محمد دهشة

إجراءات وقائية تطال الأئمّة والخطباء... هل تُعلَّق صلاة الجمعة في مساجد صيدا؟

12 آذار 2020

02 : 50

ورشة التوعية في دار الإفتاء الإسلامية في صيدا

يطال الهلع من تفشي فيروس كورونا، كل مرافق الحياة في صيدا، يتمدّد وتفرض الاجراءات الوقائية نفسها بنداً طارئاً "غير مرحّب بها" على كل كبيرة وصغيرة، بعد القناعة المتزايدة بأن المسؤولية في المواجهة "جماعية"، وليست رسمية وبلدية ومن هيئات المجتمع المدني فقط، انما تبدأ من الفرد نفسه، ثم العائلة، فالمبنى السكني والمنطقة والحي لتطال كل مدينة.

مصير الصلاة

وسط الهلع، طرح الخوف من تفشي الفيروس مع ارتفاع عدد المصابين، تساؤلات حول مصير صلاة الجمعة على مسافة يوم واحد منها، وما اذا كانت الإجراءات الوقائية ستشمل إقفال المساجد ووقف صلاة الجماعة، بعدما شملت مختلف الدوائر الرسمية وخاصة سراي صيدا الحكومي، لجهة النظافة وارتداء القفازات ووضع "الكمامات" وقياس درجة الحرارة، وتعقيم المباني والمكاتب، وامتدت الى البلدية التي أعلن رئيسها محمد السعودي وقف النشاطات كافة في قاعاتها حتى إشعار آخر.

واذ رجحت مصادر اسلامية لـ "نداء الوطن"، ان يكون القرار بإقامة صلاة الجمعة من عدمه، قراراً مركزياً من دار الافتاء الاسلامية في بيروت ومفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، وليس مقتصراً على مدينة بعينها، دعا مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان، الى التشارك بالوقاية والأخذ بالأسباب في حماية السلامة العامة ونشر الثقافة من خلال المساجد والدروس الدينية وخطب الجمعة"، محذراً من بعض العادات السائدة في المجتمع ومنها التعازي، داعياً "المعزين، الى الإكتفاء بتقديم التعزية عن طريق السلام وليس المصافحة و التقبيل"، قائلا "هكذا نحمي أنفسنا ومجتمعنا ونحمي بيوتنا واولادنا واطفالنا".

واعتبر المفتي سوسان، ان فيروس كورونا، جاء ليزيد من العبء على المواطنين، في ظل المشاكل التي نعاني منها في لبنان اقتصادياً ومعيشياً، داعياً المسؤولين في وزارة الصحة ووزير الصحة الى تجهيز مستشفى صيدا الحكومي، أمام هذه الأوضاع الصحية وان يعطى كل الأمور والوسائل التي تساعده للقيام بمسؤولياتها وواجباته".

وترجمة للتوجه، نظمت دار الافتاء بالتعاون مع "مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة" و"الصليب الأحمر اللبناني"، ورشة توعية حول "فيروس كورونا المستجد وسبل الوقاية منه" في قاعة الرئيس رفيق الحريري في مبنى الإفتاء خصصت لأئمة وخطباء المساجد والقائمين عليها وخادميها والموظفين، حيث قام مسعفو وحدة ادارة الحد من مخاطر الكوارث في الصليب الأحمر بتقديم شرح حول الفيروس ومنشئه ومراحل تطوره وطرق انتقاله وما صدر من توصيات وإرشادات عن منظمة الصحة العالمية واليونيسف ووزارة الصحة اللبنانية حول التدابير الوقائية منه، والإجراءات الواجب اتخاذها في المساجد من قبل القائمين عليها او من قبل المصلين للوقاية والحفاظ على السلامة العامة فيها ومن قبل الموظفين في دار الأوقاف، والأساليب الصحية للتعقيم.

إقفال الإدارات

توازياً، انقسم موظفو الادارات العاملة في سراي صيدا الحكومي بين الإلتزام بقرار رابطة موظفي الإدارة العامة، إقفال الإدارات والوزارات حتى الأحد المقبل إلا في الحالات الاضطرارية، أو مخالفته، بعد أن ترك محافظ الجنوب منصور ضو لرؤساء الوحدات الإدارية حرية اتخاذ القرار الذي يرونه مناسبا. وشهدت محافظة الجنوب حركة خفيفة حيث أقفلت ادارات المالية، التنظيم والإسكان أبوابها فيما تابعت الاشغال والزراعة والعقارية وباقي الإدارات عملها بعدد قليل من الموظفين.

والعام الدراسي

الى جانب التساؤلات حول مصير صلاة الجمعة، برزت المخاوف من إنهاء العام الدراسي، فرغم تأكيد مسؤولي وزارة التربية والتعليم العالي، ان الأمر غير محسوم بانتظار أعداد المصابين بـالكورونا، باشرت غالبية المدارس بإعطاء الدروس لطلابها عبر الانترنت، فيما كان لافتاً قيام مدرسة الفنون الانجيلية، بإرسال الكتب الى منازل الطلاب من خلال باصاتها تفادياً لمجيء أعداد كبيرة الى المدرسة وللحفاظ على سلامتهم ومن المتوقع استمرار التوزيع لغاية اليوم الجمعة كأقصى حد ـ على ان تستقبل الأهل الذين يفضلون استلام الكتب شخصيا من المدرسة في وقت محدد ويغادرون حرم المدرسة مباشرةً بعد استلامهم الكتب من دون الاحتكاك او التواصل مع الأساتذة او الاداريين المتواجدين في الأقسام.

جولة تطمينية

واستكمالاً للاجراءات الوقائية، وعلى اعتبار ان المخيمات الفلسطينية في منطقة صيدا على احتكاك مباشر وتداخل كلي مع المدينة في مختلف نواحي الحياة، جال مدير وكالة الأونروا في لبنان كلاوديو كوردوني، ترافقه الناطقة الإعلامية للوكالة هدى السمرا، ومدير "الأونروا" في صيدا إبراهيم الخطيب، على عدد من فاعليات المدينة، حيث التقى النائب بهية الحريري في مجدليون، الدكتور عبد الرحمن البزري في صيدا، وطمأنهما ان "لا اصابات في المخيمات الفلسطينية بفيروس "الكورونا" بعد ظهور النتائج سلبية على ثلاثة اصيبوا بعوارضه، اضافة الى الإجراءات المتخذة من قبل الوكالة لمنع إنتقال العدوى الى المخيمات الفلسطينية، والخطوات التنسيقية بين الوكالة، ووزارة الصحة العامة، والمنظمات الدولية العاملة في لبنان خصوصاً منظمة الصحة العالمية. وأكد الدكتور البزري، أهمية دعم جهود "الأونروا" والتنسيق مع وزارة الصحة، والسفارة الفلسطينية، والمجتمع الأهلي الفلسطيني لتأمين كافة السبل الضرورية لمواجهة إنتشار الكورونا المتجدد، هذا وتم البحث في سبل التعاون بين الجمعية اللبنانية للأمراض الجرثومية والهيئات الصحية الفلسطينية من أجل إجراء مزيدٍ من حلقات التدريب والتوعية.


MISS 3