تقرير يكشف مواقع سرّية لأسلحة نوويّة أميركيّة في أوروبا

10 : 03

صورة ملتقطة من قمر اصطناعي لقاعدة "كلاين بروغل" الجوّية في بلجيكا (أرشيف)

أدّى نشر وثيقة من المفترض أن تكون سرّية على شبكة الانترنت، إلى تسليط الضوء على وجود أسلحة نوويّة أميركيّة في بلجيكا ودول أخرى حليفة لواشنطن. وكشفت مسودة تقرير للجنة الدفاع والأمن التابعة للجمعيّة البرلمانيّة لـ"حلف شمال الأطلسي"، تفاصيل حول 6 قواعد جوّية في أوروبا وتركيا تُخزّن الولايات المتّحدة فيها أسلحة نوويّة، خصوصاً قنابل الجاذبيّة من طراز "بي61".



ويُشير جزء من مسودة التقرير الذي وضعه السيناتور الكندي جوزيف داي، إلى ما مجموعه نحو 150 سلاحاً نوويّاً في قواعد "كلاين بروغل" في بلجيكا و"بوتشيل" في ألمانيا و"أفيانو" و"غيدي توري" في إيطاليا و"فولكل" في هولندا و"انجرليك" في تركيا. ويحمل التقرير الذي كُتب في نيسان عنوان "عصر جديد للردع النووي؟

التحديث ومراقبة الأسلحة والقوّات النوويّة المتحالفة"، وقد عُدِّل الأسبوع الماضي لإزالة الإشارات التفصيليّة إلى القواعد الجوّية. ويذكر التقرير أن قنابل "بي61" يُمكن أن تحملها "طائرات الولايات المتّحدة والحلفاء ذات القدرة المزدوجة"، لكن لا يُمكن استخدامها إلّا بأمر من الرئيس الأميركي.



ويبدو أن المعلومات الواردة في التقرير اقتبست من ورقة سنويّة عن القوّات النوويّة الأميركيّة تُنشَر في "نشرة علماء الذرة"، التي تُقدّم تفاصيل عن المواقع المُعلن عنها للرؤوس النوويّة الأميركيّة كافة. والولايات المتّحدة هي واحدة من ثلاث قوى ذرّية في "حلف شمال الأطلسي" إلى جانب بريطانيا وفرنسا، وعلى الرغم من أن التهديد النووي يُمثّل جزءاً أساسيّاً من استراتيجيّة الردع، إلّا أن الحلف يرفض مناقشته بالتفصيل.



ونأى الحلف بنفسه عن التقرير، حيث شدّد أحد مسؤوليه على أنّه "ليس وثيقة رسميّة للحلف"، لافتاً إلى أن "الحلف لن يُعلّق على المسائل النوويّة"، موضحاً أن "الوثيقة المقتبس عنها هي مسودة تقرير لبرلمانيي دول الحلف الذين يجتمعون في إطار الجمعيّة البرلمانيّة للحلف". كما رفض متحدّث باسم وزير الدفاع البلجيكي التعليق على الموضوع.



وهذه القضيّة دفعت سياسيين معارضين في بلجيكا إلى مطالبة الحكومة بتقديم أجوبة، وقال النائب عن حزب الخضر صامويل كوغولاتي إن "التقرير أكّد السر الشائع بوجود أسلحة نوويّة أميركيّة في قاعدة "كلاين بروغل" الجوّية في شمال بلجيكا"، مضيفاً: "نُطالب بنقاش شفاف تماماً، يجب أن نوقف هذا الكذب ونضع حدّاً لهذا النفاق".


وكان وزير بلجيكي أقرّ في أواخر الثمانينات بوجود أسلحة نوويّة أميركيّة في "كلاين بروغل"، التي تقع على بُعد نحو 90 كيلومتراً شمال غربي بروكسل، بالقرب من الحدود الهولنديّة. لكن لم تُقدّم تفاصيل في السابق عن عدد الرؤوس الحربيّة أو كيفيّة استخدامها. وتأتي هذه الأنباء وسط مخاوف من سباق تسلّح نووي جديد في أوروبا، وبعدما أصبحت معاهدة تاريخيّة بين موسكو وواشنطن للحدّ من انتشار الأسلحة النوويّة تعود لحقبة الحرب الباردة، على شفير الانهيار.