"الأبواب مفتوحة للنّقاش والحوار والتّلاقي في الملفّ الرّئاسيّ"..

نصرالله: فرنجيّة ليس مرشّح صدفة بالنسبة إلينا بل هو مرشّحٌ طبيعيّ وجديّ

19 : 05

إستهلّ الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، كلمتَه في ذكرى رحيل القياديّ في الحزب مصطفى بدر الدّين، قائلاً: "هناك مشكلة في لبنان لجهة ما يبتلى به البعض، من ضيق الأفق والحسابات الضيّقة والانفصال عن الواقع والتنكر للتطورات"، وسأل: "هل يمكن أن يقارب الأحداث في لبنان بمعزل عن أحداث المنطقة؟".


وإذ لفت الى أن "العدوان على غزة بدأه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من أجل اغتيال قادة سرايا القدس"، أسف "لاستمرار الصّمت العالميّ"، قائلاً إنّ "الولايات المتحدة الأميركيّة منعت مجلس الأمن الدولي من إصدار بيان إدانة لاسرائيل لقتلها النساء والأطفال في غزة"، مشيراً إلى أنّ "دوافع نتنياهو من المعركة استعادة الردع الذي تآكل والهروب من الانقسام الداخليّ ومعالجة التفكك في ائتلافه الحكوميّ وتحسين وضعه السياسيّ والانتخابيّ. وحسابات نتنياهو كانت فاشلةً، حيثُ كان القرارُ، الاستفراد بحركة الجهاد الإسلاميّ وتحييد باقي الفصائل وإحداث فتنة في بيئة المقاومة".


وتابع: "رغم كل الاغتيالات لقادتها لم تضعف حركات المقاومة ولم تتخلخَل قدراتها، بل كانت هذه الدّماء الزكية تُعطي دفعاً إلى الأمام، ومن نقاط قوة حركات المقاومة في فلسطين والمنطقة، أنّ لديها قدرةً عاليةً على ترميم بنيتها القياديّة بسرعة. ثمّة هدوءٌ وحكمةٌ في إدارة المعركة ما يفوت على إسرائيل تحقيق أي من أهدافها، وهي كانت تنتظر ردَّ فعلٍ من حركة الجهاد الإسلامي، وعندما لجأت قيادة الفصائل بالهدوء، اضطربت، وقيادة حركة الجهاد الإسلاميّ تعاطت بشكلٍ حكيمٍ وهادئ بعد اغتيال القادة في سرايا القدس وتواصلت مع قيادة كتائب القسام كي يكون الموقف موحداً".


وقال إنّ إسرائيل سعت "لضرب البنية القيادية لسرايا القدس وتدمير قوّتها الصاروخية عبر تفكيك قيادتها المباشرة". 


وأكد نصرالله أنّ "أي عملية اغتيال في المستقبل لن تمرّ، إنّما ستُؤدّي إلى مواجهةٍ واسعة". وتوجّه بالتقدير إلى الفصائل الفلسطينية على "التّعاون والإدارة الحكيمة لهذه المعركة"، ولفت إلى أنّ "معركة غزة مهمة وتأثيراتها لا تقتصر على القطاع، بل على عموم المنطقة".


وختم الامين العام لحزب الله، حسن نصرالله، حديثه عن الوضع في غزة، قائلاً: "نحن على اتصالٍ دائم مع قيادات الفصائل ونراقب الاوضاع وتطوراتها ونُقدّم في حدودٍ معيّنة المساعدة الممكنة، وفي أي وقتٍ تُفرَض علينا المسؤوليّة للقيام بأي خطوة أو خطوات، فلن نتردَّد".


وعن عودة سوريا إلى الجامعة العربية رأى نصرالله أنّ "دعوة الرئيس السوريّ بشار الأسد إلى الجامعة العربيّة، هي خطوةٌ مهمةٌ جداً، وأقول إنّ سوريا بقيت في مكانها ولم تُغيّر موقفها ولا استراتيجيّتها".


أضاف: "ومع كلّ نصرٍ سياسيّ أو معنويّ في سوريا، نرى وجه مصطفى بدر الدين وجميع الشهداء"، مُعلناً أنّ "الحكومة اللبنانيّة مُطالَبة بإعادة العلاقات الطبيعيّة مع سوريا، وهذا يصبُّ في مصلحة لبنان".


وبشأن ملفّ النازحين السوريّين، أكّد نصرالله أنّ "معالجة الملفّ تكون بتشكيل وفدٍ وزاريّ أمنيّ يزورُ دمشق، ويجب أن يتمّ اتّخاذُ قرارٍ سياديّ وعدم الانصياع للضغوط الخارجيّة"، مؤكّداً أنّ "حزب الله لا يمنع أحداً من العودة إلى القُرى الحدوديّة السوريّة، وكلّ الدعاية حول ذلك تصبّ في خانة الكذب".


وقال: "حزب الله لا يحتلُّ بيوتاً أو قرًى ولا يمنعُ أحداً من العودة للقرى الحدودية السورية. فأكثرُ مَن كان متحمساً لإعادة أهالي القصير وقراها إلى بيوتهم، هو حزب الله. مع كلّ حادثةٍ تحصل يُتَّهَم حزب الله بتجارة الكبتاغون وكلّ ذلك كذب وخيانة وقلة أخلاق".


وعن الوضع اللبنانيّ، قال: "نعتقد أنّ مجلس النواب يُمكِنُه أن يُكملَ التشريع بشكلٍ طبيعي وليس فقط تشريع الضرورة، وحكومة تصريف الأعمال يجبُ أن تبقى تُمارس أعمالها ضمن حدود الدستور رغم كل الصعوبات ومشكورين على القيام بذلك، والأبواب ما زالت مفتوحة للنقاش والحوار والتلاقي في ملف رئاسة الجمهورية، نحن لا نفرض مرشّحاً على أحد، وليُرشّح كلُّ طرفٍ أي اسمٍ يُريد، ولنذهب إلى المجلس لانتخاب رئيسٍ، والوزير السّابق سليمان فرنجية ليس مرشّح صدفة بالنسبة إلينا، بل هو مرشّح طبيعيّ وجديّ".

MISS 3