باتريسيا جلاد

الدولار "يُحلّق"... والحكومة تتفرّج!

4 آذار 2020

04 : 00

خمسة أيام تفصلنا عن استحقاق آذار والبالغ 1.2 مليار دولار، ولغاية اليوم لا قرار شافياً ووافياً حول ما إذا كانت الحكومة ستعيد الهيكلة أو الجدولة للديون الخارجية، بموازاة التفاوض مع الدائنين الذي بدأت به شركة "لازارد"، أو عدم الدفع مع مواصلة التفاوض مع الدائنين الخارجيين.

هذه الضبابية ترفع وتيرة القلق في صفوف اللبنانيين الذين يخشون، مع اقتراب هذا الموعد، أن نشهد مزيداً من التقنين بالدولار، تضاف إليه إمكانية العزل المنزلي جراء "كورونا" الذي لا يختلف اثنان على أن الحكومة اللبنانية غير قادرة، بـ"المساحة السياسية" التي لديها والإمكانيات المادية، على احتوائه وتكبّد التكاليف العلاجية. هذا الأمر انعكس سلباً على سعر الدولار الذي ارتفع أمس الى رقم قياسي في "سوق الصرّافين".

وفي تفاصيل مشهدية أمس، تهافت المواطنون على المصارف طوال اليوم، ومكثوا لساعات طويلة بانتظار دورهم، نظراً الى حلول "الجزء الثاني" من فترة السماح بالسحب مع بداية شهر آذار. فاصطفوا لدى الصرّافين الذين ضاقت محلاتهم بالزبائن، بعضهم لتسييل دولاراتهم، وآخرون لشراء الدولارات لصالح تسديد قيمة الإعتمادات التي يفتحها أصحابها لدى المصارف للاستيراد من الخارج.

فمن سعر تراوح صباحاً بين 2450 و 2470 ليرة لسعر الشراء، عاد وسجّل بعد الظهر المزيد من الإرتفاع متخطياً عتبة الـ2550 ليرة. أما مساءً فعمد بعض الصرّافين إلى رفع بورصة الدولار حتى بلغت مستوى الـ2700 ليرة لدى بعضهم للمبالغ التي تفوق الألف دولار... وحبل سعر الصرف على الجرار في ظل عجز الحكومة وتخبطها إزاء كيفية مقاربة سبل حل الأزمة النقدية والاقتصادية في البلاد.