مايا الخوري

آية طيبا: أيّ دور مهما تواضع داعمٌ للعمل الدرامي

5 آذار 2020

10 : 00

بعدما دخلت مجال التمثيل صدفة، حرصت الممثلة اللبنانية آية طيبا على اختيار الأدوار المتنوعة التي تضمن لها التقدّم خطوة مهنياً. هي تشارك حالياً إلى جانب مجموعة من الممثلين اللبنانيين في مسلسل "عهد الدم" الذي يُعرض عبر منصة "شاهد الأصلية"، فضلاً عن انشغالها بالكتابة الدرامية لصالح شركات إنتاج عربية. عن مشاريعها تحدثت إلى "نداء الوطن".

للمرّة الأولى يُعرض على الممثلة آية طيبا دور محققة في " الإنتربول"، إمرأة مطلّقة تعتني بابنتها الوحيدة بكل حب وحنان، وفي الوقت نفسه صارمة وذكية في عملها. فقبلت هذا التحدي خصوصاً أنها تعتمد دائماً التنويع في الأداء، لافتة إلى جوانب نفسية كثيرة في هذه الشخصية الواثقة من نفسها، فتعاونت مع مدرّب خاص لإظهار هذه الثقة، شكلاً ومضموناً. وقالت: "من شأن المدرّب لفت النظر إلى أمور قد لا ننتبه لها تعكس الحال النفسية للشخصية وبالتالي التعبير عن هذه الحال بالجسد".



مع باسل خياط


يُعرض "عهد الدم" عبر منصّة "شاهد الأصلية"، فما أهمية ذلك؟
"أعتقد أن العالم يتجه مستقبلاً إلى سيطرة منصّات العرض، بسبب تراجع المحطات التلفزيونية إنتاجياً، واهتمام جيل الشباب بقناة "نيتفليكس" وسواها". فضلاً عن أن إنتاج المنصّات مكلف جداً يحتاج الى استثمار ضخم غير متوافر محلياً خصوصاً مع الأزمة المادية للمحطات". ما يميّز هذا المسلسل، الذي نال إعجاب المشاهدين وفق طيبا، هو التشويق والإثارة في الأحداث، أي النوع الذي يُعجب الجيل المعاصر أكثر من المسلسلات الدرامية التقليدية. فضلاً عن أن أسلوب المنصّات يختلف عن أسلوب الحلقة التلفزيونية، لأن الأحداث دسمة أكثر في كل حلقة، ما يزيدها تشويقًا". إلى ذلك أثنت على وجود الممثل المناسب في الدور المناسب مهما كان الدور متواضعاً لأن المشاهد صعبة. وأضافت: "يشكّل اختيار الممثلين الأكفّاء والنجوم داعماً أساسياً في كل عمل. ومهما كان الدور بسيطاً أو متواضعاً، يمكن الإستعانة بذوي الإختصاص، لأن أي دور مهما تواضع هو داعم للعمل الدرامي".

أمّا عن تناول موضوع الثأر في "عهد الدم"، ومدى واقعيته، قالت: "لا يزال موضوع الثأر ومنطق العشائر متوافر في الجرود وإن بشكل محدود، لذا التحدث عنه واقعي ومنطقي".

طيبا التي شاركت مرّات عدّة في أعمال سورية أو عربية مشتركة، إعتبرت أن ما يميّز الدراما السورية، كثافة إنتاجها قبل اندلاع الحرب مقارنة مع إنتاجنا المحلي، فضلاً عن توافر خطة للصناعة الدرامية مدعومة من قبل الدولة السورية، وهذا أيضاً غير متوافر لدينا. فاكتسب السوريون بفضل هذا الواقع خبرة أوسع، زد على ذلك الخبرة التقنية المكتسبة من خلال المسلسلات المختلطة.وعن مصير مسلسل "جنوبية"، كشفت أنه قيد الإنتاج في انتظار هدوء الأوضاع للمباشرة في التنفيذ. لذا لا يزال قائماً لصالح المؤسسة اللبنانية للإرسال ومن إنتاج مروان حداد وهما متمسّكان به. ظروف خاصة أجبرت آية على الإعتذار من عروض عدّة في خلال عامٍ ونيّف، وهي التي تطمح إلى التطوّر والتنويع في الأدوار لئلا تكرر نفسها، أنجزت كتابة مسلسل "98 FM" سيكون عربياً مشتركاً لصالح شركة إنتاج سورية "إيبلا"، ستباشر تنفيذه في شهر يناير/كانون الثاني المقبل، وهو مقتبس عن قصة حقيقية. إضافة إلى إنشغالها راهناً بكتابة 60 حلقة تلفزيونية ومسلسل آخر لدبي. وقالت: "هناك دائماً أفكار جديدة لكتابتها، أمّا بالنسبة إلى التمثيل فأختار دائماً ما يشكّل نقلة نوعية وتحدياً يدفعني خطوة إلى الأمام".



مع ندين تحسين بك


وعن صعوبة الكتابة ورسم الشخصيات، قالت: "لكل شخصية بنية درامية خاصة وحالة نفسية معيّنة وتفاصيل كثيرة تتطلب أبحاثاً ومتابعة. إن الغوص في كل شخصية على حدة يختلف عن دراسة شخصية واحدة فقط. أتمنى أن أحقق النجاح ككاتبة لأن من شأن ذلك أن يكون نقلة نوعية مهنية على الصعيد العربي".

آية، التي دخلت مجال التمثيل صدفة، تعتبر أن "الشهادة لا تعني بالضرورة إمتلاك الموهبة والكاريسما لكسب محبة الجمهور، لذا يستطيع أي شخص موهوب إثبات أنه أفضل من حامل الشهادة. فالدخيل هو من يصرّ على الإستمرار رغم فشله في العمل، ورغم أنه غير مؤهل، وذلك لأسباب معينة ومخطط في رأس المنتج. فمن يؤدي دوره صحيحاً ويحبه الجمهور تختلف النظرة تجاهه".

وختاماً، وجّهت آية طيبا تحية إلى المرأة في عيدها خصوصاً أنها أصدرت العام 2012 كتاباً عن تعنيف المرأة، فقالت: "هي نصف المجتمع، والأم التي تعطي الحياة للرجل. لذا يمكن لكل امرأة أن تقف في وجه أي إساءة أو قلة إحترام لفظية وجسدية. فمع احترامي لكل الديانات، ما يحصل أخيراً يشجع الزواج المدني أكثر لأنه يضمن حقوق واحترام الإنسان. فيما يكون الدين أحياناً مجحفاً بحق المرأة".