"لكل مشكلة حلّ بالتفاهم"

إبراهيم: نرفض الانجرار الى الخطابات العنصرية ضد الأخوة السوريين

19 : 44

كرم رئيس مجلس إدارة شركة "طيران الشرق الأوسط" محمد الحوت اللواء عباس إبراهيم بحفل في مركز التدريب والمؤتمرات في الإدارة العامة لطيران "الشرق الأوسط" في مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت، حضرته شخصيات عسكرية وإعلامية.


الحوت

واستهل الاحتفال بكلمة للحوت قال فيها: "يسرني الترحيب بكم اليوم في شركة طيران الشرق الأوسط، وأنا ألاحظ هذا التنوع في الحشد الكبير الذي لبى الدعوة لتكريم اللواء عباس إبراهيم، التنوع في التوجهات السياسية من اقصى الشرق الى اقصى الغرب، الكل أجمعوا على محبة اللواء إبراهيم".


أضاف: "نطرح السؤال: لم نقيم حفل تكريم على شرف شخصية محددة؟ لاحظنا بأن اللواء عباس إبراهيم يحظى بتكريم تلو الآخر، لأنه زرع المحبة في قلوب الناس، ويحاول الناس أن يردوا له بعض الوفاء وشكره على كل الخدمات التي قدمها. لكن أولا نحن نكرم الشخص، أبو محمد، وهو إنسان يخاف الله، تقي، لا "يركّب" ملفات لأحد ولا يتهم أحداً، بالعكس يحاول مساعدة كل الناس من دون استثناء. نحن نعرف القضايا التي ساعد فيها وهي المعلنة، لكن ثمة الكثير من القضايا الشخصية والفردية عالجها من دون أضواء، ووفقه الله بحلها مع دول متعددة سواء الدول العربية أو الخليجية أو سوريا أو العراق ودول أخرى كل ذلك بصمت ومن دون منّة".


وتابع: "نحن اليوم، نكرّم أيضاً مؤسسة الجيش التي انطلق منها اللواء عباس إبراهيم، الجيش هو حامي حمى لبنان، قدّمت هذه المؤسسة تضحيات بأصعب الظروف، وما زال الجيش يقدم هذه التضحيات. قاد اللواء عباس إبراهيم الأمن العام اللبناني لما يزيد عن 12 عاما، والعلاقة التي بيننا وبين الأمن العام أصبحت في أحسن مستوى خلال ولاية اللواء عباس إبراهيم لأنه لم يكن لديه هدف سوى المصلحة العامة والعمل من اجل تسهيل أمور المواطنين في المطار. إن هذه المؤسسات هي التي أسهمت في الإبقاء على المطار مفتوحا وعاملا، لم يكن هذا المطار ليبقى مفتوحا لولا الجيش والأمن العام اللبناني وقوى الأمن الداخلي، وهي مؤسسات تعمل في اصعب الظروف ومن دون إمكانات مادية وتقدم التضحيات وأيضاً الجمارك اللبنانية، ولا ننسى موظفي الطيران المدني. نحن تعاونا مع قادة الأجهزة الأمنية في هذا العمل كلّه من اجل تأمين عمل المطار".


وقال: "في العام 2010، قام نقيب الطيارين (حوماني) ومعه رئيس العمليات الجوية (الكابتن منصور) بإضراب على أبواب الصيف. وطبعا بقينا عائلة واحدة بالرغم من الخلاف آنذاك. وقتها قال لي العماد قهوجي (جان قهوجي قائد الجيش السابق) سأرسل اليك العميد عباس إبراهيم نائب مدير المخابرات ليساعد في هذا الأمر، فتشاورت بالأمر مع الوزير غازي العريضي الذي لم يمانع. وجاء اللواء إبراهيم وحل الموضوع فعليا، وكنت استقدمت على أبواب الصيف 60 طياراً أجنبياً من شركات عالمية، كان اللواء إبراهيم يقول لي "ما تعذب حالك ما رح تستعملهم"، وبالفعل لم نستخدمهم، وان شاء الله لا نطير الا بطيارين لبنانيين نفتخر بهم".


وتحدث الحوت عن حادثة الطيران فوق سوريا أبان اندلاع الحرب السورية، فقال: "كنا نشاهد شهبا نارية عند التحليق فوق سوريا، ووردتنا تقارير عن السلامة أخذناها على محمل الجدية، ثم بدأت الشركات العربية توقف رحلاتها فوق سوريا الواحدة تلو الأخرى، وصودف انهم كانوا "أصحابي"، وقيل لي إنه قرار سياسي أو للحفاظ على سلامة الطائرات وطواقمها والمسافرين. وبدأت الأمور تصعب، وبدا القرار سياسياً. وكانت لدينا رحلات تطير فوق سوريا، والتوقف يعني خسارة مالية كبرى، فلجأنا الى الوزير العريضي والعماد قهوجي وهما بيننا اليوم، وطمأننا العماد قهوجي بأن الصواريخ لا تصل الى مسارات الطائرات، أما الوزير العريضي فقال اننا بوضع سياسي صعب مع سوريا لكن الطيران ومصلحة الشركة والناس فوق أي اعتبار".


أضاف: "أجمع قهوجي والعريضي وأنا، على أن من يحلها هو عباس إبراهيم. وهكذا كان، اللواء عباس إبراهيم هو من تابع الاتصالات، وتأكد من نوعية الأسلحة الموجودة على طول الخط الجوي مع سوريا، هو من قال لنا ما يجب أن نعمله، وحكى مع القيادة السورية وغيرنا بموجب اتصالاته بعض مسارات الطائرات. وأحب أن أقول لك يا حضرة اللواء إن ما قمت به مع الميدل ايست وفّر لغاية اليوم أكثر من 500 مليون دولار".


وختم: "كنا بحاجة الى رجل مهمة، رجل يلعب على التناقضات الإقليمية، رجل يتواصل مع السوريين ورجل يتحدث مع القيادة السياسية في لبنان وكل ذلك قام به اللواء عباس إبراهيم، لذا نحن نكرّمك اليوم ونقول لك شدّ الله أزرك وان شاء الله نراك في الأفضل، ولا يمكننا إلا شكرك على كل ما قمت به للميدل ايست وللبنان".


إبراهيم

ثم تحدث إبراهيم فقال: "في حضرة الميدل ايست أتبنى ما قاله صديقي الأستاذ محمد الحوت، ولكن أود أن أضيف الآتي: أتيت من عائلة وبيت وقرية ومدرسة تؤمن بالحوار والدولة، من الدولة بدأت وفي الدولة أستمر ليس وظيفة بل فكرا وفكرة ومدرسة ودورا".


أضاف: "عندما كنت أكلف بأي مهمة كان سر نجاحي إيماني العميق بالدولة برغم أن كثيرين يرونها مستحيلة، لم أرفض مهمة في حياتي أبدا ولم أرفض حوارا ولقاء أي شخصية لبنانية أو عربية أو عالمية. وهنا أستدرك لأقول لكم انه كان هناك استثناء في هذا الموضوع وهو من القيم التي أفتخر إنني متمسك بها حتى الرمق الأخير انطلاقاً من قناعاتي الثابتة والصلبة بأن العدو هو العدو مهما بلغت الضغوط والتحديات والأثمان، ولا أعطي هذا المثل لكي أستعرض بل للقول إن الحوار بين اللبنانيين مطلوب ولا يجوز أن يكون سورا لأي طائفة أو منطقة أو بيئة وأن تسيج نفسها بجدران من الخوف والقلق بل علينا أن نتصارح مع بعضنا البعض كلبنانيين من أجل إزالة كل المخاوف حتى نحافظ على بلد مهما فتشنا عن بلدان أخرى لن نجد أغلى منه ولا أجمل".


وتابع: "هذا الكلام في حضرة الميدل ايست لأنها جسر تواصل بين اللبنانيين المقيمين والمغتربين بين اللبنانيين وكل شعوب العالم على ارض هذا المطار، على متن طائرات الميدل ايست نكتشف أن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، من هذا المكان انطلق لبنانيون بالآلاف والملايين ليصنعوا أسطورتهم في إفريقيا وأميركا وأستراليا وكندا وأوروبا وكل أنحاء المعمورة".


وقال: "أنا والصديق محمد ننتمي إلى مدرسة تفتح الخطوط والأجواء والأبواب بين اللبنانيين وبينهم وبين أخوتنا العرب والعالم، نحن من لا نكن للأخوة السوريين الا الكثير من المودة والتقدير فهؤلاء هم الذين حموا الشركة في عز عدوان تموز 2006 لا بل أيضا هم من حموا هذه الشركة طوال سني الأزمة السورية. لذلك نرفض الانجرار الى حفلة الخطابات العنصرية المقيتة المتصاعدة في هذه الأيام ضد الإخوة السوريين ولكل مشكلة حل بالتفاهم مهما عظمت المصاعب".


أضاف: "أنا والصديق محمد ننتمي إلى مدرسة تؤمن بعروبة هذا البلد ولكنها العروبة الحضارية الحديثة المنفتحة التي لا تدير ظهرها لقضايا الأمة بل تفتح قلبها لكل فلسطين وأهلها أولى هذه القضايا، وننتمي الى كل غيور على مصلحة هذا البلد وشعبه شرقا وغربا شمالاً وجنوباً".


وتابع: "اسمحوا لي أن أقول أن خلاصنا عنوانه كلمة واحدة المواطنة ولا مدخل الى المواطنة إلا بوضع لبنان على سكة إلغاء الطائفية كما نص على ذلك اتفاق الطائف، ولأن تجار الطائفية يريدون أن يجعلوا من هذا الشعب عبارة عن شعوب وقطعان طائفية غب الاستخدام في المناسبات الانتخابية والمصالح الشخصية. في المقابل نقول إن هذا النهج لا يمكن أن يبني دولة ووطنا وبالخروج من الطائفية والدخول إلى رحاب الدولة نبني وطنا".


وأردف: "بالعودة إلى الشركة التي نحن في رحابها، نقول شكرا للميدل ايست ولمحمد الحوت لأنه عاش سنوات من التحدي مع بقاء الشركة أو زوالها، فقد أثير الكثير من الجدل حول طبيعة الشركة أهي عامة أم خاصة ولكل توصيف تبعات خطيرة. وأمام هذا الجدل كان الموقف الذي اقل ما يقال فيه انه اتسم بالجرأة والشجاعة، إذ أصر على أن يحتفظ بهامش من الخاص لحمايتها من كل ما يترتب على مالية الدولة في الداخل والخارج خصوصا في ظل الأزمة التي نمر بها. كما كان في ضميركم تحديث الشركة وتطويرها والمبنى الذي يستضيفنا اليوم كما مركز التدريب المجاور، وهو من الأحدث في العالم، خير شاهد على ذلك، إضافة الى ما هو في طور البناء والتطوير".


وختم: "لن أعدد الإنجازات حتما، فليس المقام لذلك ولكن لا بد من الشكر لرئيس مجلس الإدارة الأستاذ محمد الحوت لمساندته اللوجستية للأجهزة العاملة في المطار كي تستطيع القيام بمهامها حين تخلى عنها الجميع، وانا أدرك واعلم ما أقول. الشكر لكم لتمسككم بقيم الوفاء والعرفان رغم ندرة هذه القيم في يومنا هذا".


وتخلل الحفل تقديم الحوت هدية تذكارية الى إبراهيم عبارة عن مجسم لطائرة "الميدل ايست".

MISS 3