حارِب الضغط النفسي بالمغذّيات المناسبة!

15 : 02

تتبع أحماض الأوميغا 3 الدهنية والفيتامينان B وC مسارات مختلفة لمحاربة الضغط النفسي!

اليوم، تجتاح موجة قلق عارمة العالم بأسره! يشعر الناس بجرعة مضاعفة من الضغط والتوتر والغضب أكثر من أي مرحلة سابقة في العقد الماضي. ويرتفع منسوب الضغط النفسي بدرجة قياسية الآن بسبب فيروس كورونا. غالباً ما يرتبط هذا الضغط بركائز الحياة التي يصعب تغييرها أو تعديلها، أي العمل والعلاقات الشخصية والوضع المادي. لكن يمكن التحكم بمجال مؤثر آخر: الحمية الغذائية.

يؤثر الطعام الذي نستهلكه على صحتنا النفسية بقوة. قد تسهم المغذيات تحديداً في مقاومة الضغط النفسي، وتكشف أحدث الأبحاث أنها تشمل أحماض الأوميغا 3 والفيتامينَين C وB ويمكن تلقيها عبر الطعام أو المكملات.


سواء ظهر الضغط النفسي على شكل ألم بسيط في المعدة أو قلق حاد، قد يترافق في حالات كثيرة مع عواقب على المدى الطويل. هذا ما دفع فريقاً دولياً من الباحثين إلى تحليل مدى قدرة المغذيات على التصدي لتلك التداعيات.

عرّض العلماء مجموعة فئران في سن المراهقة للضغط الاجتماعي الذي يسبب اضطرابات عاطفية واختلالات في الذاكرة تستمر حتى سن الرشد. لكن بقيت ذاكرة نصف الفئران قوية بقدر القوارض التي لم تتعرض للضغوط حين تلقّت حمية غنية بأحماض الأوميغا 3 والفيتامين A، ولم تظهر لديها أي مؤشرات على الحزن. ساهمت هذه الحمية المُدعّمة أيضاً في كبح التغيرات في تركيبة البيئة الميكروبية المرتبطة بالاكتئاب.


لا يمكن التأكيد بعد على تكرار النتائج نفسها لدى البشر، لكنها استنتاجات واعدة. توضح المشرفة الرئيسة على الدراسة، ماريا باساني: "كانت الحماية التي استفادت منها الحيوانات بفضل الحمية المُدعّمة مدهشة. لقد أعطيناها وقاية تامة".

لا يفهم العلماء بالكامل بعد كيف تعطي أحماض الأوميغا 3 أثراً واقياً. لكن تشير الأدلة إلى دور الالتهاب الأساسي في نشوء الضغط النفسي والاكتئاب.


تتمتع أحماض الأوميغا 3 بخصائص مضادة للالتهاب. يطلق الضغط النفسي المزمن تفاعلات متسلسلة تُمهّد لإنتاج عناصر التهابية تعيق النقل العصبي، ما يؤدي إلى نشوء الاكتئاب. وتنتج الأوميغا 3، حين يفككها الجسم، منتجات ثانوية أساسية اسمها "ريزولفين" لتخفيف حدة الالتهاب.

لا تسمح المغذيات وحدها بكبح أضرار الضغط النفسي، لكن قد تكون المكملات إضافة مفيدة للعلاجات الأخرى.

الفيتامين C عنصر غذائي مهم آخر وهو معروف بخصائصه المضادة للأكسدة في المقام الأول. يقول بول ماريك، أستاذ في كلية الطب في جامعة "إيسترن"، إن هذا الفيتامين هو نوع من هرمونات الضغط النفسي. تنتجه جميع الحيوانات رداً على المواقف العصيبة، باستثناء الرئيسيات وخنازير غينيا وبعض أنواع الأسماك.

تطلق الحيوانات التي تعجز عن إنتاج الفيتامين C كمية هائلة من الكورتيزول، ما يؤدي إلى تضخيم استجابة الضغط النفسي. يفتقر عدد كبير من المرضى إلى هذا الفيتامين، لذا يتحسن وضع المصابين بتعفن الدم بفضله.


أما الفيتامين B، فهو يحمي الجهاز العصبي منذ وقتٍ طويل. حلل العلماء في أستراليا حديثاً جميع التجارب العيادية التي اختبرت آثار مكملات الفيتامين B اليومية على الضغط النفسي والقلق والاكتئاب. رصدت 11 تجربة من أصل 18 تحسّناً في مزاج المشاركين حين أخذوا هذا الفيتامين مقارنةً بمفعول الدواء الوهمي. كان الفيتامين مفيداً بشكلٍ خاص للمصابين بالضغط النفسي.

يضيف ماريك: "الفيتامينان B وC ضروريان للنقل العصبي، ما يعني أنهما يؤثران على القدرات المعرفية. يجب أن تجتمع عوامل الحمية والتغذية مع الطب التقليدي".


حقائق أساسية


- عناصر الأوميغا 3 نوع من الدهون متعددة عدم الإشباع، وهي تعطي منافع صحية لعدد من أجهزة الجسم. إنها مركّبات ضرورية لنمو الجهاز العصبي والمسارات المعزولة للتواصل العصبي.

- تستطيع مكملات أحماض الأوميغا 3 الدهنية أن تُحسّن المرونة العصبية والمعرفية.

- ترتبط زيادة العدائية والقلق والاكتئاب بنقص في الأوميغا 3.

- لا تكون الفيتامينات الثمانية من نوع B مترابطة من الناحية الكيماوية، لكنها موجودة عموماً في الأغذية نفسها.

- يسهم الفيتامين B في تنظيم الجينات عبر مَثْيَلة الحمض النووي، ويتخلص من فائض حمض الهوموسيستين الأميني.

- يتوقف نشوء وتنظيم الناقلات العصبية من نوع الدوبامين والسيروتونين جزئياً على الفيتامين B.

- الدماغ أكبر مستهلك للفيتامين C في الجسم.

- الفيتامين C عنصر أساسي لحماية الأداء المعرفي، فهو يسهم في تشكيل غلاف المايلين الذي يحيط بالأعصاب ويسرّع معالجة الإشارات.