عماد موسى

Coronas resolutions

20 آذار 2020

08 : 00

في الأشهر الأخيرة لتنفيذ "محكوميته" الطويلة رسم "تاجر المخدرات" في رأسه خطة مبكلة لإنجاز صفقة العمر فور خروجه من سجن رومية، ووعد أفراد عائلته بتعويض غيابه القسري عنهم بتوفير كل شروط الرخاء والرفاهية. أخذ وقته هذه المرة في التخطيط (ثمانية أعوام) مستفيداً من أجواء رومية الرومنسية وهواء الصنوبر المساعِد على التفكير في المستقبل الواعد.

وجاءت الـ "كورونا" للتاجر المكحكح ورقة لوتو هبطت عليه من السماء وقد تعجّل في إطلاقه، هو وزملاؤه في رحاب الوطن، بعفو رئاسي، بتحطيم الأسوار، بانتفاضة، بثورة، بعصيان سيخرج الجميع مرددين قصيدة شوقي "وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرّجة يُدقّ"، أو "وحدة عربية إشتراكية" لا يهم. المهم أنهم سيخرجون. حلم الحرية يقترب. وغداً حياة أخرى خارج أسوار رومية. هكذا يحلمون.

السجناء والموقوفون سيتحررون ويسرحون ويمرحون في الساحات والشوارع فيما مواطنوهم الأحرار يقبعون في سجونهم الإحترازية، وفي بال كل منهم مجموعة قرارات سيقدم عليها، فور إطلاق سراحه المشروط، وهي الـ Corona’s resolutions

جاري أسرّ لي أنه سيبتاع في أقرب فرصة ثلاث عِصيّ بايسبول، واحدة له واثنتان لولديه القاصرين، لا للبدء في نشاط رياضي عائلي بل لتحطيم كونتوار أحد الفروع المصرفية ومكتب المدير الذي كان أعزّ أصدقائه طوال ثلاثة عقود. وللرجل الغاضب أسبابه الموجبة.

ومن القرارات التي سيتخذها أغلب اللبنانيين الناجين من وباء الكورونا:

- مجانبة الصابون لسنة ورمي المعقمات والسبيرتو في سلال المهملات.

- شراء عطوس لتفجير الطاقات المكبوتة.

- إعادة ربط المعدة.

- تمضية يوم كامل في تأمل جسر جل الديب.

- تغيير البروفايلات على الواتساب وفيسبوك.

- زيارة مقاهٍ عرفوها في ثلاثين عاماً لا لتناول كوب كابوتشينو بل لأخذ سيلفي مع الناجين.

- القيام بـ Sit-in في مكب الكوستابرافا برعاية المير طلال إرسلان.

- تسديد فواتير القبل بالتقسيط المريح شاءت من شاءت وأبت من أبت.

- الاعتذار من جبران باسيل. التهينا لم ننتبه إلى إنجازاته في زمن الكورونا.

- الاحتفال بعودة الأولاد إلى المدرسة.

- إعادة طاولة الزهر إلى "ضهر الخزانة".

- إلغاء الإشتراك بـ"نتفليكس".

- تأجيل دفع الأقساط المتأخرة إلى أن يبدأ استخراج النفط وبيعه.

- تهنئة حسّان دياب بالبيان الوزاري، ورئيس الجمهورية بيوم 18 شباط.

- المطالبة بتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الغجر وتطبيق القرار 425.

وأنا، إن طال زمن الـ"كورونا"، سأباشر الأسبوع المقبل بإعطاء دروس مكثفة في إعداد الأطباق الدسمة، والسَلَطَات، والباستا، والمخبوزات المشبعة بالسعرات الحرارية في صفوف مختلطة تضم نسوان قضاءي جبيل وكسروان، وذلك قبل الظهر وبعده، وبدلاً من كتابة مقال في السياسة والمجتمع في هذه الزاوية أبدأ بالمقادير وأنهي بألف صحتين.


MISS 3