الراعي للنواب في قداس الفصح: اخلعوا عنكم صفة القاصرين والفاشلين

12 : 37

أكّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي أنّه "من دون الثقة بالحاكم لا استمرارية له في السلطة فهي مصدر قوّته ومثل هذا الرئيس يحتاجه اللبنانيون لجمهوريتهم ليقود مسيرة النهوض من الانهيار والثقة في شخصه لا تأتي بين ليلة وضحاها ولا يكتسبها بالوعود والشروط المملاة عليه".






كلام الراعي جاء في عظة قداس عيد الفصح الذي ترأسه في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي "كابيلا القيامة"، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وانطوان عوكر، امين سر البطريرك الاب هادي ضو، في حضور رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال هنري خوري، وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، النواب: جبران باسيل، ندى البستاني، فريد الخازن، شوقي الدكاش ورازي الحاج، الوزراء السابقين: مروان شربل، زياد بارود ومي شدياق، النائب السابق ناجي غاريوس، نقيب المحررين جوزيف القصيفي، المدير العام للامن العام الياس البيسري، مدير عام رئاسة الجمهورية انطوان شقير، المدير العام لوزارة التربية والتعليم العالي عماد الأشقر، رئيس مجلس الإدارة مدير عام مؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك، المدير العام للمؤسسة العامة للإسكان روني لحود، مدير عام الدفاع المدني ريمون خطار، مدير عام مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان جان جبران، قائد الدرك مروان سليلاتي، نقيب المهندسين في الشمال بهاء حرب، عميد المجلس العام الماروني وديع الخازن، رئيس الرابطة المارونية السفير خليل كرم، مدير مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، قنصل لبنان في قبرص كوين ماريل غياض، قنصل جمهورية موريتانيا ايلي نصار، رئيس اللجنة الأولمبية بيار الجلخ، رئيس المجلس الاغترابي في بلجيكا ممثل المجلس العام الماروني في اوروبا مارون كرم، السفير جورج خوري، مفوض الحكومة المساعد في المحكمة العسكرية رولان شرتوني، الدكتور الكسندر الجلخ، رئيس مؤسسة البطريرك صفير الاجتماعية الياس صفير، وحشد من الفعاليات والمؤمنين.





بعد الانجيل المقدس ألقى الراعي عظة بعنوان "المسيح قام! حقا قام". وقال: "يسعدنا أن نحتفل معكم بعيد قيامة ربنا يسوع المسيح، وبعيد قيامة قلوبنا لحياة جديدة، بالفكر الصالح، بمحبة القلب، بالمسلك البناء، بالنظرة الجديدة، بالمنطق المختلف، بالإنسان الجديد".


وتابع: "تدعونا قيامة المسيح إلى "قيامة قلوبنا" بحياة جديدة، نتشبه فيها بيسوع-الإنسان. ومن مقتضيات "قيامة القلب":


أ- تطبيق النصوص الليتورجية على حياتنا وأعمالنا ومسلكنا، وعدم جعلها مجرد نصوص لا علاقة لها بحياتنا الشخصية،


ب- لباس ثوب النعمة الإلهية الفائضة من موت المسيح وقيامته، وعدم حصر العيد بالألبسة الخارجية، والطعام المختلف.


ج- جعل حدث قيامة المسيح واقعاً متواصلاً بمفاعيله في التاريخ، لا مجرد ذكرى حدث مضى وانتهى، لا علاقة له بنا و"بقيامة قلوبنا".



أضاف: "ليست قيامة المسيح للمسيحيين حصراً، بل لجميع الناس. وكونها أساس الإيمان المسيحي لا يعني أنها محصورة بالمسيحيين، فهي لكل البشر. يسوع هو مخلص العالم، وفادي الإنسان. أما المسيحيون فهم شهود القيامة ومعلنوها، وفي الوقت عينه ملتزمون بثمارها، وسيدانون على التفريط بها. كل مسؤول في الكنيسة والدولة والمجتمع والعائلة لا يعيش "قيامة القلب" يغرق في عتيق أنانيته، ومصالحه الصغيرة، وينغلق قلبه عن الحب والعطاء والغفران، ويظل أسير كبريائه ونزواته؛ ويحتفر هوة عميقة بينه وبين من هم في إطار مسؤوليته، ويفقد بالتالي ثقة من هم في دائرة مسؤوليته. معلوم أن الثقة هي مصدر قوته. سئل مرة كونفشيوس الفيلسوف الصيني: أي صفة يطلبها الشعب في الحاكم ليكون مقبولا؟ فأجاب: الأمن؟ يمكنه فرضه بكل الوسائل، فإذا لم ينجح يكون قد سعى. الطعام؟ الجوع لا يميت، وإذا فشل الحاكم في تأمينه لا يحاسبه الناس. الثقة؟ نعم لأن من دون الثقة بالحاكم، لا إستمرارية له في السلطة؛ فالثقة هي مصدر قوة الحاكم".



وتابع: "مثل هذا الرئيس يحتاجه اللبنانيون لجمهوريتهم، لكي يستطيع أن يقود مسيرة النهوض من الإنهيار على كل صعيد. والثقة في شخصه لا تأتي بين ليلة وضحاها، ولا يكتسبها بالوعود والشروط المملاة عليه، ولا بالنجاح في الإمتحانات التي يجريها معه أصحاب النفوذ داخلياً وخارجياً. أما الشخص المتمتع بالثقة الداخلية والخارجية فهو الذي أكسبته إياها أعماله ومواقفه وإنجازاته بعيداً عن الإستحقاق الرئاسي. فابحثوا أيها النواب وكتلكم عن مثل هذا الشخص وانتخبوه سريعاً، واخرجوا من الحيرة وانتظار كلمة السر، وكفوا عن هدم الدولة مؤسساتياً واقتصادياً ومالياً، وعن إفقار الشعب وإذلاله، وعن ترك أرض الوطن سائبة لكل طارئ إليها وعابث بأمنها وسيادتها. واخلعوا عنكم "صفة القاصرين والفاشلين".



وختم الراعي: "عيد القيامة يدعونا جميعاً للقيامة إلى حياة جديدة مسؤولة. بل العيد يدعو كل واحد وواحدة منا وفق حالته ومسؤوليته. ونرجوه قيامة: للفقراء إلى حالة العيش الكريم، وللمرضى إلى حالة الشفاء الكامل، ولليائسين إلى حالة الرجاء، وللمظلومين إلى فرح العدالة، وللمتخاصمين إلى حالة المصالحة، ولآفاق أجيالنا الطالعة المقفلة إلى فرج الإنفتاح وتحقيق ذواتهم على أرض الوطن. عندما نختبر هذا العبور بنعمة القيامة، نستطيع أن نعلن بالفم الملآن والقلب المؤمن: المسيح قام! حقاً قام!".



بعد القداس استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة للتهنئة بالعيد.


وكان استقبل الرئيس ميشال عون قبل القداس لتبادل التهاني بالفصح.