مايز عبيد

الشماليون بين مطرقة "الفيروس" وسندان الأزمة المعيشية

9 آذار 2020

02 : 10

إحتلت أزمتان المشهد الشمالي: الأوضاع الإقتصادية المعيشية و"كورونا". فالوضع المعيشي الضاغط أرخى بثقله على الأهالي مع التلاعب الكبير بسعر الدولار وأسعار المواد الغذائية والإستهلاكية في المحلات وفي ظل غياب أي أفق للحل قد يظهر.

ويشكّل غلاء أسعار المواد الغذائية والإستهلاكية في المحلات والمتاجر أزمة حقيقية على كاهل المواطن والفقير. يومياً يتداول ناشطون صوراً لمواد غذائية من داخل المحلات مع أسعارها بالمقارنة، وقد ارتفعت هذه الأسعار ضعفين من أسبوع لآخر، والمواطن يسأل: من المسؤول عن هذا التسيّب؟

وأشعلت كلمة رئيس الحكومة حسان دياب يوم السبت الفائت غضب الناس من جديد في طرابلس والشمال. فهم لم يجدوا فيها أي تطمينات أو خطة يقدّمها رئيس الحكومة للمواطن اللبناني، للخروج من الأزمة التي تعصف بالبلد. فما إن انتهت الكلمة حتى انطلقت مسيرة كبيرة وحاشدة في مدينة طرابلس من ساحة النور، وجابت شوارع وأرجاء المدينة، ونددت بالحكومة و"الغلاء وسياسة التجويع والأحوال المعيشية الصعبة التي وصل اليها المواطن اللبناني". ودعت المسيرة المسؤولين والحكومة إلى "الإستقالة لأنهم ليسوا على قدر المسؤولية وليس للبنانيين ثقة بهم، وجلّ ما يفعلونه في هذه الظروف الصعبة هو تقديم الوعود والبيانات في مرحلة حساسة حيث مصير البلد كله في خطر". المسيرات الإحتجاجية على الأوضاع المعيشية المأسوية أيضاً لم تهدأ في المنية، وكان آخرها مسيرة انطلقت بعد ظهر أمس الأحد من منطقة (النبي يوشع) إلى ساحة البلدية، تنديداً بما آلت إليه أوضاع الناس المعيشية. وألقيت خلال المسيرة كلمات للمحتجين نددت "بالسلطة وسياستها التي أدت إلى إفقار الشعب اللبناني وتجويعه، ودفعته إلى اليأس".

الجوع الذي دقّ معظم الأبواب شمالاً لم يوفّر الأطفال بطبيعة الحال. فقد خرج بعد عصر أمس الأحد عدد من الأطفال إلى الشارع وقطعوا الطريق بالإطارات بأيديهم الصغيرة البريئة، ومنعوا السيارات من الوصول إلى محلة التل في طرابلس، في تعبير رمزي منهم عن ضيق الأحوال الذي وصلت إليه عائلاتهم وأهاليهم بسبب الجوع والفقر والغلاء الذي يضرب البلد.

وعلى صعيدٍ "كوروني"، شكّل هذا الفيروس المستجدّ مبعثًا للخوف في صفوف المواطنين وكذلك الجسم الطبي أيضاً. وكأنّ المطاعم المتعثرة أصلًا لم يكن ينقصها إلا هذا الفيروس حتى تفتقد زوارها. الندوات والمحاضرات هي أكثر المستطاع لدى المواطنين للتوعية والتحذير من الخطر الكوروني الداهم. وعلى صعيد المستشفيات شمالاً، وبعد جولة وزير الصحة حمد حسن قبل أيام على المستشفيات الحكومية، علمت "نداء الوطن" أن الجولة وهي كانت مقررة قبل ظهور الكورونا تركّزت بشكل أساسي على استطلاع أوضاع المستشفيات بشكل عام. ونقلت مصادر طبية لـ"نداء الوطن" أن المستشفى الحكومي في عكّار يجهز قسماً خاصاً بكامل التجهيزات للحجر الصحي في ما خص المصابين بمرض كورونا وسيكون جاهزاً خلال يومين أو ثلاثة، أما مستشفى طرابلس الحكومي فوفق المعلومات قد تم تجهيز قسم، احتياطياً، من 12 سريراً لهذه الغاية. وفيما انطلقت في عدد من المدارس والثانويات حملة التعقيم من خطر الفيروسات، فإن "كورونا" أيضاً لا يزال محط شائعات وأخبار يومية تكتسح مواقع التواصل الإجتماعي، عن إصابات واكتشاف حالات هنا وهناك، والمواطن ضحية كل هذه الأخبار، خصوصاً في ظل حديث عن تعتيم رسمي لبعض الحالات.


MISS 3