الأبيض مُكرَّماً من نقابة القابلات القانونيات: للاستمرار بدعمهنَّ

17 : 14

كرّمت نقابة القابلات القانونيات في لبنان، خلال احتفالٍ أقامته في مناسبة اليوم العالميّ للقابلة القانونيّة في 5 أيّار، وزير الصّحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، "لجهوده في تعزيز دور القابلة القانونيّة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي التزم بها لبنان في جامعة الدول العربيّة".


الأبيض

وقال وزير الصحة: "يُشرّفني أن أتحدّث إليكم اليوم في اليوم العالميّ للقابلة القانونيّة. يوفّر لنا هذا الحدث فرصة للتفكير في العمل المهم الذي تقوم به القابلات في بلدنا وحول العالم. فالقبالة تُعتبر مهنة مهمّة تمّت ممارستها لقرون، حيث توفر الدعم الحيوي للمرأة وعائلتها أثناء الحمل والولادة وفترة ما بعد الولادة. لا يُمكن المبالغة في القيمة المضافة للقبالة، فالقابلات لَسْنَ خبيراتٍ في مجال صحة الأم والطفل فحسب، بل يُقدّمن أيضاً رعايةً شاملةً، بما في ذلك الدعم العاطفي والنفسي للنساء وأسرهن".


أضاف: "لا شكّ أنّ الظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان أدّت إلى التراجع في مستوى العديد من الخدمات الصحية، ما أدّى إلى تراجع مماثل في مؤشرات صحة الام والطفل، وفاقمت هجرة العاملين الصحيين من ذلك، وكلّ هذا، حتّم على وزارة الصحة العامة إيجاد الحلول، بالتعاون مع النقابات والإختصاصيّين والشركاء الدوليين".


وتابع: "إنّ الاستراتيجية الوطنية للصحة، والتي أطلقتها الوزارة منذ شهرين، تحدّد مساراً واضحاً للخروج من الأزمة، وأهمّ ما فيها، هو توجيه النظام الصحيّ إلى نظامٍ یعتمد بشكلٍ أساسيّ ومبدئي على الوقاية والرعاية الصحية الاولية كحجر اساس، وخطوة اولى في السير نحو التغطية الصحية الشاملة. وتلحظ الاستراتيجية ايضاً أهمية العامل البشري وضرورة الاستثمار فيه، والحفاظ عليه. وتعتبر أنّ النقص فيه هو التحدي الأكبر الذي سوف يُواجه نظامَنا الصحيّ في السنوات المقبلة".


وقال: "إنّ وزارة الصحة العامة داعمةٌ لنقابة القابلات القانونيات في لبنان، وتعتبرها شريكاً أساسيّاً في نهوض نظامنا الصحي، وتحرص على مشاركتها في مُختلفِ المبادرات الصحية، بما في ذلك، اللجان المعنيّة بصحة الام والطفل. ومكَّن هذا التعاون القابلات من المساهمة بخبراتهنَّ ومعرفتهنَّ في تطوير السياسات والبرامج التي تعزز صحة ورفاه النساء والأطفال في بلدنا".


اضاف: "أحد المجالات التي للقابلات فيها تأثيرٌ كبيرٌ، هو رعاية ما قبل الولادة في مراكز الرعاية الصحية الأولية. تلعبُ القابلات دوراً حاسماً في ضمان حصول النساء على رعايةٍ جيّدةٍ أثناء الحمل، بما في ذلك الفحوصات المنتظمة، والاستشارات الغذائيّة، والتثقيف حول أهمّيّة الرضاعة الطبيعية. ولا شك أن هذا سوف يؤدّي إلى تحسين مؤشرات صحة الأم والطفل، بما في ذلك إنخفاض معدلات وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة".


وتابع: "حدثٌ مهمٌ أيضاً كان المشروع الذي بدأ في مستشفى رفيق الحريري الجامعيّ، والذي اعتمد مبدأ عمليات الولادة تحت اشراف القابلات (midwife led delivery) بالتّعاون مع منظمة "أطباء بلا حدود"، ودائرة أمراض النساء والولادة في المستشفى. ويتضمَّن هذا البرنامج دوراً أساسيّاً للقابلات في إدارة الولادات الطبيعية، مع استدعاء أطباء التوليد فقط في حالة حدوث مضاعفات. وقد ساعد هذا البرنامج في الحصول على مؤشرات ممتازة، أهمّها نسبة متدنيّة لعمليات الولادة القيصريّة في حالات الولادة. وأدَّى نجاحُ هذا المشروع إلى بدءِ نقاشٍ حول توسيعِ فكرة الولادة التي تقودُها القابلة إلى مستشفيات عامة أخرى في لبنان".


وأردف: "لا بدَّ هنا من شكر المنظمات الدولية، وعلى رأسها صندوق الأمم المتحدة للسكان ومُنظَّمة الأمم المتحدة "اليونيسف"، على دعمها الدائم والمستمر لوزارة الصحة العامة وبرامجها لتأمين الرعاية اللازمة للام والطفل، وخصوصاً في هذه الظروف الصّعبة، وما يقوم به لبنان بالنيابة عن العالم اجمع بتوفير هذه الخدمات للنازحين سواسية بالمواطنين، ومن غير تمييز".


وختم: "تعتبر القبالة مهنة حيوية تلعب دوراً أساسياً في تعزيز صحة ورفاه النساء وأسرهنَّ. ويجب علينا أن نستمرَّ في دعم القابلات والتأكد من أنَّ لديهن الموارد التي يحتجْنَها لتقديم رعاية جيّدة لمرضاهنَّ، كما أحثُّ شركاءَنا على مواصلة التعاون مع نقابة القابلات القانونيات في لبنان لتطوير سياسات وبرامج تدعم عمل القابلات وتحسن نتائج صحة الأم والطفل في بلدنا".