سهجنان حسن الرز

كورونا... وليلة المتاحف الإفتراضية

25 آذار 2020

10 : 00

ضمن فعاليات الفرنكوفونية الدورية، بدأت وزارة الثقافة اللبنانية بالتعاون مع الفاعليات الفرنكوفونية بإحياء "شهر الفرنكوفونية" في شهر آذار منذ 2011 والتي تختتم بما يعرف "ليلة المتاحف" في الأول من نيسان، حيث تدعو الوزارة للمشاركة بزيارة ما يقارب 14 متحفاً في مختلف المناطق اللبنانية مجاناً، وأطلقت هذه المبادرة منذ العام 2014 وقد لقيت هذه المبادرة التجاوب الإيجابي وأشارت الإحصاءات الى أن عدد الزوار يقارب 11 ألفاً في كل سنة.

لكن ونتيجة للظروف الإستثنائية والقاهرة بسبب إنتشار فايروس "كورونا" عالمياً ولبنانياً ونتيجة التعبئة العامة التي فرضت على المواطنين إلتزام بيوتهم واقفال المؤسسات الخاصة والعامة والتربوية حرصاً على السلامة العامة، مما سينعكس سلباًعلى إمكانية تنظيم "ليلة المتاحف" في وقتها المحدد أو تأجيلها لفترة لاحقة ولعدم إلغائها في حال إمتداد الحجر الصحي الإلزامي...ندعو وزارة الثقافة بالتنسيق مع المتاحف الراغبة الخاصة اللبنانية او العربية والعالمية للمشاركة بتنظيم "ليلة المتاحف الإفتراضية" عبر إنشاء موقع إفتراضي على شبكة الإنترنت لكل متحف يمثل كياناً إفتراضياً ويقوم الزائر بجولة إفتراضية في أرجاء فضاء ثلاثي الأبعاد مشابه للمتحف مع إمكانية الحصول على المعلومات من خلال قاعدة بيانات ويسمح لرواد المتاحف بالتجول في متاحف إفتراضية عبر شاشات الهواتف الذكية للتعرف على الإرث الحضاري والأثري لبلدهم المحفوظ في هذه المتاحف. إن هذه المتاحف الإفتراضية تؤمن للمواطنين والمغتربين والسياح فرصة إستثمار وقتهم وتمضية ليلة المتاحف الإفتراضية برحلة ثقافية من بيوتهم عبر هواتفهم الذكية للإطلاع على الحضارات الغابرة والقديمة والترفيه والتسلية والدراسة والتعليم وتعد تجربة جيدة، خاصة للطلاب الذين ألزمهم فيروس "كورونا" بالتوقف عن دراستهم في المدارس والجامعات. وهذه التجربة تسمح لرواد المواقع الإفتراضية بالتعرف على مقتنيات المتاحف التي تشارك عادة في ليلة المتاحف وهي "المتحف الوطني" و"متحف سرسق" و"متحف ميم" و"متحف الجامعة الأميركية" و"متحف ما قبل التاريخ" في الجامعة اليسوعية و"متحف التراث والتقاليد الشعبية" في جامعة البلمند في الكورة و"متحف العملات" في مصرف لبنان و"متحف نابو" و"متحف مقام" و"متحف آرام بزكيان لأيتام الإبادة الأرمنية" في جبيل و"فيلا عودة" و"متحف كيليكيا" في أنطلياس و"متحف الصابون" و"قصر دبانة" في صيدا.

لقد بادر أكثر من 500 معرض ومتحف من أنحاء العالم لإصطحاب رواد الإنترنت في جولات إفتراضية وتأمين هذه التجربة الغنية بالتعاون مع Google Arts & Culture وقد نجحت هذه التجربة عالمياً"... فهل تنجح هذه التجربة في لبنان خاصة أنها نجحت بعد إنشاء " المتحف الوطني الافتراضي للفن الحديث في لبنان". http://www.artmodernemv.gov.lb/ هو موقع الكتروني، تضعه وزارة الثقافة اللبنانية بتصرف الرأي العام اللبناني – العربي والعالمي، للإطلاع على مسار الفنون التشكيلية في لبنان وتطورها عبر عشرات السنين، وذلك من خلال مجموعة لوحات وزارة الثقافة. ويبلغ عددها حوالى ٨٠٠ عمل من أعمال الفنانين التشكيليين اللبنانيين من مقتنيات وزارة الثقافة، التي تعرضها على الجمهور الواسع. هذا المتحف الإفتراضي، هو رحلة ثقافية، نتعرف خلالها على المدارس والإتجاهات الفنية المتنوعة التي انتمى إليها فنانو لبنان، من أقصى النهج الكلاسيكي في الرسم والنحت وصولاً إلى مطلق التجريد والإتجاهات الحداثية المعاصرة.

اننا نقترح على المعنيين والجمعيات الأهلية والتربوية ووزارة الثقافة والمتاحف الراغبة بالمشاركة في "ليلة المتاحف الإفتراضية" المقترح تنظيمها، إنشاء مواقع إفتراضية لعرض مقتنيات متاحفهم، حيث يستطيع كل متحف تصوير فيديو وثائقي مع شرح صوتي لمقتنياته بأسلوب تعليمي وترفيهي يجذب كل الفئات العمرية والثقافية في المجتمع ويتم تزويد وزارة الثقافة بهذه التسجيلات لعرضها على موقعها الإلكتروني وعلى تلفزيون لبنان او محطات التلفزة الخاصة ويتم تنظيم حملة ترويجية في نشرات الأخبار ومواقع التواصل الإجتماعي لجذب أكبر شريحة من المجتمع وترجمة الشرح باللغتين الفرنسية والإنكليزية لإنتشار هذه المبادرة عالمياً ويكون لبنان نموذجاً يحتذى به على صعيد المجتمع الدولي.

* سهجنان حسن الرز

- ماستر آثار وفنون: المتاحف وتقنيات الحفظ - كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية.

- أمينة سر لجنة متحف الآثار في الجامعة اللبنانية.


MISS 3