نحو 300 مليون طالب توقّفوا عن الدراسة بسبب الفيروس

«كورونا» يُغلِق كنيسة المهد وصحن الكعبة!

08 : 30

«كورونا» يُخلي «القناة الكبرى» في البندقيّة (أ ف ب)

بدت ساحة المهد في مدينة بيت لحم شبه خالية بعدما أُغلقت أبواب الكنيسة بعد ظهر أمس في حين وضع شرطي كمامة بيضاء ليُنظّم حركة السير التي تباطأت بشكل كبير إثر كشف إصابة سبعة فلسطينيين بفيروس «كورونا» المستجدّ، في وقت قرّرت السلطات السعوديّة بدورها إبقاء صحن الكعبة مغلقاً طوال فترة تعليق العمرة، خشية وصول «الفيروس القاتل» إلى أقدس المواقع الإسلاميّة، في خطوة «احترازيّة» نادرة تأتي بعد إعلان المملكة تعليق أداء مناسك العمرة.

وأُغلقت أبواب كنيسة المهد الرابعة عصراً، فيما قال الأب عيسى ثلجية من رعية الروم الأرثوذكس لوكالة «فرانس برس»: «الهدف من إغلاقها تنظيفها وتعقيمها حتّى لا يقع ضرر لأي شخص. كنّا نقوم يوميّاً بصلاة الصيام الأربعيني»، معتبراً أن قرار وزارة الصحة إجراء وقائي «لحماية سكّان المدينة والزوّار من أنحاء العالم». كما أوضح الأب أسباد باليان من الكنيسة الأرمنيّة أنّه «سيتمّ رشّ الكنيسة بالمواد المطهّرة وإغلاقها لمدّة 14 يوماً».

كذلك، أُغلقت مساجد المدينة وعُلّقت على بوابة مسجد الرباط في الشارع الرئيسي في بيت لحم لافتة كُتِبَ عليها: «بناءً على تعليمات وزارة الأوقاف، المسجد مُغلق بسبب فيروس كورونا». كما أُغلقت المرافق التعليميّة والمطاعم بمجرّد انتشار الخبر في المدينة.

تزامناً، قرّرت السعوديّة إبقاء صحن الكعبة مغلقاً طوال فترة تعليق العمرة، في حين أعلنت السلطات حتّى الآن عن 5 إصابات لأشخاص عادوا من إيران ونقلوه إلى آخرين. وذكرت وكالة الأنباء الرسميّة نقلاً عن مسؤول في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أنّه «وفقاً للإجراءات الصحية الاحترازيّة ولأهمّية المحافظة على نظافة الحرمَيْن الشريفَيْن لمنع انتشار العدوى ولضرورة تكثيف أعمال التنظيف والتعقيم في الحرمَيْن الشريفَيْن... سيتمّ إغلاق صحن المطاف حول الكعبة المشرفة، والمسعى بين الصفا والمروة طوال فترة تعليق العمرة وستكون الصلاة داخل المسجد فقط». وتشمل الإجراءات «إغلاق الحرمَيْن الشريفَيْن بعد انتهاء صلاة العشاء بساعة وإعادة فتحهما قبل صلاة الفجر بساعة. كما أكّدت الوكالة أنّه «تقرّر عدم السماح بالاعتكاف والافتراش أو إدخال الأطعمة والمشروبات، وسيتمّ إغلاق مشارب ماء زمزم» المباركة عند المسلمين. وأوضحت أن الإجراءات تشمل «إغلاق المسجد القديم في الحرم النبوي الشريف، بما فيه الروضة الشريفة ومقبرة البقيع».كما دعت السعوديّة مواطنيها إلى عدم السفر إلى إيران نهائيّاً، وندّد مصدر مسؤول في بيان بسلوك إيران غير المسؤول «لقيامها بإدخال مواطنين سعوديين إلى أراضيها من دون وضع ختم على جوازاتهم، في وقت تنتشر فيها الإصابة بـ»كورونا»، ما يُحمّلها المسؤوليّة المباشرة عن التسبّب في تفشي الإصابة بالفيروس وانتشاره عبر العالم، وتشكيل خطر صحي يُهدّد سلامة البشريّة»، معتبراً أن ذلك «يُعدّ تقويضاً للجهود الدوليّة لمكافحة «كورونا»، ويُشكّل خطراً على العالم أجمع».

وبات الفيروس يطال أكثر من 80 دولةً، مع عدد إصابات إجمالي يفوق 95 ألفاً عالميّاً ووفيات تفوق 3200 حالة حتّى الآن، في وقت أصبح نحو 300 مليون طالب محرومين من الدراسة، بحيث كانت إيطاليا والهند آخر دولتَيْن تُغلقان المدارس والجامعات في محاولة لوقف انتشار وباء «كوفيد 19» الذي يُثير هلعاً حول العالم ويُهدّد الاقتصاد العالمي. وتمّ الإعلان عن أوّل ثلاث وفيات في العراق وحالة وفاة في سويسرا وبريطانيا، فيما سجّلت كلّ من البوسنة وجنوب أفريقيا أوّل إصابة.

وفي الأثناء، أعلنت اليونان عن إصابة 21 شخصاً بالفيروس بعد أن سافروا أخيراً إلى إسرائيل ومصر عبر حافلة. وفي فرنسا، توفى شخصان إضافيّان جرّاء إصابتهما بالفيروس، ما يرفع العدد الإجمالي للوفيات في البلاد إلى 6، كما سُجّلت 92 إصابة جديدة. وقرّرت إيطاليا، أكبر بؤر الفيروس في أوروبا، حيث بلغ عدد الوفيات 148 من أصل 3858 حالة، إغلاق كلّ المدارس والجامعات اعتباراً من الخميس وحتّى 15 آذار. أمّا كوريا الجنوبيّة، ثاني أكبر بؤرة إصابات بعد الصين (5776 إصابة، بينها 35 وفاة)، فمدّدت عطلة التلاميذ في المدارس ودور الحضانة لثلاثة أسابيع، في وقت أعلنت اليابان إرجاء زيارة رسميّة للرئيس الصيني شي جينبينغ كانت مقرّرة في الربيع، لأنّ احتواء الفيروس بات يُشكّل «أكبر تحدٍّ في البلدَيْن».

عسكريّاً، أعلنت القيادة الأميركيّة الأوروبّية التي يقع مقرّها في ألمانيا أن الولايات المتحدة وإسرائيل ألغتا ما تبقى من مناوراتهما العسكريّة المشتركة «جونيبر كوبرا 20» من جرّاء تفشّي «كورونا». وفي إيران، حيث أفادت السلطات عن حالات وفاة جديدة لترتفع بذلك الحصيلة الاجماليّة إلى 107 وفيات من أصل 3513 إصابة، أُغلقت المدارس أيضاً لمدّة شهر، كما عُلّقت كلّ المناسبات الثقافيّة والرياضيّة وخُفّضت ساعات العمل في الإدارات، خصوصاً بعد تفشّي الوباء في المحافظات الإيرانيّة كافة. لكن وكالة الأنباء الرسميّة «إرنا» ذكرت أن عدد الوفيات قد يكون أكبر، فيما تُفيد تقارير داخليّة وغربيّة عن أرقام مرعبة للوفيات في الجمهوريّة الإسلاميّة.

وفي هذا الصدد، اعتبر المبعوث الأميركي الخاص بإيران براين هوك أن طهران «كذبت على شعبها» في شأن مدى تفشّي فيروس «كورونا»، معرباً عن استغرابه لرفض طهران المساعدة الأميركيّة.