شربل داغر

اللوفر، وقد أصبح مرفقاً سياحياً..

2 آذار 2020

11 : 00

انتهى قبل أيام معدودة المعرض الاسترجاعي للفنان الإيطالي ليوناردو دا فنتشي (1451-1519)، الذي يصادف ذكراه الخمس مئة سنة عل غيابه.

وقد أعلن المتحف عن رقم قياسي، بلغ ما يزيد على مليون زائر للمعرض خلال أربعة أشهر.

هل بات المتحف يتنافس مع غيره في عدد زواره؟

يحق للمتابع، لمتحف اللوفر وغيره، أن يثير هذه الأسئلة وغيرها، ما دامت معابد الفن التاريخية تتغير تحت أعيننا، من دون بيان.

فما كان مستودع حفظٍ لروائع الفن، عند تأسيسه، ويأتيه في الغالب طلبة الفن والفنانون للتعرف والاطلاع والتمرس على أعمال الفن المكرسة... بات يعمل على العرض، لا على الحفظ وحده، وله في هذا إمكانيات تفوق بطبيعة الحال إمكانات صالات العرض التقليدية.

قد يجد البعض أن في هذا التحول ما يفيد جمهور الفن... من دون شك. وقد يجد فيه ما يوسع ثقافة الفن... من دون شك.وقد يجد فيه تماشيا مع تغيرات العصر، فلا يعود المتحف مكاناً منغلقاً ومعتماً لزائريه المختصين القدامى... من دون شك.

إلا أن الاكيد، قبل هذا كله، هو أن إدارة المتاحف - خاصة في اللوفر وكبريات متاحف العالم - باتت تفكر في اجتذاب جمهور ملايين السياح الذين يتنقلون ويسافرون في العالم بكثرة متعاظمة.فلماذا نريد من صاحب المطعم، والملهى، وباعة الصور التذكارية وغيرهم، ان يُعنوا بهذا الجمهور المتعاظم، وأن يبقى المتحف بمنأى عنهم؟ترانا أكثر فأكثر في جمهور المتدافعين، في الصفوف الطويلة، أمام المتاحف، نطمح الى ان "نلتحق" بالحدث، فيما نحن الذين "نصنعه".

ألم يكتب هينريش فولفين، مؤرخ الفن السويسري: "الجمال يكمن في عين المشاهد"؟


MISS 3