بومبيو يردّ على خامنئي حول "الهجوم البيولوجي"

طهران تُغلق الشوارع والمتاجر لاحتواء "كوفيد19-"

12 : 50

رجال الإطفاء يُعقّمون شوارع طهران أمس

في إطار إجراءاتها للحدّ من انتشار "كوفيد 19" الذي تفشّى في ربوعها بقوّة وأودى حتّى الآن بأكثر من 500 شخص فيها وفق الأرقام الرسميّة، أمرت السلطات الإيرانيّة بالأمس بإغلاق الشوارع والمتاجر في البلاد، معلنةً أن المواطنين سيخضعون "للرقابة".

وأعلن رئيس هيئة الأركان العامة للقوّات المسلّحة الإيرانيّة محمد حسين باقري للتلفزيون الرسمي أن قوّات الأمن "ستبدأ بإخلاء المتاجر والشوارع والطرقات، بموجب قرار اتخذ على المستوى الوطني ويبدأ تطبيقه خلال الساعات الـ24 المقبلة".

كما أفاد بأنّه "خلال الأيّام العشرة القادمة، ستتمّ مراقبة جميع الإيرانيين عبر الفضاء الإلكتروني والهواتف، وإذا لزم الأمر شخصيّاً، وسيتمّ تحديد جميع الأشخاص الذين يُشتبه في أنّهم مرضى"، في حين كان المرشد الأعلى للجمهوريّة الإسلاميّة علي خامنئي قد أمر الخميس القوّات المسلّحة، بقيادة عمليّات مكافحة "كورونا" عبر تكثيف جهودها.

وإذ كشف المتحدّث باسم وزارة الصحّة كيانوش جهانبور أمس عن 85 حالة وفاة جديدة جرّاء الفيروس، في أعلى حصيلة يوميّة منذ أُعلنت أولى حالات الوفاة في 19 شباط، أوضح أيضاً أنّه "تمّ تسجيل 1289 إصابةً جديدة على الأقلّ". ومع 514 وفاة من بين 11364 إصابة مؤكدة في البلاد، تكون إيران بين أكثر البلدان تضرّراً بعد الصين وإيطاليا من الوباء.

توازياً، نشر وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو، تغريدة عبر "تويتر" ردّ فيها على تصريحات لخامنئي أشار فيها إلى احتمال أن يكون تفشّي "كورونا" سببه "هجوم بيولوجي"، وكتب بومبيو: "كما يعلم خامنئي، فإنّ أحسن دفاع بيولوجي هو إخبار الشعب الإيراني بحقيقة "فيروس ووهان" عندما تفشّى في إيران قادماً من الصين"، مضيفاً: "غير أنّه (خامنئي) سمح لرحلات شركة طيران "ماهان إير" بالاستمرار ذهاباً وإياباً من بؤرة التفشّي في الصين، وسجن من تحدّث عن الأمر".

وفي سياق متّصل، عبّرت إيران عن رفضها عرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمساعدة طهران في مواجهة "كوفيد 19"، واصفةً إيّاه بأنّه "منافق" و"مثير للاشمئزاز"، كما اتهمت الولايات المتحدة بـ"الإرهاب الاقتصادي والطبّي". وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجيّة الإيرانيّة عباس موسوي: "بدلاً من إظهار النفاق للشفقة والتفاخر المنبوذ، يجب عليك إنهاء إرهابك الاقتصادي والطبّي حتّى يتسنّى للأدوية والمستلزمات الطبّية الوصول إلى الطاقم الطبي والشعب الإيراني". وتابع: "لسنا بحاجة إلى أطباء أميركيين"، مؤكداً أن بلاده لديها "أفضل الأطباء وأكثرهم شجاعة في العالم". وكان ترامب قد عرض خلال اجتماع مع رئيس وزراء إيرلندا في البيت الأبيض الخميس، مساعدة إيران في مواجهة الوباء، قائلاً: "لدينا أعظم الأطباء في العالم، ونحن نُقدّم المساعدة لإيران".

في الغضون، تُظهر صور التقطتها الأقمار الاصطناعيّة مقابر جماعيّة في مدينة قم الإيرانيّة، الأمر الذي يؤكد أن تفشّي الوباء المستجد في البلاد يُعتبر أكثر خطورة ممّا تعترف به السلطات، وفق تقرير نشره موقع صحيفة "الغارديان" البريطانيّة. وتكشف الصور، التي نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" لأوّل مرّة، حُفراً في مقبرة على الحافة الشماليّة للمدينة الإيرانيّة في أواخر شباط، وخندقَيْن يبلغ طولهما الإجمالي نحو 91 متراً. وتؤكد هذه الصور المخاوف في شأن مدى انتشار الوباء وتسترّ النظام الإيراني عليه.

وفي هذا الإطار، رأى أمير أفخامي، مؤلّف كتاب تاريخي عن تجربة إيران في تفشّي وباء "الكوليرا" (عدوى حديثة)، أن القبور الجماعيّة تُضيف وزناً للشكوك في أن أرقام الوفيات الحقيقيّة أعلى بكثير ولا تزال تُغطّيها القيادة. كما أوضح أفخامي، الأستاذ المساعد في جامعة "جورج واشنطن": "لا يُفاجِئني أنّهم يُحاولون الآن إنشاء مقابر جماعيّة بهدف إخفاء المدى الفعلي لتأثير المرض"، مشيراً إلى أن الشراكة التجاريّة الوثيقة بين إيران والصين، وخوف الحكومة من تعطيل تلك الشراكة، ساهما في الانتشار المبكر والسريع للفيروس.