هدنة جديدة ومعارك متواصلة في السودان

13 : 57

 تتواصل المعارك في السودان حيث مددت الهدنة التي لم يتم الالتزام بها مطلقاً في محاولة لنقل مساعدات إنسانية حيوية لهذا البلد الذي أصبح على حافة المجاعة.


منذ 22 أيار، يشيد الوسطاء السعوديون والأميركيون بوقف اطلاق النار الذي ظل حبراً على ورق. فعلى الأرض لم يتوقف القصف الجوي والمدفعي واستمرت تحركات المدرعات.


وتستمر الحرب التي أوقعت أكثر من 1800 قتيل، وفقاً لمنظمة ألكيد، وأكثر من مليون ونصف مليون نازح ولاجئ، بحسب الأمم المتحدة، في حصد الضحايا وترغم مزيدا من الأسر على ترك منازلهم.


ليل الاثنين الثلثاء، أكد مواطنون استمرار المعارك في الخرطوم وفي نيالا باقليم دارفور في غرب السودان الذي سبق أن شهد حرباً أهلية دامية في العقد الأول من القرن الحالي.


على جري العادة، تبادل الجيش الذي يقوده الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو، الاتهامات بخرق الهدنة ويقول كل طرف أنه يرد على هجمات الخصم.



منذ شهر، يوافق كل طرف على اقتراحات واشنطن والرياض بتمديد الهدنة التي تهدف إلى السماح للمدنيين بالفرار من مناطق القتال وفتح ممرات آمنة لارسال المساعدات الانسانية.


وكان السودان قبل الحرب أحد أفقر بلدان العالم أذ كان مواطن من كل ثلاثة يعاني من الجوع وكانت الكهرباء تنقطع لفترات طويلة يوميا والنظام الصحي على وشك الانهيار.


اليوم، بعد مرور سبعة أسابيع على اندلاع الحرب، بات 25 مليوناً من أصل 45 مليون سوداني، بحاجة الى مساعدات انسانية للاستمرار، وفق الأمم المتحدة.


وبات، وفقاً لليونيسف، "13،6 مليون طفل بحاجة ماسة الى الدعم الانساني المنقذ للحياة". من بين هؤلاء "620 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد"، بحسب المنظمة الأممية.


ولم تعد المياه الجارية تصل الى بعض مناطق الخرطوم والكهرباء لا تتوافر إلا بضع ساعات في الأسبوع، كما باتت ثلاثة ارباع المستشفيات خارج الخدمة.


أما المستشفيات التي تواصل عملها فلديها القليل من المستلزمات الطبية والأدوية كما أنها مضطرة لشراء الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء بعشرين ضعف سعره الأصلي.


وتطالب المنظمات الانسانية منذ اندلاع الحرب في الخامس عشر من نيسان، بتوفير ظروف أمنية تتيح لها الوصول الى الخرطوم ودارفور من أجل تزويد مخازنهم التي نهبت أو دمرت بسبب القتال.



وفيما رحبت واشنطن والرياض بتمديد الهدنة لخمسة أيام أخرى، يخشى السودانيون الآن على الأرض حصول "حرب أهلية شاملة"، بحسب كلمات تحالف قوى الحرية والتغيير، الكتلة المدنية التي أطاحها الجنرالان المتحاربان اللذان كانا حليفين ونفذا معاً انقلاب العام 2021.



ويخشى جنوب السودان وتشاد وإثيوبيا ودول أخرى مجاورة من امتداد عدوى الحرب إليها وتطلب مساعدات من الأمم المتحدة التي تؤكد أنها لم تحصل الا على القليل من الأموال من مموليها.



وحذرت الأمم المتحدة امس من أن استمرار الحرب قد يدفع السودان الى قائمة الدول المهددة بمجاعة قريبة.


وخلال بضعة أيام سيبدأ موسم الأمطار الذي يحمل معه أوبئة عدة، من الملاريا الى الكوليرا.

MISS 3