تمهيداً لتشكيل "حكومة طوارئ وطنيّة"

انتخاب غانتس رئيساً للكنيست الإسرائيلي

04 : 20

غانتس سيتولّى مهام القائم بأعمال رئيس الوزراء ووزير الخارجيّة

في تطوّر سياسي غير متوقّع، انتخب الكنيست بالأمس رئيس ائتلاف "أزرق أبيض" بيني غانتس، المنافس الرئيسي لرئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، رئيساً له، وذلك ضمن إطار اتفاق سياسي محتمل لتقاسم السلطة ووضع حدّ للأزمة السياسيّة القائمة في إسرائيل.

وصوّت لصالح غانتس 74 عضواً من أعضاء الكنيست و18 ضدّه، من أصل 120. وكان يُفترض أن يُقدّم غانتس بالأمس أحد نوّابه إلى البرلمان لترشيحه للرئاسة، لكنّه رشّح نفسه في اللحظة الأخيرة. وكان غانتس المرشّح الوحيد لخلافة حليف نتنياهو يولي إدلشتاين، الذي استقال من منصبه تحت الضغط الأربعاء.

وبعد أزمة سياسيّة عميقة، دعا رئيس الأركان السابق بيني غانتس إلى تشكيل "حكومة طوارئ وطنيّة" إثر انتخابه رئيساً للكنيست، ما يؤشّر إلى تحالف مع نتنياهو للتصدّي لوباء "كوفيد-19" الذي تفشّى في إسرائيل. وقال غانتس: "هذه أيّام غير عاديّة تُحتّم علينا اتخاذ قرارات غير عاديّة. لذلك، وكما أسلفت، فإنّني سأدرس إمكانيّة تشكيل حكومة طوارئ وطنيّة"، مضيفاً: "لا يحق لأي منّا أن يقف ضدّ الآخر. يجب أن تكون إسرائيل فوق الجميع". وأصيب بـ"كورونا" المستجدّ في إسرائيل 2693 شخصاً، توفي منهم ثمانية. وإزاء هذا الوضع، تعالت الأصوات لتشكيل حكومة طوارئ وطنيّة، ولاقت تأييداً من رئيس الدولة رؤوفين ريفلين، ومن زعيم حزب "يسرائيل بيتينو" أفيغدور ليبرمان.

وكُلِّف غانتس تشكيل حكومة بعد الانتخابات الأخيرة التي جرت في الثاني من الشهر الحالي وحصل بعدها على دعم 61 صوتاً لتكليفه. لهذا، يشعر عدد من أنصاره بعد قرار ترشّحه إلى رئاسة الكنيست بأنّهم تعرّضوا "لخيانة"، إذ إنّ رئاسة الحكومة ستذهب حتماً الآن إلى نتنياهو. وفي هذا السياق، أعلن مساء أمس حليفان لغانتس، هما يائير لابيد وموشي يعالون، اللذان يقولان إنّ لديهما 18 مقعداً من أصل 33 في تحالف "أزرق أبيض"، أنّهما لن يؤيّدا غانتس في خياره، فيما ذكرت الإذاعة الإسرائيليّة أنّ هذا الانتخاب حصل بعد التوصّل إلى "اتفاق سرّي بين غانتس ونتنياهو، بحيث سيُكلّف الأخير رئاسة الحكومة أوّلاً لتشكيل حكومة وحدة وطنيّة. وعندها سيتخلّى غانتس عن منصب رئيس الكنيست ليحلّ محلّه مرشّح ليكودي"، مشيرةً أيضاً إلى أن غانتس سيتولّى مهام القائم بأعمال رئيس الوزراء ووزير الخارجيّة.

من ناحيته، اعتبر رئيس "القائمة العربيّة المشتركة"، التي كانت تسعى إلى الإطاحة بنتنياهو، أحمد الطيبي أن "ما يحصل في الكنيست ليس دراما، إنّما مسرحيّة هزليّة"، مضيفاً: "غانتس أثبت هو وأعضاء حزبه الذين زحفوا خلفه بأنّهم من الزواحف! من دون عمود فقري! هذا مخجل جدّاً"، في حين رأى النائب يوسف جبارين أن "القائمة المشتركة ستكون القوّة الأساسيّة في المعارضة ضدّ التحريض والعنصريّة، وضدّ سياسات الضمّ والاحتلال والاستيطان، وسنُواصل مسيرتنا من أجل السلام، المساواة والعدالة الإجتماعيّة". وكان يُفترض أن تبدأ محاكمة نتنياهو في قضايا رشوة واستغلال نفوذ الأسبوع الماضي، لكنّها أُرجِئت لمدّة شهرَيْن بسبب انتشار "كوفيد- 19".


MISS 3