البنتاغون يُحذّر من "انهيار اجتماعي" في عدد من الدول

مناورات عسكريّة أميركيّة - إماراتيّة تتحدّى الوباء!

08 : 15

المناورة تُحاكي الاستجابة لحالات الطوارئ والكوارث الطبيعيّة والأزمات الأخرى المحتملة في المنطقة (تويتر)

على الرغم من تعليق واشنطن لمعظم مناوراتها العسكريّة حول العالم جرّاء تفشّي وباء "كوفيد-19"، أجرت قوّات مشاة البحريّة الأميركيّة والقوّات الإماراتيّة مناورة عسكريّة الإثنين شهدت محاكاة للاستيلاء على مدينة مترامية الأطراف في منطقة الشرق الأوسط، ما اعتبره مراقبون مؤشّراً إلى تنامي التهديدات الإيرانيّة.

وحصلت المناورة في قاعدة الحمرا الإماراتيّة، وشهدت تدريب القوّات المشاركة على الاستيلاء على برج مراقبة في المطار ومصفاة للنفط. كما تضمّنت إجراء قوّات المارينز عمليّات تفتيش في الشوارع الضيّقة بحثاً عن قوّات معادية.

ولم يُفاجأ المراقبون بمضي الجيش الأميركي في هذه التدريبات بالرغم من حال الاستنفار التي يعيشها العالم بسبب "كورونا"، إذ إن "طهران والقوى التابعة لها في المنطقة مستمرّة في نهجها العدائي الذي يُهدّد المصالح الأميركيّة". وبينما يعترف المسؤولون الأميركيّون بالتوترات الحاصلة مع الجمهوريّة الإسلاميّة، إلّا أنّهم يرفضون فكرة نظر إيران بارتياب إلى مثل هذه التدريبات التي تجري على بُعد نحو 300 كيلومتر من شواطئها.

وفي هذا الصدد، قال قائد القوّات الأميركيّة المشاركة في المناورة العميد توماس سافاج: "أهي استفزازيّة؟ لا أعرف. نحن نعمل من أجل الاستقرار في المنطقة"، مضيفاً: "لذا، إذا نظروا إليها باعتبارها استفزازيّة، حسناً، هذا أمر يخصّهم. لكنّه مجرّد تدريب عادي بالنسبة إلينا"، وأكد أن المناورات هي تدريبات روتينيّة تُقام كلّ عامَيْن مع الإمارات.

وحضر السفير الأميركي في الإمارات جون راكولتا وملحق وزارة الدفاع العقيد كيث فيليبس، المناورة العسكريّة المشتركة "نايتف فيوري 20". ويُشارك في المناورة آلاف القوّات، وتُحاكي الاستجابة لحالات الطوارئ والكوارث الطبيعيّة والأزمات الأخرى المحتملة في المنطقة.

توازياً، قدّر البنتاغون أن تستمرّ الأزمة الناجمة عن الوباء في الولايات المتحدة "أشهراً عدّة" على أن تعود الحياة إلى طبيعتها بحدود حزيران - تموز، مع مخاطر حصول "فوضى سياسيّة" في بعض الدول.

وحذّر وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر ورئيس هيئة الأركان الأميركي مارك مايلي خلال مؤتمر صحافي بالأمس خُصّص للحديث عن إجراءات البنتاغون في زمن "كوفيد-19"، من أن "الفيروس القاتل" يُمكن أن يتسبّب بانعدام الاستقرار في بعض الدول، إلى درجة أن الأخيرة يُمكن أن تُشكّل تهديداً للولايات المتحدة.

ولفت إسبر إلى أن "كلّ ذلك يُمكن أن يؤدّي إلى فوضى سياسيّة في بعض الدول. يجب أن نبقى متيقظين"، معتبراً أن نقص الأقنعة الواقية والقفازات وأجهزة التنفّس قد تكون له "تبعات شديدة على بعض الدول يُمكن أن تتخطّى المسألة الطبّية". وأكد وزير الدفاع الأميركي أن الولايات المتحدة ستبذل قصارى جهودها لمساعدة حلفائها، لكن "بالنسبة إلى بعض الخصوم، كلّ ذلك قد يجعلهم يتصرّفون بطريقة يُمكن أن يكون لها أثر على أمننا"، مضيفاً: "يجب أن نكون مدركين تماماً للأمر وأن نستعدّ له".وقال إسبر خلال المؤتمر الصحافي الذي شارك فيه أيضاً المستشار رامون لوبيز: "جعلت من حماية أفرادنا على رأس الأولويّات، والأولويّة الثانية تتمثّل في ضمان الحفاظ على قدراتنا الدفاعيّة الوطنيّة، والأولويّة الثالثة هي دعم الحكومة الأميركيّة في حماية الشعب الأميركي"، مشيراً إلى أن الباحثين التابعين للجيش انضمّوا إلى السباق المتعدّد الأطراف لتطوير لقاح ضدّ "كورونا".

من جهته، أكد ميلي أن الجيش الأميركي سيقوم بدوره لحماية الشعب الأميركي وقوّاته، مع مواصلة مهامه الأخرى، لافتاً إلى أن الوباء سيؤثر على جهوزيّة القوّات الأميركيّة، لكن ذلك التأثير سيكون ضعيفاً أو متوسّطاً. وتابع: "هذا الوضع قد يؤدّي في بعض الدول إلى انهيار اجتماعي"، في وقت بلغت حصيلة الإصابات بالفيروس في ضفوف الجيش الأميركي 174 حالة. وأوضح البنتاغون أن 59 موظّفاً مدنيّاً، و61 من أفراد أسرهم، و27 متعاقداً، ثبتت إصابتهم أيضاً بالفيروس.


MISS 3