لندن: أمام طهران عام لإنتاج قنبلة نوويّة

مبادرة فرنسيّة تشمل ترامب وبوتين وروحاني

08 : 50

ماكرون خلال مؤتمر صحافي في بلغراد أمس (أ ف ب) (واس)\\\\\\\\\\\\\\\\\\\

تُحاول باريس تفادي الأسوأ في الشرق الأوسط، خصوصاً بعد التوتّرات الأخيرة المرتبطة بالملف النووي الإيراني، عبر إطلاقها مبادرة ديبلوماسيّة جديدة، حيث أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس، أنّه سيتحدّث إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا الأسبوع، في وقت رأى وزير الخارجيّة البريطاني جيريمي هانت أنّه "لا يزال أمام طهران عام على الأقلّ لإنتاج قنبلة نوويّة، وفي حال حصل ذلك فإنّ دولاً أخرى في المنطقة ستقوم بالمثل وسيُصبح الوضع غاية في الخطورة"، معتبراً أن "هناك فرصة ضئيلة لإبقاء الاتفاق النووي على قيد الحياة".

واعتبر ماكرون في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الصربي الكسندر فوسيتش في بلغراد، أن "الزخم الذي بنيناه في الأسابيع القليلة الماضية حال دون وقوع الأسوأ ودون ردود الفعل المبالغ فيها من الجانب الإيراني"، مؤكّداً أنّه "في هذه الظروف الصعبة سنُواصل وساطتنا وعملنا التفاوضي".ويبذل الأوروبّيون بشكل عام والفرنسيّون تحديداً، كلّ الجهود الممكنة لإنقاذ الاتفاق النووي، لكن وزراء خارجيّتهم استنتجوا خلال اجتماعهم أمس في بروكسل أن صعوبة الالتفاف على العقوبات الأميركيّة لا تترك لهم فرصاً كثيرة للتجاوب مع ما تطلبه طهران، في حين هدّدت منظّمة الطاقة الذريّة الإيرانيّة بأنّ الجمهوريّة الاسلاميّة ستعود إلى وضع ما قبل الاتفاق النووي إذا لم تفِ الدول الأوروبّية بالتزاماتها.

وفيما يُعرب الأوروبّيون باستمرار عن أسفهم لقرار طهران إنتاج يورانيوم مخصّب يتجاوز النسبة المسموح بها بموجب الاتفاق، تتوقّع طهران من الأوروبّيين "إجراءات عمليّة وفاعلة" لإنقاذه. وفي ختام اجتماع بروكسل، دعت وزيرة خارجيّة الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، السلطات الإيرانيّة، إلى التراجع عن قراراتها الأخيرة والتقيّد بالتزاماتها، محذّرةً من أن "الاتفاق في وضع دقيق"، آملةً بأن لا تكون ساعته قد حانت. ويأمل الأوروبّيون في اقناع الايرانيين برغبتهم في مساعدتهم عبر استخدام "انستكس"، وهي آليّة مقايضة للالتفاف على العقوبات الأميركيّة عبر تجنّب استخدام الدولار. وبواسطة هذه الآليّة، فإنّ ما تشتريه إيران من الأسواق الأوروبّية يُعوّض عنه بشراء الأوروبّيين منتجات من طهران بالقيمة نفسها. لكن الوضع على هذا الصعيد ما زال غاية في التعقيد. وعلى الرغم من أن 10 دول أوروبّية التزمت باستخدام هذه الآليّة، كشفت موغيريني أن "التعاملات الأولى مع إيران هي حاليّاً قيد الانجاز".

توازياً، رأى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن "ردّ الاتحاد الأوروبي على الخروقات الايرانيّة للإتفاق النووي يُذكّرني بالاسترضاء الأوروبي للنازيين خلال الثلاثينات"، معتبراً أنّه "في أوروبا أشخاص لن يستيقظوا حتّى تسقط الصواريخ النوويّة الإيرانيّة على الأراضي الأوروبّية". وشدّد على أن تل أبيب "ستفعل كلّ شيء من أجل منع طهران من امتلاك أسلحة نوويّة".

إلى ذلك، فرضت واشنطن قيوداً صارمة على تحرّكات وزير الخارجيّة الايراني محمّد جواد ظريف في نيويورك، بعد منحه تأشيرة دخول لحضور اجتماع في مقرّ الأمم المتّحدة هذا الأسبوع. وأوضح وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو أمس الأوّل أنّه لن يُسمح لظريف إلّا بالتنقّل بين مقرّ الأمم المتّحدة والبعثة الإيرانيّة التي تبعد عن المقرّ 6 أبنية، ومقرّ إقامة السفير الإيراني لدى الأمم المتّحدة.