واضحٌ أن رئيس الحكومة اللبنانية حسّان دياب يرأس حكومة "قصّار"لا يمتلك وزراؤها الحد الأدنى من الإستقلالية، فلكل منهم وصيّ عليه وولي أمر يقرر في الصغيرة والكبيرة، فمسيو غجر يرجع بكل قرار لسلفته ندى، وندى بترجع لسيزار، وسيزار "مرجوعه" أرتور نظريان، ونظريان واجهة بحرية لجاك كوستو لبنان، الوصي على الطاقة والمياه والأعماق وعلى الخارجية والدفاع وعلى ناصيف وراؤول وزينة ونحول...وعلى شؤون رئاسة الجمهورية والتيار.
وواضح أن رمزي مشرفية لم يبلغ سن النضج كي يقرر "من رأسه" السفر إلى سورية.
وبديهي ألّا يوقّع وزير الأشغال ميشال نجار قصاصة ورق قبل الرجوع ليوسف فنيانوس، ويوسف بيرجع ليوسف (سعادة)، ويوسف يبلّغ يوسف أنه أبلغ سليمان بك، وسليمان بك قال لطوني بك كوصي على الأشغال أن يقول لميشال إن زفتات "كفرفو" يجب أن تتأمن وبعدها دور "كفر زينة".
أما وزير المال علي حسن خليل فيشارك في الاجتماعات المالية بصفته وصيّاً على غازي وزني وخياراته وطروحاته، لا بصفته أستاذاً محاضراً في جامعة باريس دوفين حيث كان وزني من طلّابها النجباء. وزن وزني كخبير مالي واقتصادي لا يقارن بوزن المعاون السياسي للرئيس بري، وفي حال وقعت الواقعة بين رئيس الحكومة ووزير الخزانة سيجد الخليل نفسه مضطراً لمرافقة وزني على باب الصف والإعتذار من الدكتور دياب. "وعد شرف غازي بيقعد عاقل... وإذا ضجّ بمجلس الوزراء بليز احكيني" علي وصي على غازي، والإستيذ وصيّ على المعاون السياسي، ومرشد الجمهورية وصيّ على الجميع، وقد أوصى سماحته بالعودة إلى كبير الأوصياء والخبراء في مصلحة تشخيص النظام الشيخ نعيم في كل أمر مالي يتعلق بمصير 4 ملايين لبناني "نحن لا نقبل أن نخضع لأدوات استكبارية في العلاج، يعني لا نقبل الخضوع لصندوق النقد الدولي ليدير الأزمة (...) وبإمكان الحكومة أن تضع خطة وتتخذ إجراءات بناءة لبدء المعالجة النقدية والمالية ووضعها على طريق الحل". وإذا الشيخ نعيم قال لا للصندوق فـ"لاؤه" لا تقبل النقض. وفي مطلق الأحوال شو غازي وزني بيعرف قد الشيخ نعيم؟
فحتى الدكتور حمد حسن غير مخوّل أن يكتب وصفة للحكاك أو دواء مدرّاً للبول من دون Paraphe الشيخ نعيم قاسم. وإذا أرسِل إلى وزير الصحة ظهر الأربعاء طبق قرصعني وطبق مجدرة حمرا على الغداء، يتصل "معاليه" بالشيخ نعيم ويقعد منتظراً جوابه، قبل المباشرة بالأكل، على هذا السؤال: "شو بتأمر مولانا ببلّش بالمجدرة أو بالقرصعني"؟
قبل 10 أيام، قبل معركة إدلب، تحدّث الشيخ نعيم عن "توفيقات إلهية كثيرة"، وأنا أصدقه، فقد وفّقني الله أمس بـ 100 دولار خمسات خمسات!