موسكو وكييف تتبادلان الضربات... و"جبهة جديدة" لـ"فاغنر"!

02 : 00

وجّهت موسكو ضربات وحشية جديدة ضدّ أوكرانيا، حيث أصابت صواريخ روسية خصوصاً عيادة في دنيبرو، ما أدّى إلى مقتل شخصَين، فيما ندّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بما اعتبره "جريمة ضدّ الإنسانية"، بالتزامن أفادت روسيا عن قصف أوكراني على منطقة بيلغورود الحدودية لليوم الخامس توالياً، إضافةً إلى قصف بواسطة مسيّرات في كراسنودار على بُعد 200 كلم من القرم.

وقال حاكم دنيبرو سيرغي ليساك: "هناك 30 جريحاً، بينهم طفلان. ما زال 3 أشخاص مفقودين وربّما كانوا هناك"، لافتاً إلى أن رجلَين قُتلا في القصف، في حين نشر الرئيس الأوكراني صوراً تُظهر مباني مدمّرة جزئيّاً تتصاعد منها أعمدة دخان أسود. وأظهرت مقاطع فيديو أخرى عناصر إنقاذ يُساعدون أشخاصاً وجوههم ملطّخة بالدماء على مغادرة العيادة عبر ممرّات مليئة بالركام.

وفي وقت سابق، كشف ليساك أن منطقة دنيبروبتروفسك "تعرّضت لهجوم كثيف" ليلاً "بالصواريخ والطائرات المسيّرة". على صعيد متّصل، أفادت الإدارة المدنية والعسكرية للعاصمة الأوكرانية عن قصف روسي، مؤكدةً اعتراض كلّ الصواريخ وتدميرها. وأشارت إلى أن الهجوم الجوي الجديد على كييف هو الثالث عشر توالياً منذ بداية أيار، و"كما في كلّ مرّة خلال الليل".

وأوضحت أن قاذفات استراتيجية من طراز "تو 95 إم إس" آتية من منطقة بحر قزوين ألقت صواريخ "كروز"، مؤكدةً رصد "كلّ الأهداف المعادية" في مجال كييف الجوي وتدميرها، بينما تحدّث الجيش الروسي عن تنفيذه ضربات ليلية على أوكرانيا، مدّعياً أنه استهدف "مواقع تخزين ذخيرة" و"ضرب كافة المواقع المحدّدة".

وفي الأثناء، سقطت عشرات القذائف المدفعية خلال الساعات الـ24 الماضية في منطقة بيلغورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا، بحسب ما أفاد حاكم المنطقة فياتشيسلاف غلادكوف أمس. أمّا في كراسنودار التي يزيد عدد سكانها عن مليون نسمة في جنوب روسيا، فقد تضرّرت مبان من جرّاء استهدافها بطائرتَين مسيّرتَين، ولم يُسجّل وقوع إصابات.

توازياً، كشف زعيم مجموعة "فاغنر" المرتزقة الروسية يفغيني بريغوجين أن قواته كُلّفت بالقتال على جبهة جديدة، وقال: "الوطن يحتاج للدفاع عنه، لذلك كُلّفنا بالقتال على جبهة جديدة"، من دون ذكر مزيد من التفاصيل. وبعدما أعلنت بيلاروسيا الخميس أن روسيا بدأت نشر أسلحة نووية على أراضيها، لم يؤكد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف هذه المعلومات أمس، واكتفى بالتأكيد أن بيلاروسيا "تُواجه مواقف غير ودّية، أو حتّى معادية، من جانب دول مجاورة".

وأضاف بيسكوف: "يجب بالتالي مواصلة تطوير وتعزيز علاقاتنا مع حلفائنا، بما يشمل المجال العسكري". وفي واشنطن، اعتبرت المتحدّثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار أن نقل الأسلحة النووية يُشكّل "مثالاً جديداً على الخيارات غير المسؤولة والاستفزازية" لموسكو، في وقت أعرب فيه نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي دميتري ميدفيديف، عن قناعته بأنّ الصراع في أوكرانيا "قد يستمرّ لعقود" في حال لم تحسمه روسيا بنصر حاسم على "النازية".

وأثار الرئيس الروسي السابق مجدّداً الجدل بتصريحاته النارية المُثيرة التي لم يغب عنها مرّة أخرى التلويح باحتمال الانتقال لاستخدام أسلحة نووية. ورأى ميدفيديف من فيتنام أن "أوروبا أصبحت مجنونة وتُحاول تأجيج الوضع بكلّ الطرق"، ولم يستبعد أن تُقدم الدول الأوروبّية والولايات المتحدة على تزويد كييف بأسلحة نووية، مشدّداً على أنه "إذا حدث ذلك، فسوف يتعيّن على روسيا شنّ ضربة استباقية"، وأردف: "هذا يعني أن صاروخاً بشحنة نووية سوف يصل إليهم. هذه قوانين حرب لا رجوع فيها".

كما كتب على "تلغرام" أن أوكرانيا "يُمكن أن تختفي عن الخريطة نتيجة الصراع القائم حاليّاً"، مرجّحاً أن يتمّ تقسيمها بين روسيا وبعض بلدان الاتحاد الأوروبي، في حين كشف المستشار الألماني أولاف شولتز أنه على استعداد لـ"معاودة التواصل" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "في الوقت المناسب". بالتوازي، أوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال استقباله الموفد الصيني لي هوي في موسكو أنه يرى "عقبات جدّية" أمام حلّ سلمي في أوكرانيا، مشيداً بالدور "الإيجابي" لبكين.

وذكرت الخارجية الروسية في بيان أن لافروف كرّر "التزام موسكو لصالح حلّ سياسي - ديبلوماسي للنزاع". ووجّه بوتين رسالة مماثلة خلال مكالمة هاتفية مع نظيره البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا، وأوضح الكرملين في بيان أن بوتين "أكد أن الجانب الروسي منفتح على الحوار السياسي والديبلوماسي، الأمر الذي تعوّقه كييف وداعموها الغربيون على الدوام"، فيما رفض الرئيس البرازيلي دعوة لزيارة روسيا بعد أيّام من فشل لقاء مأمول بينه وبين الرئيس الأوكراني.

وعلى خطّ العقوبات، فرضت طوكيو عقوبات إضافية على روسيا، تماشياً مع التزام دول "مجموعة السبع" خلال قمّتها التي عُقدت في هيروشيما أخيراً. وكشف الناطق باسم الحكومة هيروكازو ماتسونو أن اليابان ستفرض عقوبات جديدة تشمل تجميد أصول 17 مواطناً روسيّاً و78 منظمة روسية، فضلاً عن حظر تصدير سلع وخدمات إلى 80 كياناً روسيّاً مرتبطاً بالمجمع الصناعي - العسكري في البلاد، بالإضافة إلى خدمات بناء وهندسة.


MISS 3