موسكو وطهران تُعبّدان الطريق أمام "خط شمال جنوب"

02 : 00

بوتين مستمعاً إلى رئيسي عبر الفيديو في موسكو أمس (أ ف ب)

خطت روسيا وإيران أمس خطوة إضافية في تعزيز التعاون المشترك للالتفاف على العقوبات الغربية المفروضة على كلّ منهما، بتوقيع اتفاقية لتسريع إنشاء حلقة أساسية في شبكة للسكك الحديد ستُسرّع نقل البضائع وتُتيح الاستغناء عن ممرّات بحرية أبرزها قناة السويس.

وبعد أعوام من النقاش، أبرمت طهران وموسكو اتفاقية إنشاء خط سكك حديد يربط بين مدينتَين في شمال شرق إيران، هما رشت وأستارا الحدودية مع أذربيجان والمطلّة على بحر قزوين، ما يُتيح عمليّاً الربط التجاري البري بين جنوب شرق آسيا وشمال أوروبا.

وتأتي الاتفاقية في إطار «الممرّ الدولي للنقل بين الشمال والجنوب» (المعروف اختصاراً باسم «خط شمال جنوب») والموقع في مطلع الألفية الثالثة بين روسيا والهند وإيران، ويُتيح نقل البضائع برّاً من الأولى إلى الثانية مروراً بأراضي الثالثة. وتتوقع السلطات الإيرانية أن ينتهي العمل بخط سكك حديد أستارا - رشت في غضون 3 أعوام.

وفي دلالة على أهمية الاتفاقية، حضر حفل توقيعها في طهران الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وعبر الاتصال بالفيديو نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وقال رئيسي إنّ الاتفاقية «مرحلة استراتيجية مهمّة في التعاون بين جمهورية إيران الإسلامية والاتحاد الروسي»، مشدّداً على أن «الإمكانات» بين البلدَين «هائلة».

وأكد أن الاتفاقية «لا تنحصر في التعاون بين إيران وروسيا، بل تصبّ أيضاً لصالح دول المنطقة»، وأن الممرّ «سيكون مفيداً لجميع دول المنطقة وهو يمتدّ من آسيا الشرقية إلى جنوبها ويصل إلى القوقاز وشمال أوروبا».

وهدف البلدَين الخاضعَين لعقوبات تفرضها دول غربية أبرزها الولايات المتحدة، هو انجاز مشروع الممرّ بين الشمال والجنوب، وهو شبكة من الطرق البرية والبحرية وسكك الحديد بطول 7200 كيلومتر، تُتيح للبضائع الروسية بلوغ المحيط الهندي دون المرور عبر ممرّات بحرية غربية وقناة السويس.

وتتعلّق الاتفاقية التي تمّ توقيعها أمس بإنشاء خط سكة حديد بطول 164 كلم بين أستارا ورشت، ما يُتيح نقل البضائع الروسية برّاً من بحر قزوين شمالاً، عبر الأراضي الإيرانية إلى الموانئ الجنوبية في الجمهورية الإسلامية مثل بندر عباس وجابهار، ومنها شرقاً نحو آسيا وغرباً نحو دول الخليج وجنوباً نحو دول شرق أفريقيا.

ويُمكن لروسيا بذلك الاستغناء عن ممرّات بحرية تقليدية لصادراتها، مثل بحر البلطيق والبحر الأسود وقناة السويس. وقال بوتين في كلمته خلال التوقيع: «سيُساعد ممرّ النقل الفريد بين الشمال والجنوب، الذي سيكون خط سكة الحديد رشت - أستارا جزءاً منه، على تنويع تدفقات النقل الدولي بشكل كبير»، معتبراً أنّه «سيكون لنقل البضائع عبر الممرّ الجديد ميزة تنافسية كبيرة».


MISS 3