وزير خارجية أوكرانيا من افريقيا: يجب أن يكون صوتنا الموحد قوياً دولياً

14 : 51

في خلال زيارته الى افريقيا أكد وزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا، في كلمة لمناسبة يوم أفريقيا (25 أيار 2023) واحتفالاً بالذكرى الـ 60 لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية (الاتحاد الأفريقي) في 25 أيار 1963،الالتزام ببدء عهد جديد في العلاقات الأوكرانية الأفريقية.


وقال: "نحن جئنا للحديث على قدم المساواة وللعمل كشركاء. على الرغم من التباعد الجغرافي، إلا أن أوكرانيا وأفريقيا ترتبطان بعلاقات تاريخية عميقة. لقد شاركنا ودعمنا على الدوام تطلعات الأمم الأفريقية نحو الاستقلال والوحدة والتقدم. إن أوكرانيا، بصفتها عضوا مؤسسا لمنظمة الأمم المتحدة، دأبت على الدفاع عن مصالح الأمم الأفريقية وتعزيزها في إطار منظمة الأمم المتحدة".


وأضاف: "على مدى عقود عديدة، ساهم الخبراء الأوكرانيون ذوو التخصصات المتنوعة في بناء مئات من مرافق البنية التحتية في عشرات البلدان الأفريقية، وكذلك معامل المعالجة ومحطات الطاقة الكهرومائية والموانئ والجسور والطرق والمستشفيات والمدارس.تفتخر أوكرانيا أيضا باستضافة آلاف الطلاب الأفارقة. العديد منهم أصبحوا قادة بارزين في المجالات السياسية والتجارية والاجتماعية في دولهم. وسيكون من دواعي سرورنا الترحيب بالمزيد من الشباب الأفارقة الذين يرغبون في الدراسة والعمل في أوكرانيا.في الماضي، لم يقتصر التعليم داخل الأراضي الأوكرانية على الطلاب فحسب، بل وقد اشتمل على المحاربين الشجعان من حركات التحرر الوطنية الأفريقية. وخلال الفترة ما بين 1965 و1980 تم تدريب الكثير منهم في أوكرانيا لتلبية احتياجات الحزب الأفريقي لاستقلال غينيا والرأس الأخضر، والمنظمة الشعبية لجنوب غرب أفريقيا في ناميبيا، والاتحاد الشعبي الأفريقي في زيمبابوي، والحركة الشعبية لتحرير أنغولا، وجبهة تحرير موزمبيق، والمؤتمر الوطني الأفريقي في جنوب أفريقيا. هذا هو تاريخنا المشترك. إننا نعتز به ولن نسمح لأحد بوضع يده على ماضينا المشترك هذا".


وتابع: "الثوري الموزمبيقي وأول رئيس لموزمبيق المستقلة سامورا ماشيل قال ذات مرة إن "التضامن الدولي ليس عملا خيريا، بل هو عمل من أعمال الوحدة بين الحلفاء الذين يكافحون على أراض مختلفة من أجل تحقيق الهدف نفسه". تبقى اليوم هذه العبارة الحكيمة هامة للغاية. لطالما التزمت أوكرانيا بالحفاظ على السلام في أفريقيا وساهمت مساهمة ملموسة في الجهود العالمية ذات الصلة. قام أكثر من 300 مواطن أوكراني من ذوي الخوذ الزرقاء بأداء مهامهم في إطار أربع بعثات سلام للأمم المتحدة في أفريقيا: في جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان ومنطقة أبيي ومالي. شارك البحارة الأوكرانيون بنشاط في الإجراءات الجماعية الدولية لمكافحة القرصنة البحرية قبالة سواحل الصومال. وحتى شهر شباط 2022، تم نشر 80 بالمائة من عناصر حفظ السلام الأوكرانيين في الخارج في البلدان الأفريقية.إننا نعلم ثمن السلام وأهمية الحفاظ عليه".


وقال: "اليوم، تعيد أوكرانيا تنشيط سياستها الخارجية تجاه أفريقيا بهدف تحقيق النهضة الأوكرانية الأفريقية.لقد اعتمدنا مؤخرا أول استراتيجية للعلاقات الأوكرانية الأفريقية وقمنا بتكثيف حوارنا السياسي مع العديد من دول القارة. هذا العام، نعتزم فتح سفارات جديدة في أنحاء مختلفة من القارة الأفريقية ونخطط لعقد أول قمة أوكرانية أفريقية. إنني أدعو قادة دولكم للمشاركة في هذه الفعالية المهمة. نتطلع إلى تطوير نوعية جديدة من الشراكة على أساس ثلاثة مبادئ مشتركة ألا وهي الاحترام المتبادل والمصالح المتبادلة والمنفعة المتبادلة".


ولفت وزير خارجية أوكرانيا الى أنه "لأكثر من عام، تخوض أوكرانيا حرباً دفاعية من أجل حريتها واستقلالها ضد الغزاة الروس. إنها ليست نزاعاً على الحدود، بل حرب وعدوان حيث تحاول روسيا فرض سيطرتها على أوكرانيا لأنها لا تعترف بحقنا في الوجود كدولة ذات سيادة وحقنا في اختيار طريقنا للتنمية السلمية و الازدهار. لقد أطلق الرئيس الأنغولي جواو لورينسو تعريفا دقيقا للوضع الحالي على أساس التجربة المماثلة لبلاده قائلا: "قاتلنا ضد الغزاة في الماضي، فإننا نفهم أن لكل شخص آخر نفس الحق. ولا نفهم كيف يمكن لهؤلاء الناس، الذين ساعدونا ذات مرة في محاربة الغزاة، القيام بعد ذلك بضم أربع مناطق لدولة مجاورة اليوم".


وأكد أن "الأوكرانيين هم أمة تناضل من أجل العدالة وضد الظلم وانتهاكات حقوق الإنسان. إن دعم أوكرانيا يأتي ليس من باب الموالاة للغرب أو معاداة الغرب. إن الأمر يتعلق باحترام ميثاق الأمم المتحدة والقانون والنظام الدوليين، فضلا عن حق كل دولة في اختيار طريقها السلمي للتنمية. إننا نسمع دعوات للسلام من مختلف البلدان والقادة. نحن نؤيد الرغبة في السلام ونعتقد أن مثل هذه المناشدات يجب أن توجه بالدرجة الأولى نحو روسيا باعتبارها الدولة التي بدأت هذه الحرب. لا توجد دولة أخرى في العالم تريد السلام أكثر من أوكرانيا. لكننا نعلم أن السلام الحقيقي يجب أن يكون عادلا ومستداما. إننا منفتحون على مناقشة أي مبادرة سلام طالما أنها تحترم وتراعي مبدأين: ألا يتم اقتراح تنازلات عن الأراضي وألا تؤدي أي مبادرة إلى تجميد الصراع بدلا من السلام. لدى أوكرانيا خطة واضحة في هذا الصدد تسمى صيغة السلام للرئيس فولوديمير زيلينسكي. هذه الحرب دائرة على الأراضي الأوكرانية، لذلك نعتبر أنه من الطبيعي أن تكون خطة السلام الأوكرانية في صميم جهود السلام. وندعو البلدان الأفريقية للانضمام إلى تنفيذ هذه الصيغة".


وشدد على أن "الأمن الغذائي يُعدّ عنصراً مهماً في الصيغة، ولا سيما بالنسبة للبلدان الأفريقية. وحتى في هذا الوقت العصيب مع استمرار الحرب، لا تدخر أوكرانيا جهدا للحفاظ على دورها كدولة ضامنة للأمن الغذائي لأفريقيا والعديد من المناطق الأخرى في العالم. وعلى الرغم من الحصار البحري الذي فرضته روسيا على موانئنا البحرية، إلا أننا تمكنا من رفع حظر الصادرات الأوكرانية جزئيا بمساعدة الأمم المتحدة وتركيا. لقد دافعنا بنشاط عن المبادرة من أجل التصدي للمحاولات الروسية لتعطيلها وإفشالها. التمديد الأخير للمبادرة كان بمثابة تنفس الصعداء لكل من مزارعينا وعملائنا في الخارج، بما في ذلك في أفريقيا، على حد سواء. وفي إطار هذه المبادرة تم بالفعل حتى الآن إرسال ما مجموعه 123 سفينة محملة بأكثر من ثلاثة ملايين طن من المنتجات الزراعية إلى دول أفريقية عديدة منها إثيوبيا وليبيا والمغرب ومصر وكينيا والسودان وتونس والصومال والجزائر. لا تقتصر جهودنا على الصادرات، حيث أننا نقدم أيضاً مساعدات إنسانية في إطار برنامج "الحبوب من أوكرانيا" الذي أطلقه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وقد أرسلنا بالفعل 6 سفن تحمل على متنها 170 ألف طن من القمح إلى الصومال وكينيا وإثيوبيا واليمن ضمن هذا البرنامج. والآن يجري إعداد المزيد من السفن لأنه لا ينبغي أن تعاني أي أسرة في أفريقيا بسبب حرب روسيا ضد أوكرانيا".


وختم قائلاً: "يجب أن يكون صوتنا الموحد قوياً في جميع المحافل الدولية وداخل المنظمات الدولية. وإن اقتضى الأمر إجراء إصلاحها من أجل ذلك، لا سيما إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فيجب علينا القيام به. ودعا الى تشكيل "مجلس أمن يتسم بقدر أكبر من التمثيل والديمقراطية حيث يتم تمثيل أفريقيا وغيرها من جميع مناطق العالم".


وأعلن تتأييد أوكرانيا لمنح الاتحاد الأفريقي عضوية دائمة في مجموعة العشرين الكبرى.