معارك السودان تتواصل رغم تراجع حدتها

02 : 00

أعمدة الدخان تتصاعد من الخرطوم أمس جرّاء المعارك (أ ف ب)

في اليوم الثاني من هدنة الأسبوع المُعلنة بين طرفَي النزاع السوداني برعاية سعودية - أميركية في جدة، سجّلت حدّة المعارك تراجعاً محدوداً أمس، لكن أزيز الرصاص والانفجارات بقي يخرق أجواء الخرطوم ويحول دون فتح ممرّات آمنة للمساعدات.

ومنذ بداية الحرب، تمّ الإعلان مراراً عن اتفاقات لوقف النار تعرّضت للانتهاك في كلّ مرّة. وبدا أن الهدنة الأحدث تُلاقي مصير سابقاتها رغم التهديد الأميركي الأخير بفرض عقوبات على المخالفين، إذ تردّد دوي الانفجارات وأزيز الرصاص في أنحاء مختلفة من الخرطوم أمس، بينما تصاعدت أعمدة دخان أسود، وفق شهود.

واعتبر وسطاء أن "القتال في الخرطوم بدا أقلّ حدّة... لكن المعلومات تُفيد بأن الطرفين انتهكا" الهدنة منذ بدء سريانها رسميّاً ليل الإثنين - الثلثاء، فيما أكد مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك في جنيف أنه "على الرغم من اتفاقات وقف إطلاق النار المتتالية، لا يزال المدنيون يتعرّضون لخطر الموت والإصابة".

وأوضح تورك أنّه "بين عشية وضحاها، تلقينا تقارير عن طائرات مقاتلة في الخرطوم ووقوع اشتباكات في بعض مناطق المدينة، وكذلك في بحري وأم درمان".

وبحسب بيانات موقع النزاعات المسلّحة ووقائعها (أيه سي إل إي دي)، بلغت حصيلة القتلى منذ اندلاع المعارك 1800 شخص، سقط معظمهم في العاصمة، وفي مدينة الجنينة عاصمة غرب دارفور.

وعلى رغم تواصل المعارك، أكد سكان في العاصمة أنهم استغلّوا تراجع حدّتها للخروج من منازلهم وقضاء حوائجهم. وفي هذا الإطار، قالت إحسان دفع الله لوكالة "فرانس برس" إنّ "الهدنة أتاحت لي الوصول مع أمي المريضة إلى مستشفى أم درمان"، مضيفةً: "لم تُقابل أمّي الطبيب أو تتناول الدواء منذ 20 يوماً".

وأرغمت الفوضى الملايين من سكان العاصمة خصوصاً، على ملازمة منازلهم للاحتماء من الرصاص الطائش وأعمال السرقة والنهب، ولكنّهم يُعانون ندرة الماء والغذاء وانقطاع الكهرباء.

وأعرب عاملو الإغاثة الطبّية عن قلقهم في شأن النقص الحاد في الموارد، إذ تسبّب القتال في تدمير معظم المستشفيات ونهبها، خصوصاً في الخرطوم ودارفور.

إلى ذلك، كشفت منظمة الهجرة الدولية أن السودان شهد نزوح أكثر من مليون شخص داخل البلاد منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 نيسان، إضافةً إلى 319000 آخرين عبروا الحدود إلى دول مجاورة.


MISS 3