بعدما سجّلت إيران بالأمس 135 وفاة جديدة بفيروس "كورونا" المستجدّ، ما يرفع العدد الإجمالي للوفيات إلى نحو ألف، ولمنع تفاقم انتشار الوباء، قرّرت الجمهوريّة الإسلاميّة منع احتفالات عيد "النوروز".
ويُحتفل بعيد "النوروز" الموروث عن الحقبة ما قبل الإسلاميّة في آخر يوم أربعاء من السنة الفارسيّة، وكان من المفترض أن تبدأ الاحتفالات مساء أمس. ووفق التقاليد، يقفز المحتفلون فوق النار لدرء العين.
ونقلت وكالة "إرنا" عن مسؤول الشرطة في طهران الجنرال حسين رحيمي، أنّه "سيتمّ منع كلّ تجمّع بمناسبة عيد النوروز، وستفرض الشرطة احترام هذا المنع". ووفق الوكالة، تحضّ شرطة العاصمة الناس على البقاء في منازلهم، على غرار ما تُطالب به السلطات منذ أيّام، وتُشدّد على منع إشعال النار أو استخدام المفرقعات للاحتفال.
وأضافت الوكالة نقلاً عن مسؤول آخر في شرطة طهران: "من يُغادرون منازلهم يُعرّضون أنفسهم للإصابة بفيروس "كورونا" المستجدّ ولمضاعفات تمسّهم وعائلاتهم". وكشفت "إرنا" أن محافظات عدّة اتخذت اجراءات مشابهة، على غرار أصفهان (وسط) وغولستان (شمال) وخوزستان (جنوب غرب).
ومنذ أعوام، تحوّل العيد إلى متنفّس للشباب، وبالرغم من تحذيرات السلطات يُستخدم في الاحتفال قدر كبير من المفرقعات والألعاب الناريّة على الطرق العامة، ما يؤدي إلى سقوط آلاف الجرحى وبعض الوفيات أحياناً.
وأظهرت أحدث الأرقام التي نشرتها وزارة الصحة أن أسرع وتيرة لانتشار وباء "كوفيد-19" سُجّلت في محافظة طهران. وتأكد رصد 273 إصابة جديدة في العاصمة. وسُجّلت 1178 إصابة مؤكدة في البلاد خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ما يرفع عدد الحالات إلى 16169 حتّى ظهر أمس. وغالباً ما تكون الحصيلة الوطنيّة، المعلنة كلّ 24 ساعة، مختلفة عن التقارير التي تُصدرها وسائل الإعلام المحلّية، وتتضارب أحياناً مع ما تُعلنه السلطات الإقليميّة والتي غالباً ما تكون أعلى.
تزامناً، سمحت السلطات لنحو 85 ألف سجين بمغادرة السجون، وذلك في إطار الإجراءات الرامية لاحتواء "الفيروس القاتل". وقال المتحدّث باسم السلطة القضائيّة غلام حسين إسماعيلي، إنّ الذين يقضون عقوبة السجن لأقلّ من خمس سنوات هم فقط الذين سيُطلق سراحهم، فيما سيبقى خلف القضبان سجناء سياسيّون وآخرون مدانون بتهم ذات عقوبات أكبر ترتبط بمشاركتهم في تظاهرات مناهضة للحكومة. وأضاف حسين إسماعيلي: "اتخذنا أيضاً في السجون إجراءات احترازيّة لمواجهة التفشي"، ولم يكشف موعد عودة المفرج عنهم للسجون مرّة أخرى.
وفي السياق، أفرجت السلطات عن البريطانيّة - الإيرانيّة نازانين زغاري راتكليف المتّهمة بـ"نشر الفتنة"، لمدّة أسبوعَيْن، بحسب ما أفاد زوجها.
من جهة أخرى، اعتبر وزير الخارجيّة الإيراني محمد جواد ظريف أن العقوبات الأميركيّة "أضعفت" قدرة إيران على محاربة وباء "كوفيد-19"، مضيفاً: "انضمّوا إلى الحملة العالميّة لعدم التقيّد بالعقوبات الأميركيّة على إيران".
