طفلي يرفض النوم وحده

01 : 59

منذ ثلاثة أسابيع، أصبح موعد نوم ابني سليم (18 شهراً) كابوساً حقيقياً. كان هذا الطفل يأوي إلى فراشه بكل سرور، لكنه بات يصرخ الآن حين يقترب من غرفته في فترة المساء. لقد بدأ يطالب بوجود أحد أبويه معه قبل النوم، وعلى من يرافقه أن يمسك يده أيضاً. ما سبب هذا التغيير المفاجئ؟



تواجه عائلة واحدة من كل اثنتين مشاكل من هذا النوع في موعد نوم الأطفال. هذه المشكلة ليست حتمية وقد تُعالَج بخطوات عدة. كيف يمكن تشجيع الطفل إذاً على النوم وحده مجدداً إذا كان يرفض هذه المسألة بشكلٍ قاطع؟

قلق من الإنفصال

قد يحصل التغيير المفاجئ خلال شهر أو أقل. بين عمر السنة والسنتين، يتذكر الطفل قلقه من الانفصال عن ذويه لأنه يكتسب هامشاً واسعاً من الاستقلالية مع مرور الأيام، فيبدأ بالتشكيك بحجم اتكاله على الشخص الأقرب إليه. حين يلاحظ الطفل أنه لم يعد يتكل بالكامل على والديه، يسهل أن يخاف من فقدانهما إلى الأبد. لكن لا تتعلق المشكلة الوحيدة بالقلق من الانفصال، فقد تؤدي عوامل أخرى في البيئة المحيطة به إلى اضطراب نومه، بما في ذلك اختلاف طريقة الاعتناء به، أو تغيير مكان الإقامة، أو إصابة أحد المحيطين به بمرض، أو ولادة شقيق صغير...

في المقام الأول، حاولي ألا تقاومي رغبات الطفل فور ظهور المشكلة لأنك تجازفين حينها بتفاقم الوضع. هذا التصرف ليس جزءاً من نزوات الطفل، بل إنه يُعبّر عن حاجة معينة. أول ما يمكنك فعله هو تغذية مخزونه العاطفي. يمكنك أن تُمددي الطقوس التي تسبق موعد النوم لتهيئة أفضل الأجواء للطفل. ثم رافقيه أثناء النوم طوال عشرة أيام.

اللطف والحوار أولاً

إذا كانت مرافقتك لطفلك حين يغفو لا تجعله يستيقظ خلال الليل وإذا بقيت مدة وجودك معه قصيرة، يمكنك أن تُرسّخي هذه العادة قبل النوم خلال فترة معينة. لا يطرح هذا الوضع أي مشكلة، بل يجب أن تجد كل عائلة النظام الذي يناسبها. في المرحلة اللاحقة، حاولي أن تعلّميه النوم وحده بوتيرة تدريجية. في البداية، ابقي إلى جانبه كالعادة، ثم اسحبي يدك من يده. كرري هذا السيناريو طوال أيام، ثم ابتعدي تدريجاً عن سريره إلى أن تخرجي بالكامل من الغرفة وتتركيه وحده. يتعلق عامل نجاح آخر بعدم مقاومة رغبات الطفل ومتابعة التواصل معه في جميع الظروف. إذا رفض طفلك النوم وحده رغم جميع جهودك بعد مرور شهر على هذه المحاولات، يمكنك اللجوء إلى مدرّب متخصص. قد يحتاج طفلك إلى تغيير إيقاع نهاره أو البيئة المحيطة به خلال الليل. لا داعي للهلع لأن الوضع سيتحسن من تلقاء نفسه عاجلاً أو آجلاً.