بيونغ يانغ تُحذّر واشنطن وتُلوّح بـ"النوويّ"

12 : 35

هل تُستأنف محادثات نزع الأسلحة النوويّة لبيونغ يانغ كما تُخطّط واشنطن؟

حذّرت كوريا الشماليّة أمس، من أن المناورات العسكريّة الأميركيّة - الكوريّة الجنوبيّة التي ستُجرى الشهر المقبل، ستُؤثر على المحادثات المقترحة في الملف النووي بين بيونغ يانغ وواشنطن، ملمّحةً إلى أنّها قد تُعيد النظر في تجميد التجارب النوويّة والصواريخ البعيدة المدى. وهذا أوّل بيان كوري شمالي حول هذه المسألة منذ موافقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون خلال لقائهما المفاجئ في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريّتَيْن الشهر الماضي، على استئناف محادثات نزع الأسلحة النوويّة لبيونغ يانغ المجمّدة. والمناورات العسكريّة المشتركة بين واشنطن وسيول تُنظّم منذ سنوات، لكن خُفِّض مستواها لتسهيل الحوار مع كوريا الشماليّة بعد القمّة التاريخيّة التي عقدها ترامب مع كيم في سنغافورة في حزيران 2018.

وجاء في بيان أوردته وكالة الأنباء الكوريّة الشماليّة الرسميّة نقلاً عن مسؤول في وزارة الخارجيّة: "فيما تتواصل الجهود لتنظيم محادثات عمل بين كوريا الشماليّة والولايات المتّحدة، بعد اللقاء الرفيع المستوى في بانمونجوم، تُريد الولايات المتّحدة المشاركة في المناورات العسكريّة دونغ ماينغ". وأكّد البيان أنّه "إذا تحقّق ذلك، فإنّ محادثات العمل ستتأثر". وأوضح المسؤول أن "بيونغ يانغ ستُراقب الخطوة المقبلة من جانب واشنطن قبل أن تُقرّر كيفيّة المضي في المحادثات".

ووصف المسؤول المناورات المرتقبة، بأنّها تُشكّل "انتهاكاً واضحاً" للبيان المشترك الموقّع بين كيم وترامب في 12 حزيران في سنغافورة، ملمّحاً إلى أن بيونغ يانغ قد تستأنف تجارب الأسلحة ردّاً على ذلك. ولفت المسؤول إلى أن قرار بلاده تجميد التجارب النوويّة وتجارب الصواريخ البعيدة المدى، كان التزاماً يهدف إلى "تحسين العلاقات الثنائيّة وليس وثيقة قانونيّة واردة على ورقة". وتابع: "مع قيام الولايات المتّحدة بالتنصّل من التزاماتها من جانب واحد، نحن نخسر تدريجيّاً تبريراتنا للمضي في الالتزامات التي قطعناها مع واشنطن أيضاً".

وأشار المسؤول إلى أن "بيونغ يانغ اتّخذت اجراءات انسانيّة من دون شروط، لتطبيق بيان سنغافورة"، في إشارة إلى إعادة رفات عناصر في الجيش الأميركي قُتِلوا خلال الحرب الكوريّة 1950-1953.

وعُقِدَ اللقاء الأخير بين ترامب وكيم، فيما المفاوضات بين بيونغ يانغ وواشنطن وصلت إلى طريق مسدود بعد عمليّة تفاوض شائكة جرت برعاية سيول بعد تقارب بين البلدَيْن في مطلع 2018. وخلال لقائهما الأخير الشهر الماضي، تصافح كيم وترامب في نقطة فاصلة بين الكوريّتَيْن، قبل أن يخطو الرئيس الأميركي خطوات قليلة داخل كوريا الشماليّة في بلدة بانمونجوم الحدوديّة، ليُصبح أوّل رئيس أميركي تطأ قدماه الأراضي الكورية الشماليّة.

وهناك حوالى 30 ألف جندي أميركي منتشرون في كوريا الجنوبيّة، ولطالما أثارت تدريباتهم السنويّة مع عشرات آلاف الجنود الكوريين الجنوبيين، غضب بيونغ يانغ التي تعتبر المناورات "تدريبات استفزازيّة على اجتياح". لكن بعد قمّة سنغافورة، أعلن ترامب تعليق التدريبات العسكريّة مع سيول، واصفاً إيّاها بأنّها "استفزازيّة جدّاً". وجرت تدريبات على نطاق أضيق في آذار الماضي، ومن المرتقب تنظيم تدريبات أخرى في آب.

وكانت واشنطن شدّدت في السابق على ضرورة نزع كوريا الشماليّة أسلحتها النوويّة بشكل كامل، كشرط لرفع العقوبات الأميركيّة. وخلال قمة سنغافورة، اعتمد ترامب وكيم بياناً حول "نزع الأسلحة النوويّة بشكل كامل من شبه الجزيرة الكوريّة"، كما وافقا على "إقامة علاقات جديدة بين واشنطن وبيونغ يانغ"، لكن كلّ طرف فسّر البيان على طريقته. وعدم التمكّن من التوصّل إلى اتفاق في شأن تخفيف العقوبات وما يُمكن أن تُقدّمه كوريا الشماليّة في المقابل، أدّى إلى انهيار القمّة الثانية بين كيم وترامب التي عُقِدت في هانوي في شباط.


MISS 3