محمد دهشة

يوم إستثنائي في صيدا: إجراءات وقائية تُلامِس "الحجْر الطوعي" في المنازل

13 آذار 2020

02 : 55

من حملة تعقيم أسواق صيدا التجارية

لامست الاجراءات الطوعية لأبناء مدينة صيدا "الحجر الطوعي" في المنازل، بعدما بلغ "الهلع" ذروته من تفشي فيروس "كورونا" مع ارتفاع عدد الوفيات والمصابين معاً، فعاشت المدينة يوماً "إستثنائياً"، شهدت فيه الشوارع والاسواق حركة خجولة، تحولت الى "شبه مشلولة" بعد الظهر، فيما أعلنت بعض المطاعم إقفالها موقتاً، مع تأمين طلبات "الدليفري" لزبائنها وفق شروط السلامة.

واستنفرت بلدية صيدا لمواجهة التحدي "الفيروسي"، وباشرت فرقها المختصة بحملة تعقيم شملت المساجد والكنائس ومرافق البلدية والأطفائية والحسبة والمخفر وسوق الخضرة والمسلخ والحمامات العامة، على ان تقوم بتعقيم "درابزين" ومقاعد الكورنيش البحري بشكل دوري حيث يرتاده المواطنون للتنزه نهاية كل اسبوع.

وأوضح رئيس البلدية محمد السعودي لـ "نداء الوطن"، ان "هذه الحملة تأتي في اطار درء مخاطر إنتشار كورونا المتزايد، والبلدية اعتمدت خططاً توعوية وتعميم إرشادات رسمية صادرة عن وزارة الصحة ومنظمة اليونسيف والصليب الأحمر، لرفع منسوب الوعي، ولكن تبقى المسؤولية في الدرجة الاولى على المواطن نفسه الذي يتوجب عليه اتخاذ اجراءات وقاية لحماية نفسه اولاً وعائلته ثانياً والمجتمع المحيط به ثالثاً"، مشدداً على ان "التعاون مطلوب على المستوى الفردي والجماعي لتجاوز هذه المرحلة الدقيقة"، وأكد "اتخاذ قرارات بإغلاق الحدائق العامة ومكتبة البلدية والملعب البلدي أمام المواطنين، إضافة الى الأندية الرياضية ودور السينما وصالات الأفراح والمطاعم ومراكز توصيل الأراكيل".

وتتكامل جهود الدوائر الرسمية والبلدية مع المؤسسات الاهلية، حول التوعية من خطورة "الفيروس" وسرعة انتشاره، ودعوة المواطنين الى عدم التجمعات والإلتزام ببيوتهم قدر الإمكان، في وقت باشرت فرق "الاغاثة" ووحدة ادارة الكوارث في الحركة الشبابية للتنمية والسلام، برش سوق صيدا التجاري بالمعقمات"، حيث لاقت الخطوة استحساناً من اصحاب المحال والتجار.

وأكد رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف، أن القطاعات التجارية كافة مستنفرة وبالتعاون مع البلدية والإدارات الرسمية، لتطبيق سبل الوقاية، وهو ما يعكس روح العمل الجماعي".

وتوسعت دائرة الاجراءات الوقائية لتشمل بشكل خاص المستشفيات والمراكز الطبية في المدينة، على اعتبارها نقطة تلاق بين المرضى والمواطنين والاطباء والممرضين، وباشرت ادارتها سلسلة تدابير لحمايتهم جميعاً التزاماً بتوصيات وزارة الصحة اللبنانية ومنظمة الصحة العالمية.

وأعلنت إدارة كل من مركز "لبيب" الطبي ومستشفى حمود الجامعي ومستشفى الراعي، عن اجراءات وقائية لحماية المرضى والزوار معاً، وتجنباً لانتقال العدوى الى العاملين من اطباء وجهاز تمريضي واداريين وموظفين وعمال، ومنها الطلب الى الزوار التقليل من زيارة أي مريض والامتناع عنها في حال الشعور بـ "رشح - كريب- زكام"، أو صداع أو ارتفاع في درجات الحرارة وسعال و"تعطيس"، وغسل اليدين بالمواد المعقمة عند دخول المركز والخروج منه.

وأصدرت "الهيئة التأسيسية" لنقابة العاملين في مستشفى صيدا الحكومي بياناً طلبت فيه "الاستغناء عن استعمال البصّامة لزوم الدوام والعمل على تعقيم المستشفى يومياً، بمساعدة الجمعيات والبلديات الواقعة في النطاق الجغرافي للمستشفى والالتزام بمدخل وحيد لدخول المستشفى لمراقبة المرضى والزوار وقياس الحرارة لكل الاشخاص قبل الدخول، وضرورة تركيب عوازل زجاجية في الاقسام الادارية والمحاسبة والاستعلامات، وأي مكان آخر على تماس مباشر بالمرضى وذويهم وتقليص أوقات الزيارات وإلغائها اذا امكن، وتنظيم دوام العاملين في المستشفى بالحد الادنى المطلوب لخدمة مرضانا تفاديا لنقل العدوى".

وأصدرت بلدية الغازية بياناً حول الشائعات التي طالت مواطناً عراقياً يسكن في الغازية، أكدت فيه ان هذا المواطن متعاون وهو في الحجر الصحي المنزلي، ويتم التواصل معه بشكل دائم وحالته الصحية مستقرة. بينما بدأت وحدة الشرطة ولجان البلدية في حارة صيدا حملة وقائية شملت رش طرقات البلدة وشوارعها وساحاتها وازقتها وحدائقها وفق خطة تشرف عليها البلدية.

وتطور الازمة الصحية دفع بـ "حراك صيدا" الى إعلان "تعليق تحركاته الاحتجاجية وتجمعاته الشعبية حتى إشعار آخر، للحفاظ على سلامة الجميع، في ظل تقصير السلطة في حماية المواطنين منذ اكتشافه، وتباطئها في اتخاذ الاجراءات والتدابير الوقائية الكافية".


MISS 3