القتال يتواصل في الخرطوم قبل بدء الهدنة الجديدة

02 : 00

آليّة مدرّعة للجيش السوداني في جنوب الخرطوم أمس (أ ف ب)

بعد ساعات على تعهّد الطرفَين المتصارعَين على السلطة في السودان، في جدة السعودية، بوقف إطلاق النار لمدّة أسبوع اعتباراً من مساء اليوم، تواصلت المعارك الضارية في أنحاء الخرطوم أمس.

وأفاد أحد سكان العاصمة وكالة «فرانس برس» بأنه سمع «غارات جوية» عنيفة بشكل متزايد، موضحاً أنها «هزّت جدران المنازل». وفي جنوب الخرطوم، تحدّث شاهد عيان عن «تجدّد الاشتباكات في منطقة الصحافة».

وأعلنت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعوديّة في بيان مشترك مساء السبت أنّ ممثّلي الجيش السوداني وقوّات الدعم السريع وافقوا على وقف لإطلاق النار مدّته أسبوع يبدأ الإثنين، مشيرين إلى أنّ وقف النار «يُمكن تمديده بموافقة الطرفَين».

وأوضح البيان أنّ طرفَي الصراع اتّفقا أيضاً على «إيصال وتوزيع المساعدات الإنسانيّة، واستعادة الخدمات الأساسيّة وسحب القوّات من المستشفيات والمرافق العامّة الأساسيّة»، لافتاً إلى أنّ وقف النار «يدخل حيّز التنفيذ الساعة 21:45 بتوقيت الخرطوم يوم 22 أيّار» ويستمرّ 7 أيّام.

وهذا الاتفاق ليس الأوّل منذ بدء الحرب، إذ اتفق الطرفان على ما يقرب من 12 هدنة قاما بخرقها كلّها بعد دقائق من دخولها حيّز التنفيذ. لكنّ البيان الأميركي - السعودي أكد أنه «خلافاً لوقف إطلاق النار السابق، تمّ التوقيع من قِبَل الطرفَين على الاتّفاقيّة التي تمّ التوصّل إليها في جدّة، وستدعمُها آليّة لمراقبة وقف إطلاق النار مدعومة دوليّاً» من المملكة السعودية والولايات المتحدة والمجتمع الدولي.

وفي السياق، أمل حسين محمد المُقيم في مدينة بحري شمال الخرطوم «في أن يُراقب الوسطاء تنفيذ» الاتفاق، مشيراً إلى أن هذه الهدنة قد تمنحه «فرصة جيدة حتّى تُراجع والدتي المريضة الطبيب». وفي الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، قال آدم عيسى: «نحن لا نثق بالأطراف المتصارعة... نُريد وقفاً نهائيّاً لإطلاق النار وليس هدنة موَقتة».

وبعد صلاة التبشير الملائكي في الفاتيكان أمس، قال البابا فرنسيس: «من المحزن أنه بعد شهر من اندلاع العنف في السودان، لا يزال الوضع خطراً». وأضاف مخاطباً طرفَي الحرب: «دعونا من فضلكم لا نعتد على الصراعات والعنف والحرب».