محمد دهشة

الإجراءات الوقائية من "الكورونا" تتمدّد في صيدا...

الحراك: خطة دياب تعتمد "السين" بدلاً من "القاف"

9 آذار 2020

02 : 15

التناوب على منْع الصرّافين من فتْح محالّهم

لم يلق خطاب رئيس الحكومة حسان دياب بتعليق سداد سندات دين "اليوروبوند"، أصداء ايجابية بين "حراك صيدا"، ووصف ناشطوه ما أقدم عليه بأنه "أقل الواجب" لحماية أموال اللبنانيين ومنع تفاقم الازمة الاقتصادية والمعيشية اكثر سيما وانها وصلت الى حد لم يعد بالمقدور تحملها"، مؤكدين "استمرار التحركات الاحتجاجية لانه لم يقدم اي حلول واضحة معتمداً على "السين" بدلاً من "القاف".

وأكدت الناشطة في "الحراك" هيا حافظ لـ "نداء الوطن"، أن ما قام به دياب "أقل الواجب، ولكننا لن نقول له شكراً لانه لم يضمن خطابه اي خطة اقتصادية واضحة، لسداد العجز والدين من جهة، ولانه لم يأخذ بطرح "ساحات الحراك" في لبنان ورؤيتها الاصلاحية للتصدي للازمة الاقتصادية الخانقة من جهة أخرى"، مضيفة: "كنا نتوقع منه أن يعلن خطة اصلاحية سياسية – اقتصادية، لا تقوم على "السين" اي التسويف (سنفعل وسنعمل وسنتخذ)، بل على "القاف"، اي "قررنا"، ولفتت إلى أن "حراك صيدا" بعد التشاور والتنسيق قرر الاستمرار بتحركاته الاحتجاجية، بالتنسيق مع باقي الساحات اللبنانية، ولن يتوقف الا بتحقيق المطالب العادلة والتي نزلنا من أجلها الى الساحات والشوارع منذ 144 يوماً".

وجاء موقف الحراك، ليحاكي تصعيد تحركاته الاحتجاجية ميدانياً، والعودة الى "ساحة الثورة" عند "تقاطع ايليا" والشوارع على خلفية "التلاعب الجنوني" بسعر صرف الدولار الاميركي والذي بلغ نحو 2700 ليرة لبنانية، حيث اتخذ قراراً حاسماً باقفال محلات الصيرفة، ونظم سلسلة مسيرات جابت شوارع المدينة، هتف المشاركون خلالها بشعارات ضد سياسة الفقر والجوع التي تنتهجها السلطة، مؤكدين عدم ثقتهم بالخطة الحكومية وبإدارة الأزمة، ولأن السلطة الحاكمة لا تزال تتحكم بكل مفاصل الدولة ومستمرة بالنهج الذي أوصل البلاد الى الخراب وانهم مستمرون في الانتفاضة حتى تحقيق كل المطالب وحتى يجتاز الوطن هذه المرحلة المفصلية التي يمر بها. وفي شارع رياض الصلح الرئيسي، المشهد نفسه حيث غالبية محال الصيرفة وقد أجبروا أصحابها على اقفالها، ووصل الاصرار بالمشاركين على التناوب بالوقفات الاحتجاجية، والجلوس أمامها لساعات ووضع "الفرش" للاستراحة في ساعات الليل، للتأكد من اغلاقها، ناهيك عن كتابة شعارات تطالها للمرة الاولى ومنها "يسقط الصراف غير الشرعي، يا صراف يا حرامي، مثلك مثل سلامة"، و"تسقط الاوليغارشية الحاكمة، حكام بلادي التجار".

وكانت "ساحة الثورة" في صيدا، قد تحولت الى "محطة استراحة" لحراك لبنان، حيث انطلقت منها حافلتان للمشاركة في "التظاهرة الشعبية" التي نظمها "حراك صور" من "ساحة العلم" في المدينة، تحت شعار "مش دافعين"، احتجاجاً على الاوضاع المعيشية، وذلك وسط إجراءات أمنية.

فيروس "كورونا"

الى جانب الحراك، بقيت المخاوف من تفشي فيروس "الكورونا" تتصاعد تدريجياً، بعد الانتقال من مرحلة "الاحتواء الى الانتشار" و"الدلع الى الهلع"، وتمددت بالمزيد من الاجراءات الوقائية الاضافية وتنظيم ورش التدريب والتوعية، خرقها سيل من الشائعات غير المسؤولة على "مواقع التواصل الاجتماعي"، عن تسجيل اصابة في احدى المستشفيات حيناً، وعن وقوع مصاب على الأرض وقيام فرق الاسعاف بنقله حيناً آخر، تبين عدم صحتها.

وأكدت مصادر طبية لـ"نداء الوطن"، أن خطة وزارة الصحة تقضي بتحويل مستشفى صيدا الحكومي إلى مكان للحجر والعلاج في حال تفاقمت الاصابات وتفشى الفيروس، ولكن لم نشهد أي خطوة عملية في هذا الاطار حتى اليوم، لجهة تزويد المستشفى بالمعدات الخاصة واجراء فحص "الكورونا" نفسه وملابس الوقاية للاطباء والممرضين، حيث لا يزال مستشفى رفيق الحريري الجامعي الوحيد المخصص والمجهز لاجراء الفحص والعلاج، بينما إدارة مستشفى حمود الجامعي اتخذت الإجراءات اللازمة لاستقبال الحالات المشتبه باصابتها بالفيروس مع أخذ الاحتياطات الكفيلة بحماية الطاقم الطبي والزوار بمعايير عالمية وسيتم إبلاغ وزارة الصحة وإصدار بيان مفصل عن أي حالة يتم تشخيصها بالإصابة ولن يكون هناك أي إخفاء للمعلومات الطبية حول الاصابات في حال وجودها.

ميدانياً، أطلقت لجنة إدارة الكوارث والازمات برعاية رئيسها محافظ الجنوب منصور ضو، برنامج نقل التجربة حول آليات الاستجابة السريعة في اتحادات البلديات التابعة للمحافظة، لا سيما في اتحادي بلديات جزين وساحل الزهراني بهدف تعميم نموذج اتحاد بلديات قضاء صور وخلق فرق وحدة الاستجابة السريعة في باقي الاتحادات، بينما واصلت مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة والصليب الأحمر اللبناني تنظيم ورش التوعية حول "فيروس كورونا المستجد وسبل الوقاية منه"، وشملت هذه الورش في مرحلتها الثانية موظفي عدد من المؤسسات الرسمية في صيدا. وعقد في مجدليون اجتماع مشترك بين رئيسة المؤسسة النائبة بهية الحريري وفريق عمل المؤسسة من جهة ومدير وحدة إدارة الحد من مخاطر الكوارث في الصليب الاحمر قاسم شعلان ومسؤول الوحدة في الجنوب شوقي عنتر وفريق العمل بحضور مدير وحدة ادارة الكوارث في لبنان زاهي شاهين، وخصص الاجتماع لتقييم الورش التي جرى تنظيمها حتى الآن وللبحث في الخطوات التالية. وحدهم مجموعة من السياح الاجانب وهم من "جنسيات بريطانية واسبانية ويابانية"، خرقوا القيود المفروضة على حركة السفر والانتقال بين معظم الدول وداخلها، ومشهد "الهلع من الفيروس" في صيدا، وقاموا بجولة سياحية توقفوا خلالها في عدد من المعالم التاريخية للمدينة ولا سيما قلعة البحر، حيث اتخذ بعض هؤلاء السياح احتياطاتهم بارتداء الكمامات والقفازات، بينما لم يهتم الآخرون بذلك، وتنقلوا من دون أي تدابير وقاية شخصية.


MISS 3