معارك وغارات في السودان رغم سريان هدنة جديدة

13 : 03

شهدت الخرطوم معارك وغارات جوية ليل الإثنين - الثلثاء رغم بدء سريان الهدنة التي تمتدّ أسبوعاً بين الجيش وقوات الدعم السريع، والتي من المفترض أن تتيح خروج المدنيين وإدخال مساعدات إنسانية إلى السودان.


وقال أحد المقيمين في الخرطوم صباح اليوم إنّ "قصفاً مدفعياً متقطّعاً يتردّد في العاصمة".


وبعدما دخلت الهدنة حيّز التنفيذ رسمياً الإثنين عند الساعة 19,45 بتوقيت غرينتش، أفاد سكّان آخرون في الخرطوم باندلاع معارك وشنّ غارات جوية.


منذ 15 نيسان، أسفر النزاع بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، عن مقتل ألف شخص وأكثر من مليون نازح ولاجئ.


أعلن المعسكران أنهما ينويان احترام وقف إطلاق النار هذا، لكن في الخرطوم قال سكان إنّهم لا يرون أيّ استعداد لذلك. وأشارت الأمم المتحدة بعد ظهر امس الإثنين إلى "معارك وتحرّكات للقوات، بينما تعهّد المعسكران عدم استغلال الأمر عسكرياً قبل دخول الهدنة حيّز التنفيذ".


وقال كارل سكمبري من المجلس النروجي للاجئين (NRC): "بعيداً من التصريحات الرسمية، السودان لا يزال يُقصف وملايين المدنيين في خطر"، مستنكراً عبر "تويتر"، "أكثر من شهر من الوعود الكاذبة"، بينما فشلت نحو 12 هدنة مع الدقائق الأولى من بدء تطبيقها.



وكان أعلن الوسطاء الأميركيون والسعوديون أنّه تمّ التوصّل، بعد أسبوعين من المفاوضات، إلى هدنة لمدّة أسبوع من أجل استئناف الخدمات وعمل المستشفيات وتأمين المخزونات من الاحتياجات الإنسانية.


وأعلنت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان في وقت مبكر اليوم إغلاق مستشفى جديد في الضاحية الكبرى للخرطوم. وقد أُجبر موظفوها على التوقف عن العمل، لا سيما أنهم كانوا في مرمى النيران.


وقالت النقابة: "فوجئنا خلال الأيام الماضية ولعدة مرّات، بدخول عناصر مسلّحة من قوات الدعم السريع إلى المستشفى، قامت بالتعدّي على المرضى والمرافقين والكوادر الطبية، وعملت على ترهيبهم بإطلاق النار داخل أروقة المستشفى". كما أشارت إلى "حملة الأكاذيب والإشاعات المغرضة التي يشنّها كبار ضبّاط الجيش ضدّ الكوادر الطبية والمتطوّعين الذين يعملون في المستشفى، والذين تلقّوا تهديدات شخصية".


وفي هذه الأثناء، يواصل الأطباء التحذير من مصير مأساوي للمستشفيات. ففي الخرطوم، كما في دارفور، باتت المستشفيات كلّها تقريباً خارج الخدمة. أمّا المستشفيات التي لم يتمّ قصفها، فلم يعد لديها ما يكفي من المخزونات أو باتت محتلّة من قبل المتحاربين.


وتطالب الطواقم الإنسانية بتأمين ممرّات آمنة، فيما أكّدت الرياض وواشنطن، أنّ هذه المرّة ستكون هناك آلية لمراقبة وقف إطلاق النار تجمع بين ممثّلين عن الجانبين بالإضافة إلى ممثّلين عن الولايات المتحدة والسعودية.


حتّى الآن، لم يعلّق أي من الوسطاء منذ دخول الهدنة حيّز التنفيذ. ويرى الخبراء أنّ آلية العقوبات أساسية في مواجهة جنرالَين مقتنعَين بقدرتهما على الانتصار عسكرياً وبالتالي أكثر استعداداً لحرب طويلة من أن يقدّموا تنازلات على طاولة المفاوضات.



وبينما يحتاج 25 مليون سوداني من أصل 45 مليوناً، إلى مساعدات إنسانية وفقاً للأمم المتحدة، تزداد ندرة الغذاء بينما أغلقت المصارف أبوابها ودُمّرت أو نُهبت معظم مصانع الأغذية الزراعية.


وبحسب الأمم المتحدة، إذا استمرّ الصراع فإنّ مليون سوداني إضافي قد يفرّون إلى الدول المجاورة التي تخشى انتقال عدوى العنف إليها.



MISS 3