صدامات عنيفة تُهدّد السلام الهشّ في البلقان

02 : 00

خلال المواجهات العنيفة بين الصرب والشرطة في زفيتشان أمس (أ ف ب)

هزّت صدامات عنيفة شمال كوسوفو أمس، حيث أُصيب عشرات الصرب ونحو 25 عنصراً من قوة حفظ السلام بقيادة الناتو خلال مواجهات مع متظاهرين صرب غاضبين طالبوا بمنع رؤساء بلديات ألبان منتخبين في اقتراع مُثير للجدل قاطعه الصرب، من تولّي مناصبهم بالقوّة في مناطق ذات غالبية صربية، ما أثار مخاوف جدّية من تدهور الوضع الأمني وتوسّع رقعته بسرعة ليُهدّد السلام الهشّ في منطقة البلقان.

وأوضحت القوّة المتعدّدة الجنسية أن العديد من جنود الكتيبتَين الإيطالية والمجرية "تعرّضوا لهجمات غير مبرّرة وأُصيبوا بكسور وحروق بسبب انفجار عبوات حارقة".

وأفادت هيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية الحكومية "آر تي أس" بأنّ أكثر من 50 صربيّاً أُصيبوا خلال الاشتباكات، بينما أُصيب اثنان بجروح خطرة ويوجد مصاب في حال حرجة.

وحاولت قوّة حفظ السلام تفريق المتظاهرين عن الشرطة، ثمّ بدأت لاحقاً بتفريق الحشود باستخدام الدروع والهراوات. وردّ العديد من المتظاهرين بإلقاء الحجارة والزجاجات الفارغة والزجاجات الحارقة في اتجاه الجنود، وتمّ صدّهم بسرعة على بُعد مئات الأمتار من بلدية زفيتشان التي حاولوا اقتحام مقرّها.

ودان الناتو بشدّة الهجمات "غير المقبولة بالكامل" على قوّاته، معتبراً أنّه "ينبغي أن يتوقف العنف فوراً". وكانت شرطة كوسوفو قد أطلقت غازاً مسيّلاً للدموع لتفريق المتظاهرين الصرب الغاضبين الذين يُطالبون بمنع رؤساء بلديات ألبان من تولّي مناصبهم، إضافةً إلى انسحاب قوات الأمن الخاصة الضخمة التي رافقتهم إلى المنطقة وانتشرت فيها بكثافة منذ أيام عدّة.

وكان الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش قد أمر الجيش الجمعة بأن يكون في "حال تأهب" و"التحرّك" في اتجاه الحدود مع كوسوفو لحماية الأقلية الصربية هناك، فيما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس أن "الصرب يُقاتلون من أجل حقوقهم في شمال كوسوفو"، موضحاً أن الجيش الصربي في "حال تأهّب" و"القرار سيتّخذه الرئيس الصربي".

وخلال زيارة إلى كينيا، قال لافروف تعليقاً على تدخل الناتو عام 1999 ضدّ بلغراد والذي أنهى الحرب بين القوات الصربية والمقاتلين الألبان: "هناك انفجار كبير يلوح في الأفق في قلب أوروبا، حيث شنّ الناتو عام 1999 عدواناً على يوغوسلافيا" السابقة. في المقابل، عبّرت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني عن "تنديدها الشديد" بما حصل، معتبرةً أن الهجوم "مرفوض وغير مسؤول".

وكانت قد حصلت صدامات مماثلة الجمعة خلال وصول رؤساء بلديات لتسلّم مناصبهم برفقة مواكبة أمنية ضخمة. وقاطع الصرب، الذين غادر ممثلوهم السياسيون الإدارات المحلّية في شمال كوسوفو في تشرين الثاني، في سياق مواجهة بين بلغراد وبريشتينا، الانتخابات البلدية التي نظّمتها حكومة كوسوفو في نيسان، ما أدّى إلى فوز رؤساء بلديات ألبان في 4 بلديات معظم سكانها من الصرب.