محمد دهشة

ظاهرة الإقبال على تعقيم المنازل في صيدا تتزايد: خطوة إضافية لمواجهة "كورونا"

28 آذار 2020

03 : 40

تعقيم ورش في سوق الخضار

في زمن "كورونا"، يزداد الاقبال على شركات التعقيم في صيدا بشكل لافت، فحالة الهلع من الاصابة به أو الخوف من تفشيه، دفع بالكثير من أبناء المدينة الى اتخاذ اجراءات وقائية اضافية، لا تقتصر على التعليمات العامة بالحجر المنزلي الطوعي وارتداء "الكفوف" و"الكمامات" وعدم التجمع وتلافي الاختلاط، بل تتعداها الى المزيد من النظافة الشخصية والمنزلية من خلال الاستعانة بشركات لرش وتعقيم المصارف، المكاتب، المحال، المنازل والحدائق الملحقة بها في ظاهرة جديدة.

ولا يتوقف هاتف مجموعة خدمات "MJ" الكائنة في حي "البستان الكبير" في صيدا، عن الرنين يومياً، تتلاحق الاتصالات لتطلب موعداً عاجلاً لتعقيم المحال والمنازل والحدائق، لمواجهة تفشي فيروس "كورونا"، وتقول مسؤولة سلامة الغذاء في المجموعة رنا الراعي لـ "نداء الوطن"، ان "الاقبال على التعقيم ارتفع بشكل لافت وغير مسبوق، نحن بدأنا في العام 2009 باختصاص التنظيف، وانتقلنا في العام 2015 لمكافحة الحشرات، ومن العام 2018 حتى اليوم الى "سلامة الغذاء" ومنها ما يتعلق بالمطاعم والمقاهي"، مضيفة "كانت طلبات التعقيم تأتي من قبل المستشفيات، العيادات، والمدارس واليوم ازداد الاقبال لتعقيم المكاتب والمحال والمنازل في اجراء وقائي اضافي من المواطنين، الذين يرغبون بالشعور بالاطمئنان داخل منازلهم في هذه المرحلة وكدليل وعي لديهم". وأوضحت الراعي، "اننا نستطيع تلبية ما بين 10- 15 عملية تعقيم يومياً، لان الامر يتطلب جهداً ووقتاً حسب مساحة المكان، ونرسل فريقاً متخصصاً، يقوم برش وتعقيم كل ما يمكن ان يلمس، لان منظمة الصحة العالمية اكدت ان انتقال الفيروس يكون باللمس او عبر المسطحات، فتكون المهمة دقيقة وشاملة وكل شيء مدروس فيها، اضافة الى ان مواد التعقيم تقضي على جميع الفيروسات"، مشيرة الى "اننا نتقاضى نحو 1300 ليرة لبنانية عن كل متر، فتكون التكلفة حسب المساحة وقد أخذنا في الاعتبار الأوضاع المادية للمواطنين وخفّضنا التسعيرة".

تعليق الصلاة

ميدانيا، وللاسبوع الثاني، يرفع الأذان في مساجد مدينة صيدا. ولم تقم صلاة الجمعة فيها، وذلك التزاما بقرار "دار الفتوى" بتعليق صلاتي "الجمعة" و"الجماعة"، لمنع تفشي فيروس "كورونا"، وحرصاً على السلامة العامة، حيث دعا خطباء المساجد وأئممتها المؤمنين الى "الصلاة في ترحالهم"، أي في بيوتهم ومنازلهم وأماكن تواجدهم. بينما أم رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء" المقاومة الشيخ ماهر حمود، صلاة الجمعة في مسجد "القدس"، بعد القيام بقياس درجة حرارة المصلين والاخذ بالاجراءات الوقائية وذلك على قاعدة التوكل على الله" والاخذ بالاسباب.

ودعا مفتي صور وأقضيتها الشيخ مدرار الحبال، الذي يؤم المصلين عادة في مسجد "الشهداء" في صيدا، بتسجيل عبر "مواقع التواصل الاجتماعي"، الى الالتزام بالحجر المنزلي، قائلا "اذا وقع الوباء في بلد، فما من مؤمن يجلس في بيته صابرا محتسبا، يعلم انه "لا يصيبه الا ما كتب الله له"، كان له مثل أجر شهيد، أمات أم لم يمت، ذلك أن المؤمن يحرص على إطفاء نار الوباء وإخماد لهيبه، ويحرص على الناس كما يحرص على نفسه او ربما أكثر يرجى بذلك وجه الله تعالى.


إجراءات مستمرة لمواجهة "كورونا"



إقفال ودعوة

وتزامن تعليق صلاة الجمعة، مع الاقفال التام التزاما بـ "التعبئة العامة" و"حالة الطوارئ الصحية"، حيث خلت الشوارع من المارة، وأقفلت السوق التجارية والمطاعم والمقاهي والأندية باستثناء الصيدليات ومحلات بيع المواد الغذائية ومحطات الوقود وسيرت القوى الامنية دوريات للتأكد من الالتزام.

وقال رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي لـ "نداء الوطن"، ان الالتزام في صيدا كان تاماً، بينما داخل صيدا القديمة كان مقبولا، ومع حظر التجوال نأمل ان يكون الالتزاما كاملاً، لأن الحجر المنزلي الطوعي هو خطوة هامة في مواجهة تفشي الكورونا"، موضحاً "اننا نعمل على تجهيز المستشفى الحكومي وعلى وضع خطة لتوزيع المساعدات كي نساعد المواطنين في هذه المحنة".

وبينما قدر قائد شرطة بلدية صيدا المفوض ثالث بدر قوام الالتزام الميداني وتنفيذ المقررات بنسبة 95%، واصلت فرق الطورائ وورش البلدية وفوج الإطفاء وبمواكبة من شرطة بلدية صيدا والدائرة الصحية وبإشراف لجنتي الصحة والبيئة والطورائ البلدية، حملة التعقيم والنظافة فشملت أحياء وشوارع وساحات في المدينة، والسوق التجاري والشوارع الرئيسية وصولا حتى محلة سينيق جنوباً والأولي شمالاً وأحياء المدينة على إختلافها.

وفي حارة صيدا، بادر عدد من أصحاب الايادي البيضاء من أبناء البلدة، تحت مسمى "هيئة التضامن الاجتماعي"، بتأمين مئتين وعشرين حصة غذائية، وتوزيعها على الاسر الاشد حاجة في البلدة بمواكبة من المختار خليل الزين. واعلنت الهيئة انها لن تألوَ جهدا في متابعة تأمين ما يدعم صمود مجتمعنا المقاوم في هذه المحنة العصيبة، داعية الاهالي الى ضرورة التقيد بإجراءات الحكومة خصوصا لناحية البقاء في البيوت وعدم الخروج الا للضرورة.