بهجومَين انتحاريَّين استهدفا الوحدات الأميركية والفرنسية التابعة لقوة الأمن المتعدّدة الجنسيات في بيروت. ويأتي هذا الحكم وسط تجدّد التوترات بين البلدَين بعد الضربات الجوية الأميركية الأخيرة التي استهدفت مجموعات موالية لإيران في سوريا ودعم طهران الغزو الروسي لأوكرانيا.

وفي هذا الصدد، كشف البنتاغون مقتل 8 من المجموعات الموالية لـ"الحرس الثوري" الإيراني في سوريا، في هجمات جوية وقصف مدفعي أميركي، "انتقاماً من هجماتهم" التي أدّت إلى مقتل متعاقد أميركي وإصابة 6 آخرين، مشيرةً إلى أنه تمّ "تشخيص إصابة 6 جنود أميركيين في سوريا بإصابات دماغية"، وذلك على اثر الهجوم الذي وقع الأسبوع الماضي، وفق وكالة "رويترز".

أمّا في اليونان، فاستمع المحققون لثمانية مشتبه فيهم جدد من باكستان في قضية شبكة إرهابية يُشتبه بتخطيطها لهجمات ضدّ أهداف يهودية في العاصمة أثينا، بحسب ما أفاد مصدر في الشرطة لوكالة "فرانس برس". وأوضح المصدر أن "التحقيق لمعرفة ما إذا كان هناك أشخاص آخرون متورّطون ما زال مستمرّاً".

وكان هؤلاء الثمانية المشتبه فيهم قد أوقفوا من قبل بسبب إقامتهم بطريقة غير قانونية في اليونان، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء اليونان، وهم على "اتصال وثيق" برجلَين اعتُقلا الثلثاء خلال أوّل حملة للسلطات في هذه القضية. ويُشتبه بأنّ الباكستانيَّين اللذَين يبلغان 27 و29 عاماً وأصلهما من إيران، كانا يُخطّطان لشنّ هجوم على مبنى للجالية اليهودية يتردّد عليه إسرائيليون، في وسط أثينا ويضمّ كنيساً ومطعماً للأغذية اليهودية.

واتهمت تل أبيب طهران بالوقوف وراء الشبكة، موضحةً أن جهاز استخباراتها الموساد ساعد في تفادي هجوم. لكنّ سفارة إيران في اليونان نفت أي صلة لها بالقضية. ومع اقتراب عيد الفصح اليهودي في أوائل نيسان، أُدرجت اليونان على لائحة الدول الخاضعة لتوجيهات السفر الصادرة عن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي.