الأبيض إفتتح منتدى "التحول الرقمي" في القطاع الصحي

17 : 50

إفتتح وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، منتدى "التحول الرقمي" في القطاع الصحي في لبنان - رؤية للمستقبل"، في المعهد العالي للأعمال - ESA، والذي يهدف من خلال جلسات عمل متواصلة إلى تسليط الضوء على الأنظمة الرقمية والبرامج والتطبيقات المعتمدة في وزارة الصحة العامة وفعاليتها في تطوير الخدمات المقدمة للمواطنين، إضافة إلى البحث مع الشركاء ومجمل المعنيين بالقطاع الصحي في وضع رؤية وطنية للتحول الرقمي الشامل في هذا القطاع في لبنان.


حضر حفل الإفتتاح وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية في حكومة تصريف الاعمال نجلا رياشي ورئيس لجنة الصحة النيابية الدكتور بلال عبد الله والنائب غسان حاصباني ومدير المعهد العالي للأعمال ماكسنس ديو ورئيس هيئة التفتيش المركزي القاضي جورج عطية وممثلون عن المنظمات الدولية الشريكة والجمعيات الناشطة في مجال الصحة ومعنيون.


عرض وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال فراس الأبيض الجدوى الصحية لاعتماد الأنظمة الرقمية في وزارة الصحة العامة والخطوات المستقبلية لتطوير التحول الرقمي في مجال الصحة.


كما تناول أهداف "منتدى التحول الرقمي في القطاع الصحي في لبنان – رؤية للمستقبل" المنعقد في المعهد، والذي تضمن ست جلسات عمل تمحورت حول أهمية اعتماد الرقمنة في القطاع الصحي لتعزيز جودة الخدمات وشموليّتها من جهة ومحاربة الهدر والفساد من جهة ثانية.


وأوضح الأبيض أنّ "المنتدى هدف إلى جمع خبراء في التكنولوجيا مع الفُرقاء المعنيين بالقطاع الصحّي من أطباء وممرّضين وناشطين في جمعيات تهتم بالمرضى، إضافةً إلى ممثلين للجهات المانحة الدوليّة بهدف وضع رؤية موحّدة وتحديد مجمل السبل الممكنة لاستخدام التكنولوجيا في القطاع الصحيّ بما يُساعد على المضي قدماً في التحول الرقمي الذي بدأته وزارة الصحة العامة وإيجاد الحلول المطلوبة للمشاكل التي يعاني منها القطاع وصولا إلى تطوير الخدمات الصحية في لبنان وتحسينها إلى حد كبير، وهو ما يشكل جزءاً أساسياً من الاستراتيجية الوطنية للصحة – رؤية 2030".


ولفت إلى أن "استخدام التكنولوجيا ليس أمراً جديداً على قطاع الصحة"، مذكراً بمنصة اللقاح خلال مواجهة جائحة كورونا.

وأشار الى أن "البرامج والأنظمة الرقمية التي شرعت وزارة الصحة العامة في اعتمادها، ساهمت في تحسين أدائها وتحقيق نتائج إيجابية وملموسة ويُعول عليها لتحقيق المزيد ومن بينها التالي:


- أتاح برنامج التتبّع لأدوية الأمراض السرطانية MediTrack ضبط حركة الدواء والحد من حجم الهدر والفساد الذي كان مسيطراً على سوق الدواء. كما أمّن التتبّع الرقمي الشفافية لأن الكمبيوتر يلغي إمكانية الواسطة وتفضيل مريض على آخر. وقد اختبر المرضى سهولة حصولهم على دوائهم عندما يكون لديهم رقم صحي موحد وملف إلكتروني على برنامج أمان، الأمر الذي شكل تطوراً كبيراً حيث باتت الأدوية تكفي قرابة تسعين في المئة من المرضى بعدما كانت تكفي سابقاً عشرين في المئة منهم أو ثلاثين في المئة في أفضل الأحوال.


- تطبيق برنامج LMS Logistic Management System في مستودع الأدوية المركزي في الكرنتينا الذي يتيح تحديد حركة توزيع الدواء في المستودع بشكل دقيق. وقد أتاح هذا التطبيق مثلا التأكد من أخبار راجت قبل أشهر حول اختفاء أدوية من المستودع، وبكبسة زر تأكدت الوزارة من الوجهة الصحيحة لاستخدام هذه الأدوية بناءً على داتا وأرقام.


- يؤمن التحول الرقمي إحصاءات ومعلومات دقيقة حول الدواء والحاجات الحقيقية للمرضى وستعمل الوزارة على عرض هذه المعلومات على موقعها الإلكتروني فور اكتمالها.


- تمكين المريض، أي مساعدته على الوصول إلى حقوقه على غرار تطبيق MedLeb الذي يعرّف المريض بسعر الدواء. وقد أتاح هذا التطبيق تحديد صيدليات مخالفة وتوجيه إنذارات لها أو إقفالها حيث أعلنت الوزارة أخيراً عن إقفال صيدلية مخالفة.


- ستبدأ الوزارة مشروعاً جديداً في الصيف المقبل يتمثل بالبطاقة الرقمية الصحية لنحو 170000 (مئة وسبعين ألف) مريض في مراكز الرعاية الأولية، بما يكلف بداية لتشمل هذه البطاقات فيما بعد كل الشعب اللبناني وتكون جزءاً من التغطية الصحية الشاملة التي تحتاج في شكل أولي وكما هو معلوم تأمين التمويل.


- سيتيح التحول الرقمي لوزارة الصحة العامة في مرحلة لاحقة تقديم الخدمات عن بُعد ما يساعد على الوصول إلى المرضى في مختلف المناطق اللبنانية وتقديم خبرات الاستشاريين سواء في التشخيص أو العلاج".


وردا على القول بأن لبنان يحتاج إلى حلول سريعة لمواجهة أزمتي الدواء والإستشفاء بدلا من وضع استراتيجيات لن تظهر نتائجها إلا على المديين المتوسط والبعيد، قال الأبيض: "إن السعي متزامن لإيجاد الحلول السريعة في الوقت نفسه مع وضع الإستراتيجيات، علما بأن برنامج تتبع الدواء أظهر بوضوح أن التخطيط الجيد واستخدام الأدوات الرقمية الحديثة يكفلان ضبط السوق وحسن استخدام الموارد ووصول الدواء إلى من يحتاج إليه".


وأكد أن "الأولويات الحالية لوزارة الصحة العامة هي الدواء والإستشفاء والوباء"، لافتاً إلى أنّ "الوزارة تعمل على البرامج الرقمية التي تقدم حلولاً لهذه المسائل الثلاث".


وشكر للمعهد العالي للأعمال استضافة المنتدى، والمنظمات الدولية ولا سيما منظمة الصحة العالمية واليونيسف كما البنك الدولي والإتحاد الأوروبي والوكالة الفرنسية للتنمية، إذ "قدمت هذه الجهات دعما أساسيا لبرامج التحول الرقمي في وزارة الصحة منذ بدئها قبل سنوات".


وحيا "وسائل الإعلام التي تحقق التواصل الفعال والجيد مع مختلف مكونات الشعب اللبناني"، مؤكدا أن "الأوضاع صعبة جدا ويتطلب التحول الرقمي جهوداً كبيرة ووقتاً، ولكن الجهود التي يتم بذلها ستؤدي تدريجاً إلى الخدمة المطلوبة".


وخلص الى القول: "إن مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة، وما بدأناه جملة من الخطوات الأساسية ويمثل منتدى اليوم خطوة كبيرة في رحلة التحول الرقمي الصحي".



وكان مدير المعهد العالي للأعمال - ESA ماكسنس ديو،ألقى كلمة ترحيبية، وأكد "أن استضافة المعهد للمنتدى هو حدث مهم يلتقي مع أهدافه التي تتركز على ضرورة تعليم الطلاب وهم قادة الغد ضرورة إستخدام التقنيات الحديثة حرصا على فعالية عملية أكبر في المستقبل القريب".


وقال ديو:" إن المعهد العالي للأعمال ملتزم العمل منذ حوالى 15 عاما بالتعاون مع وزاة الصحة العامة والوكالة الفرنسية للتنمية في مجالات متعددة في الرعاية الصحية كتطوير جودة الإستشفاء ونقل الدم".


وأكد ديو "أن التحول الرقمي أمر بالغ الأهمية وتحد أساسي للمؤسسات كافة ولا سيما للقطاع الصحي الذي يعاني من أزمات فيما يقدم التحول الرقمي حلولا كثيرة لتحسين مستوى الصحة العامة.


بدوره، شكر النائب بلال عبد الله لوزارة الصحة العامة ما "تبذله من جهود في تحقيق التحول الرقمي"، معتبرا "أن التحول الرقمي في الموضوع الصحي ضروري جدا لوقف الفوضى في القطاع والحد من الفساد والتهريب والتسرب". وقال: "أعتقد أن الخطوات الأولية التي بدأها الوزير الأبيض مشكورا في تتبع الدواء أثبتت أن التحول الرقمي سيكون مفيدا جدا في تعميمه على كل القطاع الصحي، كما ان الرقمنة تسهم في تحسين الأداء وإعادة بناء النظام الصحي على أساس الشفافية والفعالية".




بعد ذلك كانت جلسات عمل تناولت وضع رؤية مستقبلية للقطاع الصحي الرقمي ولحوكمة القطاع والإدارة، تحدثت فيها الوزيرة رياشي ووزير الصحة السابق النائب غسان حاصباني والقاضي عطية وعدد من الخبراء حيث تلاقت الآراء على أن الرقمنة عامل أساسي لتحسين الخدمة العامة وتطويرها.