إسرائيل تقرع طبول الحرب وتتوعّد بضرب إيران

02 : 00

نتنياهو متحدّثاً في القدس أمس (أ ف ب)

عادت الدولة العبريّة لتقرع طبول الحرب في المنطقة، رافعةً من سقف مواقفها العسكريّة التهديديّة تجاه الجمهورية الإسلامية، وملوّحةً باحتمال قيامها بتحرّك عسكري ضدّ منشآت إيران النوويّة، إذ حذّر رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي هيرتسي هيلفي أمس من أن هناك تطوّرات سلبية في ما يتعلّق بالنووي الإيراني يُمكن أن تقود إلى عمل عسكري، ليعود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى التأكيد خلال جولة له على أحد معسكرات جهاز الاستخبارات مساء أنّ إسرائيل تُفاجئ إيران دوماً وسوف تُفاجئ كلّ أعدائها.

وإذ أوضح هيلفي خلال مؤتمر هرتسيليا الأمني أن "إيران حقّقت تقدّماً في تخصيب اليورانيوم أكثر من أي وقت مضى"، أكد قائلاً: "نحن نبحث فيه وأقول إن هناك تطوّرات سلبية تلوح في الأفق يُمكن أن تؤدّي إلى تحرك"، مهدّداً بأنّه "لدينا القدرة على ضرب إيران. لسنا غير مبالين بما تُحاول إيران بناءه من حولنا ومن الصعب على طهران أن تكون غير مبالية بالخط الذي نتّخذه".

وفي السياق ذاته، حذّر مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي خلال المؤتمر الأمني من أن المنشأة النووية الجديدة التي تبنيها إيران على عمق 100 متر تحت الأرض، لن تكون في مأمن من التعرّض لهجوم، بحسب وكالة "أسوشييتد برس"، رغم تقديرات الخبراء بأنها ستكون بعيدة عن متناول القنابل الأميركية التي تخترق المخابئ.

وأوضح هنغبي أنه لم يفاجأ بالتقرير الذي يتحدّث عن المنشأة تحت الأرض، مشيراً إلى أن إيران لديها منشآت أخرى تحت الأرض. وبينما أقرّ بأنّ الموقع سيُعقّد أي ضربة عسكرية محتملة للمنشأة، أكد في الوقت عينه أنه لا تزال هناك حلول لهذا التحدّي. وأضاف: "ما يُمكن قوله في هذا الأمر، هو إنّه لا يوجد مكان لا يُمكن الوصول إليه". لكنّه رفض القول ما إذا كانت لدى إسرائيل القدرة على القيام بذلك بمفردها.

وفيما اعتبر أن الديبلوماسية الدولية يجب أن تكون مصحوبة بخيار عسكري جاد، شدّد على أن إسرائيل ستكون مستعدّة لضرب إيران بنفسها، إذا لزم الأمر. ورأى أن تخصيب طهران لليورانيوم بنسبة 90 في المئة يُعدّ خطاً أحمر لكلّ العالم، لافتاً إلى أن إسرائيل لم تضع الوقت ونجحت في تأخير المشروع النووي الإيراني.

ولفت إلى أن واشنطن تعتقد أن الحلّ الديبلوماسي وارد لثني إيران عن مشروعها النووي، لكن إسرائيل تُشكّك في ذلك. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قد هدّد إيران الإثنين بدفع ثمن باهظ مع عواقب وخيمة على الشرق الأوسط في حال قرّرت الجمهورية الإسلامية زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 90 في المئة، مؤكداً أن كلّ الخيارات على الطاولة لمنع طهران من الحصول على سلاح نووي.

في المقابل، قال مسؤول إيراني لـ"الجزيرة" أمس إنّ كلام إسرائيل عن استعدادها لضرب منشآت إيران النووية هو "إرهاب رسمي يُقابل بصمت دولي"، معتبراً أن التهديدات المتزايدة تؤكد أن إسرائيل هي أساس عدم الأمن والاستقرار في المنطقة وتعكس عمق المشكلات الداخلية في إسرائيل. كما شدّد على أن إيران ليست من دعاة حروب، لكن على العالم أن يُدرك أنه "لا خطوط حمراء في ردّ طهران على إسرائيل"، محذّراً من أن "استهداف منشآتنا النووية يعني إشعال حرب واسعة تتحمّل إسرائيل مسؤوليّتها".

على صعيد آخر، وقعت إندونيسيا وإيران اتفاقاً تجاريّاً وتعهدتا بتعزيز العلاقات، في اليوم الأوّل من زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى جاكارتا. وبعد توقيع 10 اتفاقات بين البلدَين في قصر بوغور في جاكارتا، أمل الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو "في أن يُتيح (هذا الاتفاق) زيادة التبادل التجاري بين إندونيسيا وإيران".

من جهته، كشف الرئيس الإيراني أن البلدَين يهدفان إلى رفع القيمة الإجمالية لتبادلهما التجاري إلى 20 مليار دولار، مبدياً اعتقاده أن "العقوبات والتهديدات لا يُمكن بأي شكل من الأشكال أن توقفنا". وسيُسهّل هذا الاتفاق التجاري وصول إندونيسيا إلى السوق الإيرانية، لا سيما في ما يتعلّق بصادراتها من الزيت النباتي والكاكاو والبن والتبغ، بينما ستُخفّض إندونيسيا رسومها الجمركية على الصادرات الإيرانية، بما يشمل النفط.


MISS 3