كييف تُقرّ عقوبات ضدّ طهران

02 : 00

مواطنون أوكران خلال احتمائهم داخل مترو في كييف أمس (أ ف ب)

بعدما تسبّبت "المسيّرات الإيرانيّة" المتفجّرة التي تزوّد بها طهران موسكو، بضرب البنى التحتية الأوكرانية وقتل المدنيين وجرحهم، أقرّ النواب الأوكرانيون أمس مشروع عقوبات ضدّ إيران، الأمر الذي يُكرّس القطيعة بين كييف والجمهورية الإسلاميّة.

وأوضح البرلمان الأوكراني على موقعه أن "هذا القرار يوائم بين العقوبات الأوكرانية وما يقوم به مجمل العالم المتحضّر على طريق العزل الكامل لإيران". وتتضمّن حزمة العقوبات حظراً على التجارة العسكرية مع إيران ووقف عبور هذه البضائع عبر أوكرانيا و"تعليق الالتزامات الاقتصادية والمالية لصالح المقيمين الإيرانيين".

ولا يزال يتعيّن على الرئيس فولوديمير زيلينسكي التوقيع على النصّ لإقراره، وهو إجراء شكلي لأنّ الأخير هو الذي قدّم القرار إلى البرلمان بناءً على اقتراح من مجلس الأمن والدفاع.

وكان مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك قد كتب على "تويتر" الأحد: "إيران اليوم نظام إرهابي يُشكّل تهديداً لأوروبا والشرق الأوسط"، معتبراً أن طهران "أصبحت حليفاً رئيسيّاً لموسكو في هذه الحرب، وهي تزوّدها عمداً الأسلحة لشنّ هجمات على مدن مأهولة".

وفي الأثناء، أطلقت روسيا وابلاً من الصواريخ على كييف، ما تسبّب في حالة من الذعر بين السكان الذين حاولوا الاحتماء من هذا الهجوم النادر الذي تمّ شنّه في وضح النهار، وبعد ليلة من الضربات العنيفة على أوكرانيا.

وبعد القصف الليلي الذي لم يتسبّب بأضرار كبرى في العاصمة، سُمع دوي صفارات الإنذار في كييف في الصباح، أعقبتها سلسلة من الانفجارات. وقال القائد العام للجيش الأوكراني فاليري زالوجني إنّ "العدو شنّ ضربات صاروخية على الأراضي الأوكرانية، للمرّة الثانية خلال 24 ساعة"، مؤكداً أنّه تمّ تدمير جميع المقذوفات خلال هذا الهجوم.

وأوضح زالوجني أنّه "أُطلق ما مجموعه 11 صاروخاً من طراز "إسكندر إم" و"إسكندر ك" من الشمال" على مدينة كييف ومنطقتها، في حين ندّد رئيس الوزراء دنيس شميغال بهذا الهجوم "السادس عشر" على كييف منذ بداية الشهر، معتبراً أنّ "روسيا تعمد إلى ترويع السكان المدنيين". وهرع العديد من السكّان إلى ملاجئ تحت الأرض، خصوصاً في المترو.

وفي تصريح نادر، اعترفت السلطات الأوكرانية بأنّ موقعاً عسكريّاً في غرب البلاد تعرّض للقصف خلال الهجوم الليلي. وأفادت إدارة خميلنيتسكي الإقليمية في غرب أوكرانيا عن "حرائق في مستودعات محروقات"، بينما تضرّرت معدّات عسكرية ومهبط طائرات. وأشارت إلى أنّ "5 طائرات أصبحت خارج الخدمة"، من دون إضافة مزيد من التفاصيل.

وبعيد هذا الإعلان، أكّدت وزارة الدفاع الروسية أنها قصفت ليلاً "مطارات" في أوكرانيا و"دمّرت" كلّ أهدافها. وجاء في بيانها: "دُمّرت كلّ الأهداف المحدّدة... أُصيبت مواقع قيادة ومراكز رادار ومعدّات طيران ومنشآت مستخدمة لتخزين أسلحة وذخائر القوات المسلّحة الأوكرانية". وفي الجانب الروسي، أفاد حاكم منطقة بيلغورود الحدودية فياتشيسلاف غلادكوف بمقتل مدني في قصف أوكراني استهدف قرية غرافوفكا.

توازياً، أعلن سلاح الجو الفنلندي أن تدريبات واسعة النطاق تشمل نحو 150 طائرة مقاتلة من دول غربية، بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، بدأت أمس في فنلندا والسويد والنروج.


MISS 3