كو: إقامة الألعاب غير مرغوب فيها

كندا أوّل دولة ترفض المشاركة واليابان للتأجيل وليس للإلغاء

11 : 51

آلاف اليابانيين يتهافتون لرؤية الشعلة الأولمبيّة (أ ف ب)
باتت كندا أول دولة تعلن عدم مشاركتها في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو بحال إقامتها في موعدها المقرر، في حين طالب الاتحاد الدولي لألعاب القوى بتأجيلها وسط إقرار اليابان بأن ذلك قد يصبح "حتمياً" بسبب فيروس كورونا المستجد.



من المقرر ان تستضيف طوكيو الأولمبياد الصيفي 2020 بين 24 تموز والتاسع من آب، وشددت اللجنة الأولمبية الدولية والمنظمون اليابانيون في الآونة الأخيرة على ان تحضيراتهم تمضي من أجل إقامتها في موعدها، على رغم تفشي وباء "كوفيد-19".

لكن في أعقاب ضغوط متزايدة من رياضيين واتحادات يطلبون التأجيل، أعلنت الأولمبية الدولية ان الإرجاء بات من الخيارات المطروحة، لكنها ستتخذ القرار النهائي بشأن ذلك في غضون أربعة أسابيع. وفي ما بدا انه استباق لاحتمال إبقاء الموعد قائماً، باتت كندا أول دولة تضع اللجنة الأولمبية الدولية في مواجهة الأمر الواقع، بإعلانها ان "اللجنتين الأولمبية والبارالمبية، وبمساندة من قبل الرياضيين وحكومة كندا، اتخذتا القرار الصعب بعدم إرسال فرقهما للمشاركة في الألعاب الأولمبية والألعاب البارالمبية (المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة) في صيف 2020".

وأضافت: "تطلب اللجنتان من اللجنتين الأولمبية والبارالمبية الدوليتين ومن منظمة الصحة العالمية تأجيل الألعاب لمدة عام"، مثمّنة موقف الأولمبية الدولية باعتبار التأجيل احتمالاً واستبعاد الإلغاء. وأقرّت كندا بتعقيدات تأجيل دورة ألعاب يشارك فيها أكثر من 11 ألف رياضي وتستقطب لدى إقامتها كل أربعة أعوام ملايين المشجعين، لكنها اعتبرت ان "لا شيء أهم من سلامة وأمن رياضيي المجتمع العالمي". وبات الموقف الكندي أول إعلان رسمي بعدم المشاركة في الألعاب هذا الصيف، علماً أن وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران صرّح بانه لا يحبذ إرسال رياضيي بلاده للمشاركة بحال بقيت الألعاب في موعدها. وحظيت الأصوات المطالبة بتأجيل الألعاب بدعم هائل مع دخول الاتحاد الدولي لألعاب القوى على الخط، بحسب رسالة بعث بها رئيسه البريطاني سيباستيان كو الى رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ (قبل إعلان احتمال التأجيل). وجاء في نص الرسالة: "في الوقت الذي ندرك فيه ان دولاً عدة حول العالم تعيش مراحل مختلفة من الفيروس، فان الاجماع في الرأي في مختلف مناطقنا هو ان اقامة الالعاب في تموز غير ملائمة وغير مرغوب بها".




وتعتبر "أم الألعاب" من الأكثر شعبية في المنافسات الأولمبية والأكثر حضوراً من الناحية الجماهيرية، الى جانب مسابقة كرة القدم. وحدد كو، العداء السابق المتوّج بذهبيتين أولمبيتين في سباق 1500 م، ثلاثة أسباب لطلب التأجيل، أولها "مبدأ تكافؤ فرص المنافسة" بين الرياضيين نظراً لأن العديد منهم غير قادر على الاستعداد بشكل ملائم للألعاب في ظل القيود الواسعة المفروضة على حركة التنقل والسفر لمكافحة تفشي الوباء، ومخاطر تعرضهم لإصابات بحال كثّفوا تمارينهم مع اقتراب موعد الألعاب، و"معاناتهم" لجهة الاختيار بين التمارين والصحة.

من جهتها، اعتبرت اللجنة الأولمبية الأسترالية انه "من الواضح" ان أولمبياد طوكيو لن يقام في موعده المحدد.

ورأت اللجنة الأسترالية ان "الألعاب لا يمكن ان تقام في تموز المقبل"، بحسب إيان تشسترمان الذي كان من المقرر ان يرأس بعثة بلاده الى أولمبياد طوكيو 2020. ورأى المسؤولون الأستراليون ان على رياضييهم الآن التركيز على الوضع الصحي والاعتناء بعائلاتهم، والتحضير لألعاب أولمبية تقام العام المقبل. لكن المفاجأة جاءت من اليابان بالذات، بعدما اقرّ رئيس وزرائها شينزو آبي، بأنه من الأفضل النظر حالياً باحتمال تأجيل الالعاب. وأكد الأخير أمام جلسة للبرلمان الياباني تصميم بلاده على إقامة الألعاب "لكن اذا أصبح ذلك صعباً، آخذين وضع الرياضيين كأولوية، فان قرار التأجيل يصبح حتمياً"، مشدداً على ان "الالغاء ليس خياراً".

أما عمدة مدينة طوكيو يوريكو كويكي فاتخذت موقفاً مماثلاً، وأقرّت بأن التأجيل سيكون من الخيارات التي يتم البحث بها في الأسابيع المقبلة. واكتسبت دعوات التأجيل زخماً كبيراً، وانتقلت من الرياضيين بصفة فردية الى اتحادات عدة، مثل الاتحادين الأميركي والفرنسي للسباحة، والاتحاد الأميركي لألعاب القوى، وأطراف آخرين. بيد ان الكلام عن احتمال التأجيل لم يؤثر حتى الآن أقله على مسيرة الشعلة الأولمبية المقرر انطلاقها رسمياً في 26 الجاري، لكن مسؤولي اللجنة المنظمة أشاروا الى امكانية إعادة النظر في الأيام المقبلة.

وقال المدير التنظيمي للجنة المنظمة توشيرو موتو للصحافيين: "تبدأ مسيرة الشعلة في 26 آذار في فوكوشيما، الخطة لم تتغير". وأقرّ موتو بأن "الحالة تزداد سوءاً ولكن الآن، القرار الذي اتخذ منذ أسبوع للمضي قدماً كما هو مخطط في مسيرة الشعلة، لا يزال قائماً". وحثت اللجنة المنظمة اليابانيين على "تفادي تشكيل حشود" على مسار الشعلة ومنعت حضور الجماهير الى الاحتفالات المرافقة.

وتنطلق مسيرة الشعلة بعد غد، على امتداد اليابان بدءاً من مجمع "جي- فيلاج" الرياضي في فوكوشيما، الذي استخدم كقاعدة لعمال الانقاذ في العام 2011، إبان الزلزال المدمر والتسونامي والكارثة النووية في المنطقة.

وقال موتو إن المنظمين سيتعلمون مما حصل نهاية الاسبوع عندما تهافت نحو 50 ألف شخص لرؤية الشعلة الأولمبية التي وضعت في محطة "سنداي" في مدينة مياغي، على رغم القلق المتعلق بتفشي الفيروس والدعوات لتفادي التجمعات.

وأكد موتو: "هذا دليل على مدى اهتمام السكان المحليين، لذا من ناحية يسعدنا هذا الأمر"، مضيفاً ان الاولوية كانت الحد من انتشار الفيروس "واتخاذ اجراءات مشددة". 


MISS 3