"الناتو" يُعزّز وجوده في كوسوفو ويدعو إلى التهدئة

02 : 00

تعزيزات أمنيّة مكثّفة لـ"كفور" أمام مبنى بلدية زفيكان أمس (أ ف ب)

بعد مواجهات عنيفة في شمال كوسوفو الإثنين أُصيب فيها عشرات الصرب و30 جنديّاً من قوة حفظ السلام التي يقودها "حلف شمال الأطلسي"، أعلن الأخير أنه سينشر قوات إضافية في كوسوفو، فيما دان الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ الاعتداءات "غير المقبولة" على قوة حفظ السلام، داعياً بريشتينا وبلغراد إلى اتخاذ خطوات ملموسة لتهدئة الوضع. وقال الأدميرال ستيوارت بي مونش في بيان: "يُعدّ نشر قوات إضافية من الناتو في كوسوفو إجراءً حكيماً لضمان أن قوات كوسوفو لديها القدرات التي تحتاج إليها للحفاظ على الأمن وفقاً لتفويض مجلس الأمن الدولي".

أضاف: "أُريد أن أُثني على قوات "كفور" لاتخاذها إجراءات سريعة ومنضبطة ومهنية للتدخل لوقف الاضطرابات وإنقاذ الأرواح". وتابع: "يجب أن يتوقف العنف ويجب على جميع الأطراف التوقف عن اتخاذ إجراءات لتقويض السلام في كوسوفو"، في حين حذّر ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحافي في أوسلو من أن "العنف يُعيد كوسوفو والمنطقة بأسرها إلى الوراء"، ويُهدّد تطلّعات دول البلقان للتقرّب من "حلف شمال الأطلسي".

وفي زفيكان، وضع جنود يرتدون زي مكافحة الشغب لقوّة حفظ السلام التي يقودها الناتو في كوسوفو (كفور)، حاجزاً حديديّاً حول مبنى البلدية لمنع مئات الصرب من الوصول، بحسب وكالة "فرانس برس"، التي أشارت لاحقاً إلى مغادرة مئات المتظاهرين الصرب، الذين تجمّعوا أمام مبنى البلدية، المكان، لكنّهم وعدوا بالعودة صباح اليوم.

وأمام مبنى البلدية أيضاً، وقفت 3 مركبات مصفّحة تابعة لشرطة كوسوفو التي يُثير وجودها حنق الصرب الذين يُشكّلون الغالبية في 4 بلدات في شمال كوسوفو تُحاول بريشتينا فرض رؤساء بلديات ألبان عليهم.

وقاطع الصرب الانتخابات البلدية التي جرت في نيسان، ما أدّى إلى انتخاب رؤساء بلديات ألبان بنسبة إقبال تقلّ عن 3.5 في المئة. ونصبت حكومة ألبين كورتي رؤساء البلديات الأسبوع الماضي، متجاهلةً دعوات التهدئة التي أطلقها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

ويطالب المتظاهرون برحيل رؤساء البلديات الألبان الذين اعتبروا "غير شرعيين" مثل شرطة كوسوفو. وتدهور الوضع بالفعل الجمعة الماضي عندما جاء رؤساء البلديات لتولّي مناصبهم مصحوبين بقوّة كبيرة تابعة لشرطة كوسوفو.

وفي تصعيد جديد الإثنين، حاول المتظاهرون الصرب اقتحام بوابة مبنى بلدية زفيكان، لكن قوات كوسوفو صدّتهم. ثمّ حاولت قوّة حفظ السلام الفصل بين الطرفَين قبل أن تبدأ في تفريق الحشد. وردّ المتظاهرون بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على الجنود.

وأبلغت "كفور" في بيان عن إصابة 19 مجريّاً و11 إيطاليّاً من جنودها في الصدامات، موضحةً أنهم يُعانون خصوصاً من "كسور وحروق ناجمة عن عبوات يدوية حارقة". كما أشارت إلى أن "3 جنود مجريين أُصيبوا بأسلحة نارية".

وفي بلغراد، التقى الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش مع سفراء الدول الخمس العظمى في الناتو التي تُراقب عن كثب دول غرب البلقان، كما أعلن أنه سيلتقي أيضاً بممثلي روسيا والصين. وكتب فوتشيتش على موقع "إنستغرام" بعد لقائه مع السفراء أن "قرارات بريشتينا الأحادية الجانب أدّت إلى أعمال عنف ضدّ الجالية الصربية، الأمر الذي يُبعدنا عن السلام والاستقرار الدائمَين في المنطقة".

واعتبر أن "الرحيل السريع لرؤساء البلديات الزائفين وعناصر ما يُسمّى بالقوات الخاصة لبريشتينا، شرط للحفاظ على السلام في كوسوفو"، في وقت دعت فيه موسكو الغرب إلى "إنهاء دعايته الكاذبة والتوقف عن إلقاء اللوم في الأحداث في كوسوفو على الصرب المدفوعين باليأس".


MISS 3