ترامب نجم "سي أن أن"... وعائلة بايدن في دائرة الاتهام!

02 : 00

مناصرون لترامب خلال استقبالهم للرئيس السابق في مطار مانشستر في ولاية نيوهامشر الأربعاء (أ ف ب)

أطلّ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والمرشّح لانتخابات 2024 على شبكة «سي أن أن» الأربعاء، ليسطع نجمه مجدّداً ويُصبح حديث الساعة على لسان الحلفاء والخصوم على حدّ سواء، بعدما استخدم أسلوبه المعتاد مطلقاً سهام الإنتقادات في اتجاه إدارة الرئيس جو بايدن، وسط تصفيق أنصاره وغضب الكثير من «الديموقراطيين» من «سي أن أن» لتوفيرها منبراً له.

وبالفعل، هذه المقابلة التي طرح خلالها الحضور أسئلة على ترامب في واحد من الحوارات التقليدية في السياسة الأميركية، كانت مجازفة لـ»سي أن أن» التي لم يظهر ترامب على شاشتها بمثل هذه الصيغة منذ انتخابه عام 2016. وحول الحرب الروسيّة ضدّ أوكرانيا، قال ترامب أمام جمهور مباشر في ولاية نيوهامشر: «لا أُفكّر من منظور الفوز والخسارة. أُفكّر من منظور تسوية الأمر».

وأضاف: «أُريد أن يتوقّف... الموت. إنّهم يموتون. الروس والأوكرانيّون. أُريدهم ألّا يموتوا. وسأفعل ذلك». وتابع: «سأفعل ذلك في غضون 24 ساعة. سأفعله. أنت بحاجة إلى قوّة الرئاسة لفعل ذلك»، مشدّداً على أنّه يُمكنه وقف الحرب من خلال التفاوض مباشرةً مع الرئيسَين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وأردف: «سألتقي بوتين. سألتقي زيلينسكي. كلاهما لديه نقاط ضعف وكلاهما يتمتّع بنقاط قوّة. وفي غضون 24 ساعة، ستتمّ تسوية تلك الحرب. وستنتهي»، فيما رفض الإفصاح عمّا إذا كان يعتقد أنّ بوتين «مجرم حرب» بسبب الفظائع التي ارتُكِبت في أوكرانيا، معتبراً أنّه «إذا ما قيل إنّه «مجرم حرب»، فسيكون صعباً جدّاً التوصّل إلى اتّفاق لوقف هذا الشيء».

لكنّه أبدى اعتقاده بأنّ بوتين «ارتكب خطأ» بغزو أوكرانيا، وقال: «خطأه هو الدخول (إلى أوكرانيا). لم يكن ليذهب إلى هناك لو كنتُ أنا رئيساً»، في حين حضّ زملاءه الجمهوريين على التسبّب في تخلّف عن سداد الديون الأميركية ما لم يتمّ إجراء تخفيضات «ضخمة» في الموازنة.

في الغضون، كشف برلمانيون جمهوريون أن عدداً من أفراد عائلة بايدن وشركاء لهم تلقوا في صفقات غامضة نحو 10 ملايين دولار من شركات أجنبية، خصوصاً صينية ورومانية، فيما تندرج هذه الاتهامات في إطار حملة طويلة تستهدف الأعمال المثيرة للجدل لهانتر بايدن، نجل الرئيس الديموقراطي.

ويتّهم الجمهوريون نجل الرئيس باستغلال اسم والدته ومعارفه عندما كان بايدن نائباً للرئيس باراك أوباما، لإبرام عقود مثيرة للشك في دول عدّة. وفي تقرير نُشر الأربعاء، أكد المشرّعون الجمهوريون الأعضاء في لجنة برلمانية مكلّفة الإشراف على السلطة التنفيذية، أن أفراداً آخرين من عائلة الرئيس، بينهم شقيقه وزوجة ابنه، قد قاموا بأعمال تجارية في الصين وفي رومانيا.

ويستند البرلمانيون إلى كشوفات مصرفية حصلوا عليها بفضل السلطة التي تتمتّع بها لجنتهم للتحقيق، وأوضحوا أن أقرباء بايدن أنشأوا شبكة غامضة من الشركات لإخفاء مصدر الأموال. وكتبوا أن «غياب الشفافية الذي يلفّ أعمال عائلة بايدن يطرح أسئلة مهمّة مرتبطة بالأمن القومي»، مشيرين إلى أنه «عندما كان نائب الرئيس بايدن يُعطي دروساً في الأخلاق ومكافحة الفساد في رومانيا، تلقى هانتر بايدن أكثر من مليون دولار من شركة يُديرها روماني مُتّهم بالفساد».

ولا ينسب تقريرهم أي عمل غير قانوني لبايدن نفسه وزوجته ولا يتحدّث عن أي علاقة مباشرة لهما بالأمر. لكن خلال مؤتمر صحافي، قال أحد هؤلاء البرلمانيين، وهو بايرون دونالدز، إنّه مقتنع بأنّ «جو بايدن كان على علم» بذلك.

وفي بيان، اتهم البرلمانيون الديموقراطيون، الأعضاء في اللجنة، زملاءهم الجمهوريين، بـ»اختيار معلومات مضلّلة»، فيما رأى البيت الأبيض أن اتهام جو بايدن بخدمة مصالح الصين «بناءً على مزاعم لا أساس لها وهجمات شخصية»، أمر «سخيف». لكنّه حرص على ألّا يخوض في التفاصيل.

ومغامرات وأعمال هانتر بايدن، الذي عانى لفترة طويلة من إدمان المخدّرات، تُشكّل نقطة ضعف لجو بايدن، الذي أعلن في الثمانين من عمره ترشّحه لولاية رئاسية جديدة في 2024. لكنّ الرئيس الديموقراطي لم يتراجع يوماً عن نفي ذلك. فقد أكد مجدّداً مطلع الشهر الحالي أن «ابني لم يرتكب أي خطأ وأنا واثق من ذلك»، مع أن نجله مهدّد بتحقيق قضائي فدرالي بتهمة تهرّب ضريبي.