دعا اليونان إلى "فتْح الأبواب" أمام المهاجرين

أردوغان يزور بروكسل لبحث ملف الهجرة

10 : 00

الجيش اليوناني عزّز انتشاره على طول الحدود مع تركيا (أ ف ب)

كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالأمس أنّه سيزور بلجيكا اليوم لمناقشة مسألة الهجرة مع مسؤولين في الاتحاد الأوروبي، داعياً اليونان إلى "فتح الأبواب" أمام المهاجرين الراغبين في الوصول إلى سائر دول الاتحاد الأوروبي.

وقال أردوغان خلال خطاب في اسطنبول: "سألتقي مسؤولين في الاتحاد الأوروبي غداً (اليوم) في بلجيكا"، مشيراً إلى أنّه سيُناقش معهم مسألة الهجرة بعدما فتحت تركيا حدودها للمهاجرين. وتابع: "آمل في أن أعود من بلجيكا بنتائج مختلفة". ومن المرتقب أن يلتقي أردوغان رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ورئيسة المفوضيّة الأوروبّية أورسولا فون دير لايين في بروكسل. وجاء في تغريدة للمتحدّث باسم رئيس المجلس الأوروبي بارند لايتس أن اللقاء سيتناول "القضايا المشتركة للاتحاد الأوروبي وتركيا، بما فيها الهجرة والأمن والاستقرار في المنطقة والأزمة في سوريا".

وكان وزير خارجيّة الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ورئيس المجلس الأوروبي التقيا أردوغان في أنقرة الأربعاء الماضي. كما أجرى الأخير مكالمة هاتفيّة مع المستشارة الألمانيّة أنغيلا ميركل التي قادت المفاوضات التي أفضت إلى اتفاق العام 2016 حول الهجرة.

ويُحاول آلاف المهاجرين عبور الحدود من تركيا إلى اليونان منذ أعلن الرئيس التركي في 29 شباط أنّه سيتوقّف عن احترام اتفاق آذار 2016 المبرم مع الاتحاد الأوروبي والذي ينصّ على أن يبقى المهاجرون في تركيا مقابل تقديم مساعدة ماليّة أوروبّية لأنقرة.

وبموجب هذا الاتفاق، وافقت تركيا على احتواء تدفّق المهاجرين مقابل مليارات اليورو. لكن أنقرة تُحاول استخدام "ورقة اللاجئين" لإبتزاز أوروبا ماليّاً والحصول على دعم الاتحاد الأوروبي لعمليّاتها العسكريّة في شمال سوريا، حيث لا تزال أنقرة تُرسل التعزيزات العسكريّة من آليّات وأسلحة ثقيلة ودبّابات عبر معبر كفرلوسين في شمال إدلب رغم اتفاق وقف إطلاق النار الأخير مع موسكو، بينما خفّف أردوغان الجمعة ضغوط الهجرة عن الاتحاد الأوروبي "بعض الشيء"، عبر إعطاء الأمر لخفر السواحل بمنع المهاجرين من عبور بحر إيجه، وهو مسار آخر لهم نحو اليونان.

إلى ذلك، تعتزم اليونان إقامة سياج في ثلاث نقاط إضافيّة عند الحدود مع تركيا لتعزيز تدابيرها لردع تدفّق المهاجرين، وفق ما أعلن مصدر حكومي يوناني، الذي أوضح لوكالة "فرانس برس" أن قراراً اتُّخذ بإقامة "سياج في ثلاث مناطق إضافيّة"، مشيراً إلى أن الأجزاء الجديدة تقع جنوب المنطقة التي تشهد تدفّقاً للمهاجرين، لافتاً أيضاً إلى أن السياج سيكون بطول 36 كيلومتراً. كما ذكر أنّه سيتمّ تعزيز السياج القائم حاليّاً عند الحدود مع تركيا.

وبينما يُحاول عشرات الآلاف من طالبي اللجوء اختراق الحدود البرّية بين تركيا واليونان، أرسلت أثينا تعزيزات إضافيّة من شرطة مكافحة الشغب إلى المناطق الحدوديّة في الأيّام الأخيرة، كما وطائرات مسيّرة وكلاباً بوليسيّة، فيما سُجّلت مواجهات عنيفة بين المهاجرين وقوّات الأمن تخلّلها رشق بالحجارة وإطلاق الغاز المسيّل للدموع.

وأطلقت تركيا مراراً الغاز المسيّل للدموع في اتّجاه القوّات اليونانيّة لتسهيل عبور اللاجئين، فيما اتّهمت أثينا الشرطة التركيّة بمساعدة المهاجرين على اختراق الحدود عبر تزويدهم بتجهيزات لقطع الأسلاك الشائكة. وفي هذا الإطار، نشرت الحكومة اليونانيّة في نهاية الأسبوع الماضي مشاهد تُظهر مدرّعة تركيّة تُحاول إزالة السياج الشائك بين البلدَيْن لفتح الطريق أمام المهاجرين للدخول إلى الأراضي اليونانيّة. كذلك، أوضح المسؤول في الشرطة المحلّية الياس أكيديس لمحطة "سكاي" التلفزيونيّة أن "أجزاء من السياج أُزيلت بواسطة آليّة تركيّة وقواطع أسلاك، ويجري إصلاحها باستمرار".

ويرى مراقبون أن أثينا تخوض "حرباً حقيقيّة" عند حدودها مع تركيا التي تستغلّ المهاجرين وتستخدمهم كـ"ورقة ضغط" لتعزيز أجندتها السياسيّة الإقليميّة، ويعتبرون أيضاً أن اليونان باتت "خط الدفاع الأوّل" عن دول الاتحاد الأوروبي في مواجهة "تسونامي" من المهاجرين الذين يسعون للوصول إلى دول أوروبا الغربيّة.


MISS 3