الفيسبوك... يحسّن صحّتك العقلية

14 : 31

تشوّهت سمعة الفيسبوك في السنوات الأخيرة لأسباب متنوعة، منها دور الموقع في الانتخابات الأميركية للعام 2016 واختراق البيانات حديثاً. كذلك، ذكرت الدراسات أن المواقع هذه تُسبب أحياناً الاضطراب النفسي والوحدة والاكتئاب.

اعتبر بحث في العام 2019 مثلاً أن وقف استعمال الفيسبوك يزيد الراحة عموماً. لكن اكتشفت دراسة حول استخدام الطلاب الجامعيين لتلك المواقع في العام 2018 أن حصر استعمالها بثلاثين دقيقة يومياً يُحسّن الصحة العقلية أيضاً.

حلّل كيث هامبتون، أستاذ إعلام ومعلوماتية في جامعة ولاية "ميشيغن"، في "إيست لانسنغ"، آثار استخدام الفيسبوك على الراشدين للتصدي للادعاء القائل إنّ مواقع التواصل الاجتماعي مسؤولة عن تفاقم الأزمات النفسية في الولايات المتحدة. نُشِرت النتائج في "مجلة الاتصالات المحوسبة".



أثره على الراشدين

يظن هامبتون أن مشكلة الدراسات السابقة تتعلق بتركيزها على الطلاب الجامعيين وفئات شابة أخرى. يواجه كثيرون اضطرابات عاطفية خلال تلك المراحل من الحياة، وقد تؤثر هذه الاضطرابات بالذات، وليس استعمال التكنولوجيا، على نتائج الأبحاث. يوضح هامبتون: "غالباً ما نتجاهل بذلك تغيرات اجتماعية أكثر تأثيراً، مثل الانعكاسات الكامنة لظاهرة "الركود العظيم"، والنشوء في عائلات مؤلفة من طفل واحد أو مع أبوين أكبر سناً وأكثر ميلاً إلى الحماية المفرطة، وزيادة أعداد الأبناء في الجامعات، وتراكم الديون الدراسية".

استعمل هامبتون بيانات مأخوذة من آلاف الراشدين المشاركين في "دراسة هيئة ديناميات الدخل"، أطول استطلاع أُسَري في العالم، بين العامين 2015 و2016، كجزءٍ من هذه الدراسة، أجاب المشاركون على سلسلة أسئلة بشأن استعمال مواقع التواصل الاجتماعي وآثارها على صحتهم العقلية.


سمحت بنية الدراسة بتحليل العلاقات القائمة بين أفراد العائلة. في المُحصّلة، أجاب 5129 شخصاً على تلك الأسئلة في العامين 2015 و2016، وشارك أقارب 3790 منهم في الاستطلاعات بدورهم. كذلك اختبر هامبتون الفرضية المرتبطة بالأسباب الاجتماعية على اعتبار أنّ الأبحاث السابقة تجاهلتها.

تراعي تلك الأسباب جميع العوامل الاجتماعية التي تؤثر على الصحة العقلية ولا يمكن التحكم بها، مثل تراجع المكانة الاجتماعية والاقتصادية. كشفت النتائج أن 63% من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي كانوا أقل عرضة لمشاكل نفسية مثل الاكتئاب والقلق. يفترض هامبتون أن السبب يتعلق بقدرة تلك المواقع على تسهيل تواصلهم مع أقاربهم البعيدين والبحث عن معلومات صحية.



إضطرابات نفسية

سأل الاستطلاع المشاركين عن وتيرة استخدامهم لتقنيات التواصل، فأجابوا بناءً على مقياس مؤلف من خمس نقاط واختاروا "يومياً"، أو "بضع مرات أسبوعياً"، أو "مرة في الأسبوع"، أو "أقل من مرة أسبوعياً"، أو "مطلقاً". كذلك، أجاب الأفراد على أسئلة بشأن صحتهم العقلية، منها تعرّضهم لمؤشرات الاضطرابات النفسية. مجدداً، أجابوا بناءً على المقياس نفسه الذي تراوح بين جوابَي "طوال الوقت" و"أبداً". كشفت النتائج أن مجموعات محددة من الراشدين كانت أكثر عرضة من غيرها لأعلى درجات الاضطراب النفسي: النساء، والسود أو الأميركيون من أصل أفريقي، واللاتين. على صعيد آخر، زادت نسبة الخطر بسبب عوامل مختلفة، منها تراجع المستوى التعليمي والدخل العائلي، أو عدم الاستقرار في مسكن واحد، أو الامتناع عن الزواج. أثبتت نتائج أساسية أخرى أن صحة الشخص العقلية قد تؤثر على الاضطراب النفسي الذي يصيب أحد أفراد عائلته إذا استعمل الفردان موقع التواصل الاجتماعي نفسه. اختلفت آثار تقنيات التواصل أيضاً بحسب المنصة المفضّلة ونطاق استعمالها.


اليوم، تتوالى المعلومات الصغيرة على هواتفنا الخليوية ومنشورات الفيسبوك، ويمكن أن يؤثر هذا الشكل من التواصل المستمر على مسائل كثيرة مثل صحتنا العقلية!


MISS 3